محليات

مدير السياحة في مديرية دمت لـ»26سبتمبر»:الاستنزاف الجائر للمياه الكبريتية تهدد مستقبل السياحة العلاجية

مدير السياحة في مديرية دمت لـ»26سبتمبر»:الاستنزاف الجائر للمياه الكبريتية تهدد مستقبل السياحة العلاجية

أكد مدير فرع مكتب السياحة بمديرية دمت بمحافظة الضالع نظمي الحلقبي أن الاستنزاف الجائر للمياه الكبريتية والبناء العشوائي من أهم التحديات والمخاطر المستقبلية التي تواجه السياحة العلاجية في دمت.

دعا إلى تنظيم عملية التوزيع، ووضع خطة استراتيجية للحد من البناء العشوائي وإزالة المخالفات التي تشوه وجه دمت السياحي.
وأشار الحلقبي إلى عدد من القضايا التي تهم السياحة العلاجية والطبيعية والطموحات في إطار اللقاء التالي:

لقاء: محمد العلوي
< حدثنا عن واقع السياحة العلاجية في مدينة دمت؟
<< مدينة دمت من أشهر الوجهات السياحية العلاجية في اليمن، حيث تضم مجموعة من الحمامات الطبيعية للمياه الكبريتية الحارة والفوهات الكلسية، التي تُستخدم في علاج العديد من الأمراض الجلدية والعضلية والعصبية.
وعلى الرغم من هذه المقومات الطبيعية المميزة، إلا أن الوضع الراهن للسياحة العلاجية في مدينة دمت يعاني العديد من التحديات التي تضعها أمام تهديدات حقيقية.

استنزاف جائر
< ما أبرز تلك التهديدات؟
<< حقيقة تتعرض ينابيع المياه الكبريتية في مدينة دمت للاستنزاف الجائر، بسبب الحفر العشوائي وصعود المياه بشكل تلقائي يجعلها تهدر على مدار السنين بدون توقف، بالتأكيد سيؤدي إلى انخفاض مستوى المياه وتراجع جودتها، بالإضافة إلى البناء العشوائي التي تعاني مركز المدينة النمو العمراني بطريقة عشوائية أدى إلى تشويه المنظر العام للمدينة السياحية وضياع مساحات شاسعة من أراضي الحجز السياحي وتخريب المعالم السياحية.
كما برزت عدم وجود رؤية واضحة للتنمية السياحية في مدينة دمت خلال الفترة الماضية أدى إلى غياب التخطيط والتنظيم للأنشطة السياحية في المدينة.

ضياع الفرص
< ما انعكاس تلك التهديدات على السياحة العلاجية الطبيعية؟
<< الدول التي تقوم على البناء والعمل المؤسسي القانوني استطاعت أن ترتقي بالقطاع السياحي، وحققت منه نجاحات باهرة، لتجعل بعضها من السياحة العلاجية موردا اقتصاديا كبيرا يسهم في التنمية المحلية.
لكن في بلادنا نحن على النقيض تماما لم نستثمر ما وهبه الله لنا من موارد طبيعية ومنها المياه الكبريتية وغيرها من المعالم التي لم نستغلها للنهوض بواقع البلد، ولم نحافظ عليها لتبقى كما هي.
حيث إن الاستنزاف الجائر للمياه الكبريتية والبناء العشوائي إلى مخاطر كبيرة على مستقبل السياحة العلاجية في مدينة دمت ومنها حدوث كارثة بيئة- لا سمح الله- حيث يحذر الخبراء من مخاطر الاستنزاف العشوائي للمياه العلاجية وقرب نضوبها سيؤدي إلى كارثة بيئة، وتراجع مستوى المياه الكبريتية سينعكس سلبا على دمت كوجهة سياحية للعلاج بالمياه الكبريتية وسيصبح حالها كسوق تجاري لا أكثر من ذلك، الأمر الذي سيحرم المدينة من عائدات مالية كبيرة.
الاستمرار في الاستنزاف الجائر للمياه الكبريتية الحارة دون الحفاظ عليها واخضاعها للإجراءات القانونية من قبل الدولة والجهات المعنية سيسهم في ضياع الفرص الاستثمارية في مجال السياحة العلاجية مستقبلا إذا لم يتم تدارك هذه المشكلة والقضية الهامة باعتبار المياه الحارة ثروة سياحية قومية يجب الحفاظ عليها.

إمكانات محدودة
< إلى ماذا يعود التلوث والإهمال في المعلم السياحي الحرضة الكبرى؟
<< يُعد معلم السياحة الطبيعي "فوهة البركان" او ما يعرف بالحرضة من أهم المعالم السياحية في مدينة دمت، حيث يُعد من أقدم البراكين في العالم، وهنا نحب ان نوضح لكم وللقارئ الكريم بان مكتب السياحة بمديرية دمت لا يمتلك أي نفقات تشغيلية أو موازنة تمكنه من عمل أي اضافة واهتمام أو تقديم اي خدمة في هذا المعلم، كل ما بوسعنا هو حماية المعالم السياحية والحجز السياحي من الاعتداءات المتكررة.

دراسة فنية
< من أي جهة تتم الاعتداءات؟
<< توجد هناك اشكاليات من نافذين عرقلوا أي استفادة من هذا المعلم عبر جهات سهلت لها ذلك، لكن في الوضع الحالي تغير، ولدينا تصور لإضافة خدمات وتخطيط لتنظيم هذا المعلم السياحي الهام بشكل لا يؤثر على طبيعته وجماليته.
لدينا دراسة لعمل درج صعود نحت في نفس الصخور البركانية، بالإضافة إلى أننا وعبر صحيفة "26سبتمبر" ندعو المستثمرين ورجال المال والاعمال للاستثمار في هذا المعلم السياحي او المشاركة في تطويره وتأهيله.

غياب الاهتمام
< لماذا بقي هذا المعلم هكذا؟
<< لعدم عدم وجود اهتمام وتنظيم، حيث لم تدخل أي لمسات جمالية وفنية لهذا المعلم السياحي الطبيعي بما يليق به أو صيانة الدرج المؤدية اليه لتسهيل صعود ونزول الزوار منذ ثمانينات القرن الماضي، يلقي الزائر صعوبة ومشقة.
كما لا يوجد أي مرافق خدمية كافية في المنطقة المحيطة بفوهة البركان مما يحد من زيارة السياح لهذا المعلم.

صيانة شاملة
< ما الذي يجب في المرحلة الراهنة؟
<< ما نود أن نضعه أمام قيادة السلطة المحلية ومكتب السياحة والوزارة هو تحويل الحرضة الكبرى إلى معلم سياحي أكثر جاذبية وذلك عبر الاهتمام بالتنظيم والعمل على إجراء صيانة دورية للدرج المؤدية إلى فوهة البركان، وتنظيف الصخور المحيطة بها جراء التلوث البصري من الكتابات، ووضع خطة لتنظيم الزوار ومنع أي أنشطة غير قانونية في المنطقة، وانشاء عدد من الخدمات السياحية المحيطة بالحرضة "مطاعم، مقاهي، محلات"، وتوفير مرافق ترفيهية مثل الحدائق والمنتزهات، إلى جانب سلم ومصعد كهربائي "اسانسير" لتسهيل وصول الزوار من الأطفال والنساء وكبار السن إلى قمة الفوهة دون تعب، كل ذلك سيجعلها وجهة سياحية عالمية.

تنظيم التوزيع
< كيف يمكن الارتقاء بالواقع السياحي في دمت؟
<< للارتقاء بالواقع السياحي بالمنطقة نأمل تضافر جهود السلطات المحلية والمركزية ومنظمات المجتمع المدني والمجتمع نفسه للحد من الاستنزاف الجائر للمياه الكبريتية.
كما يجب تنفيذ القرارات السابقة المتمثلة في إغلاق الآبار العشوائية والتحكم بمخرجاتها للحد من الاستنزاف الجائر للمياه الكبريتية، بوضع قيود على الاستخدام المفرط للمياه وتنظيم عملية التوزيع، ووضع خطة استراتيجية لتنظيم البناء العشوائي بوضع ضوابط للتخطيط العمراني وازالة المخالفات والعوائق، ووضع رؤية واضحة للتنمية السياحية في مدينة دمت من خلال التنسيق بين الجهات المعنية ووضع خطة عمل شاملة.

وجهة سياحية
< ما طموحاتكم المستقبلية؟
<< طموحنا أن تصبح مدينة دمت وجهة سياحية علاجية عالمية المستوى، وأن تسهم السياحة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمدينة، والعمل على تطوير البنية التحتية السياحية، من خلال إنشاء فنادق ومنتجعات سياحية ومرافق ترفيهية وخدمات سياحية متكاملة.
إعطاء مدينة دمت حقها في التسويق والترويج كوجهة سياحية علاجية من خلال تنظيم الحملات الإعلامية الترويجية التعريفية للمدينة، والتواصل مع المنظمات الدولية المتخصصة والمهتمة بالسياحة العلاجية لتبادل الخبرات والمعرفة وتطوير القدرات البشرية.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا