محليات

عدد من الأسرى المحررين يروون لـ« 26 سبتمبر » : المآسي والتعذيب الذي لحق بهم في السجون السعودية

عدد من الأسرى المحررين يروون لـ« 26 سبتمبر » : المآسي والتعذيب الذي لحق بهم في السجون السعودية

 من سجون العدوان ومرتزقته تحرر 13 أسيرا بعد أن قضوا بضع سنوات في غياهب تلك السجون المظلمة بين ايدي الجلادين

الذين تناوبوا عليهم بالتعذيب بدءا من المرتزقة وانتهاء بأيدي المعتدين في السعودية.. صنوف من المعاناة والعذاب الذي عاناه الأسرى المحررون لكنهم كانوا أشد بأسا وصلابة أمام السجانين الذين هزمهم الأبطال الاسرى بصبرهم وثباتهم.. ومن المفارقات التي تجعلنا نقف في حيرة من الأمر هو كيف تاجر المرتزقة بدماء واراوح اليمنيين ومنهم هؤلاء الأسرى الذي تم اسرهم على أيدي المرتزقة وبيعهم للسلطات السعودية مقابل المال! سابقة لم يحدث  لها مثيل في تاريخ الحروب أن يتم المتاجرة بأسرى الحروب وبيعهم.. "26سبتمبر" التقت بعدد من الأسرى المحررين من سجون السلطات السعودية الذين  رووا جانبا مما عانوه في السجن من ويلات العذاب الجسدي والنفسي الذي يندى له الجبين.. إلى التفاصيل:

لقاءات / ناصر الخذري  
في البداية لفت نظري احد المحررين من الاسر المجاهد/ عبدالرزاق احمد حسين العفاري  كونه جريحاً مبتور اليد اليسرى ومكفوفاً بعد أن أصيب في احد جبهات القتال وعند سؤالنا عن كيفية وقوعه في الأسر ومعاناته في السجون التي تنقل فيها فأجاب عليا بالقول: "انا كنت من الجرحى الذين تم سفرهم للعلاج خارج الوطن وبعد فترة العلاج تم تركيب طرف صناعي ليدي وأثنا عودتي للوطن وبينما كنت انا وأخي المرافق لي في منفذ شحن بمحافظة المهرة تم القبض عليا أنا وأخي من قبل المرتزقة وتم توقيفنا في المنفذ وتم تسليمنا للسعوديين في الغيظة.
وعن طبيعة المعاملة في سجون السلطات السعودية أوضح أنه تعرض لصنوف من التعذيب ولم يشفع له عندهم اصابته بفقدان نظره وبتر يده ولكنهم تعاملوا بقسوة وضرب وجلد بالعصي الكهربائية.
وقال: أخذوا عليا الطرف الصناعي الذي كان مركباً في يدي اليسري وقيمته 1500 ريال عماني وخرجت من السجن بدون ذلك الطرف الصناعي الذي كلفني الخروج لأجله الى الخارج وانتظرت له سبعة أشهر..
 في البداية وضعونا فـ(كناتر) لا بساط ولا فراش.. كانوا يصبون فوقنا الماء البارد بعد التعذيب حتى الشاي كان يصب فوق رأسي وهو حار ويعذبوني بالكهرباء, كنا نعذب بصورة يومية وكانوا قد فصلوا يدي الأخرى وعملوا فيها ابرتين حتى قطعوا عن يدي الدم قالوا نريد نقطع يدك الاخرى وفي ناس آخرين قطعوا اصابعهم.
كانوا يحققون معي ويوجهون لي اسئلة عن اين تتواجد اماكن الصواريخ والطائرات المسيرة واختتم الجريح المحرر من الأسر حديثه بالثناء والحمدلله سبحانه وتعالى وللجهود المخلصة التي تابعت أوضاعهم حتى عادوا الى ارض الوطن معززين مكرمين بين شعبهم واهاليهم واخوانهم.

تعامل لا انساني
صادق احمد صالح  الخيواني من جانبه روى لنا بعض مما تعرض له خلال فترة الأسر حيث قال: تم أسري من قبل المرتزقة في منطقة ميدي وتم التعامل معي بشكل لا انساني حيث تعرضت للتعذيب والتحقيق لمدة يوم كامل وبعدها تم نقلي الى جيزان منطقة ابو عريش وسلموني للسعوديين الذين اودعوني السجن وبدأ بالتحقيق معي والتعذيب بواسطة الكهرباء العمومي والعصي الكهربائية والتعليق في الدبابة وفي الونش ويضربوا بالدبابة من جنبي, وقد بقيت في السجن ما يقارب ثمان سنوات..
التحقيق كان يستمر معنا اسبوع والبعض اسبوعين والبعض شهرين، وبقية الايام التي بدون تحقيق كانت جزاءات مفتوحة منها عدم الكلام وضع الجلوس في شكل تربيع واصل، كان يتم إيقاظنا قبل الفجر بساعتين ويجبرونا على تربيط الفراش والركوب عليه مثل الحمار وكان وقت الصلاة يجب ان تؤدى بشكل سريع مع وضع قيود على أداء بعض اركان الصلاة والتكبير ومن يخالف كان يتم وضعه في كبينة وهي عبارة عن غرفة اربع بلاط ضيقة يجلس فيها المخالف شهرين والبعض اربعة اشهر, كانوا يعطونا حبة خبز مفرود جلسنا عليها اسبوعاً وكانت مخصصة لأربعة اشخاص تقسم بينهم, هذا طبعا بعد التحقيق، ممنوع علينا المشي كل شيء بأوامر عسكرية.
وعن التواصل مع اسرته قال: "وصلت الينا لجنة الصليب الاحمر بعد سنة من الأسر ولم يعطونا الرد من لجنة التحقيق الا بعد سنة من لقائنا بلجنة الصليب..
وعن التعذيب النفسي والمعنوي قال: "كانوا يقولون لنا انتم (الحوثيين) خلاص انتهيتم وسترجعون الى ايران فهو موقعكم واليمن قد السيطرة عليه ويقول لا يزال من زملائنا حوالى 250 اسيراً في السجون السعودية..
ويضيف: "بعد أن وصل الينا وفد بلادنا تم عزلنا لحالنا والمظلومين لحالهم (العمال اليمنيون الذي يدخلون للسعودية للبحث عن فرصة عمل) ويتعرضون لنفس التعذيب الذي تعرضنا له ويعانون من حالة صعبة.

تحديد المواقع
الاسير المحرر المجاهد  الحاج على احمد صالح نجران تحدث بالقول: اسرت من قبل المرتزقة  قبالة منطقة مجازة بعد ان حصل اطلاق نار بيننا وبينهم وتعرضت للإصابة وتم اسري وانا مصاب واثناء التحقيق معي من قبل المرتزقة كانوا يعرضون عليا خريطة عبر الهاتف منطقة بلاد الروس ويطلبون مني توضيح مناطق في قاع الحقل ويعرضوا عليه مواقع ويطلبوا تحديد ما يوجد في تلك المواقع وكنت ارد عليهم بالقول لا أعلم ويطلبوا مني أن اسب السيد القائد ورفضت وقالوا لي هذا (الشيبه) عقائدي علقوه وعلقوني بأرجلي  وتعرضت للضرب حتى دخلت في غيبوبة على ايدي المرتزقة وخلال ستة اشهر تعرضت لأنواع التعذيب منها يطلعوني فوق ماسورتين ويربطون في الخصيتين ثقالة..
وبعد هذه الفترة من السجن لدى المرتزقة تم نقلي الى منطقة ظهران وتم بيعنا للسعوديين وهناك تم التحقيق معي انا والاسرى الآخرين.. تعرضت للإهانة والضرب والدعس اعزكم الله (بالبيادات) وبعد هذا السجن تم نقلي الى سجن خميس مشيط وهناك كان السجانون يجلدونا وسط العنبر وكنا نقاوم ويحدث اشتباك مع السجانين حتى تأتي الشرطة التابعة لهم وكان كل عشرة منهم يعتدوا على اسير واحد وقيدونا وكانوا بعد الضرب يصبوا علينا الزيت في ....... ويرجعوا يضربونا من جديد ونحن مقيدين واثناء تعذيبي من الجندي السعودي قلت له: "لو انت رجال انك اسرتني في الخط الناري ولولا المرتزقة وما صلت الى هنا فقام بركلي في الفم حتى تكسرت اسناني" وكنت مقيداً وملقياً على الارض وشخص آخر يدعس على القيد الذي في يدي المكتفة الى الخلف, وكانوا يقيدونا في غرف خاصة من بعد صلاة الفجر وحتى المغرب, ولكن الحمد لله بعد زيارة ابو حسين المرتضى لنا ومن معه تم تخفيف التعذيب وتحسنت الاوضاع لدينا.

كسرنا زحف للمرتزقة
الاسير المحرر المجاهد  علي محمد ناصر مشيب قال: تعرضت للأسر في منطقة ميدي من قبل المرتزقة بعد ان كسرنا زحفاً للمرتزقة وتعرضنا لكمين بعد الاشتباكات وخدعة بعد ان كانوا يؤدون الصرخة وخدعنا, حتى وقعنا في الأسر, وجلست في السجن لدى المرتزقة يومين تعرضت للضرب وبعدها تم بيعنا للسعوديين وايدينا مقيدة للخلف حتى وصلنا جيزان  ابو عريش وهناك تلقيت تعذيباً لا يتصوره العقل كان اثنان اشخاص يضربوني معا ويطلبا مني اعترافات عن اشياء ومخازن اسلحة وغيرها، ولكنني رغم الألم والتعذيب صبرت وبحمدلله تم الافراج عنا بفضل الله واهتمام ومتابعة قيادتنا الثورية والسياسية العليا وكافة المعنين جزاهم الله خيرا وتهون كل التعذيبات التي تعرضنا لها كوننا نذرنا انفسنا في سبيل الله للدفاع عن قضايا وطننا وشعبنا العادلة.

نحن على حق
الاسير المحرر المجاهد مصطفى عامر قال: "انا تعرضت للأسر في بداية العدوان في جبهة مارب وخرجنا من بيوتنا في تجسيد معنى العبودية لله وليس عبيداً لطغاة جبابرة, ولذلك فالسجن وتعذيب الجلادين لم يزدنا الا اصرارا ويقينا بأننا على الحق والعدو على باطل, ومما اثلج صدرونا وأنسانا فترة السجن والتعذيب هو ما شاهدناه وسمعناه عن الانتصارات التي تحققت خلال ثمان سنوات من الصمود والثبات وهنا اود ان اعبر عن الشكر والتقدير لقيادتنا الثورية والسياسية العليا وعلى رأسهم قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه ونترحم على الشهداء العظماء الذين قدموا التضحيات في سبيل انارة دورب الحرية والاستقلال.

خرجنا رافعي الرؤوس
الاسير المحرر المجاهد نبيل محسن زيد الجمرة عبر  عن مشاعره التي تغمرها الفرح بعد تحريره من ظلام السجن وعذاب السجن الذي دام ثمان سنوات  الى ارض الوطن وقال: "الحمدلله خرجنا من السجون السعودية رافعي الرؤوس وهذا بفضل الله ثم بفضل المجاهدين"..
واضاف: "تم بيعنا من قبل قيادات المرتزقة للسعودية بعد يوم من التهديد والوعيد وهذه سابقة لم تحدث من أي مرتزقة اعتقد في العالم أن يبيعوا ابناء جلدتهم للعدو"..

تعذيب جسدي ونفسي
وفي الختام تحدث الاسير المحرر ميثاق حسن القباطي مكثت في سجون السلطات السعودية خمس سنوات بعد ان سلموني المرتزقة الذين اسرت على ايديهم وكانت فترة السجن مليئة بصنوف وانواع المعاناة والمآسي والتعذيب الجسدي والنفسي الذي تم ممارسته علينا ولكن بفضل الله وتوفقيه ها نحن اليوم في صنعاء الثبات والصمود نشتم الحرية والنصر الذي تحقق بفضل الله وثبات وصمود ابناء الشعب والجيش الذين سطروا ملاحم تاريخية.

من المحرر
من خلال حديثنا مع عدد من المجاهدين المحررين من الأسر كان الحديث عن المظلومين لا يفارق حديثهم عما يتعرض له اليمنيون الذين يصفونهم بالمظلومين الذين قصدوا السعودية بهدف البحث عن فرصة عمل لكنهم اعتلقوا من قبل السلطات السعودية يتعرضون لأنواع من التعذيب والتعامل اللا انساني.. هؤلاء ايضا بحاجة لالتفاتة ومتابعة أيضا حتى يفرج عنهم ويعودوا لوطنهم وشعبهم للعيش بين اهاليهم معززين مكرمين.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا