محليات

نفذت أكثر من 30 مبادرة مجتمعية: براقش.. روعة الطبيعة وروح التعاون المجتمعي

نفذت أكثر من 30 مبادرة مجتمعية: براقش.. روعة الطبيعة وروح التعاون المجتمعي

 قرية التعاون براقش بمديرية الشعر محافظ إب، إحدى القرى السياحية اليمنية الجميلة التي حباها الله بروعة  الطبيعة الخلابة وسحر الهواء العليل، والتنوع البيئي والنباتي، بحكم خصوبة أرضها الزراعية،

وموقعها على بعد كيلومترين فقط من محمية غابة " ذي هرم" الشهيرة وسد "معبرة".
إلى جانب جمال الطبيعة التي تميزت بها قرية التعاون براقش، تأتي عراقة المكان تاريخياً كأحد المناطق الحميرية الأصيلة.. ولكن الجمال الحقيقي والرائع لهذه القرية تجلى في حالة التعاون والتكافل وروح المبادرة والعمل الجماعي، الذي يميز أبناء هذه القرية فجعلت منهم أنموذجاً لغيرهم من القرى والمناطق.. فقد تمكن أبناء قرية التعاون براقش من تنفيذ أكثر من "30 " مبادرة مجتمعية خلال الفترة القريبة الماضية.

26 سبتمبر: عبدالحميد الحجازي
وبحسب ما أوضحه الشيخ محمد عبده العماري - شيخ قرية التعاون-  فإن المبادرات المجتمعية التي قام بها الأهالي شملت رصف عدد سبعة شوارع بحجر الشرخة مع الاسمنت، ورصف طريقين بمدخل القرية على شكل مدرجات بالحجر المقلفع والشرخة، وقيام الأهالي كذلك ببناء خزان لتجميع مياه الشرب وإيجاد شبكة مياه وتوصيلها إلى كل بيت من بيوت القرية، وذلك بتعاون الخيرين الذين قاموا  بشراء مضخة لرفع مياه الشرب من الوادي إلى القرية وتوفير مادة الديزل اللازمة لعمل المضخة، قبل أن يتم توفير منظومة الطاقة الشمسية، وبناء المدرسة الابتدائية، وبناء ديوان للقرية بطول " 25" متراً، بالإضافة إلى تركيب نحو 12 كشاف إضاءة بالطاقة الشمسية لإنارة مداخل وحواري القرية ليلاً.

تبريد مياه الشرب
وأضاف الشيخ العماري أن من ضمن المبادرات الجميلة قيام أبناء قرية التعاون بتوفير 15 جرة لتبريد مياه الشرب وتوزيعها على مدخل وطرق القرية، وبناء سواتر على تلك الجرار وإيصال مواصير الماء النقي إليها ضمن شبكة مياه القرية..

ليست مجرد قرية
وهنا يؤكد الشيخ العماري أن قرية التعاون أصبحت بفضل الله ثم بفضل المبادرات والمشاريع الموجودة على أرض الواقع، ليست مجرد قرية بل مدينة أو جزء من مدينة خصوصاً مع وجود شبكة المياه للمنازل وخطوط الهاتف، والطرق المزفلتة والمرصوفة، والمستوصف الصحي، والسدود والحواجز المائية ومزارع الدواجن، ومحطات تعبئة الغاز، والمحلات التجارية الكبيرة التي تحتوي على جميع متطلبات المواطنين..

صيانة الطريق
وطالب شيخ قرية التعاون، الجهات المعنية في الدولة وقيادة محافظة إب والسلطة المحلية، بضرورة تنفيذ أعمال الصيانة العاجلة لطريق السدة- جبل الشعر، الذي يخدم العديد من مواطني القرى والمناطق ويسهل عليهم الانتقال وتوفير العديد من الاحتياجات، ناهيكم بأن هذا الطريق سيمكن أبناء المحافظات المناطق الأخرى من زيارة القرى والمحميات السياحية التي تتميز بها مديرية الشعر، ومنها قرية التعاون- براقش، وغابة ذي هرم وسد معبرة وجبل الشعر وباب البرح.

براقش تحتفي بعرسانها
وعلى طريق المبادرات المجتمعية وثمارها التي تصب في خدمة المجتمع ويلمس خيرها كل أفراد المجتمع، احتفت قرية التعاون-  براقش بمخلاف الشعر مؤخراً بالعرس الجماعي الذي أقيم لـ22 عريساً وعروسة.
اللافت في هذا العرس المبادرة المجتمعية التي جاءت لإرساء حالة التعاون في الأفراح ومشاركة جميع أبناء القرية في التحضير والتجهيز للعرس، حيث رشح أبناء قرية التعاون – براقش أحد الشباب المشهود لهم بالثقة وهو الأخ / جابر أجمد قدام ليتولى الإدارة والإشراف الكامل على مراسم العرس الجماعي، بعد أن قدم قائمة متكاملة بالتكاليف اللازمة لتوفير متطلبات العرس، وكذا فرض رسوم رمزية على كل عريس من هذه التكاليف.

إدارة جيدة
وهنا يتحدث الاستاذ مطهر الشعري- أحد أبناء المنطقة، بأن اختيار الشاب الخلوق جابر مصلح للإشراف على تنفيذ مبادرة العرس الجماعي كان موفقاً بحكم ما يحظى به من قبول في المجتمع وكذلك قدرته في الإدارة الجيدة وتوفير كامل المتطلبات.. ويضيف بأن الأخ جابر تكفل بإحضار ونصب خيمتين إحداها للرجال والأخرى للنساء، وتوفير المنشدين والفنانين وقارعي الطبول، ومياه الشرب، وثياب العرسان وزينتهم، وتوفير الذبائح "الأثوار" المخصصة لوليمة العرس مع استقدام عدد من الطباخين، وغيرها من التجهيزات كنقل العرسان إلى مناطق خارج القرية للتصوير ونحوه، في حين تولى أهالي القرية عمل موائد الخبز وما يسمى ببنت الصحن والسوسي كأكلة تتميز بإتقانها المنطقة.

 الفرح عم المنطقة
ويستطرد الاستاذ مطهر الشعري بالقول: "روح التعاون والتكاتف والمبادرة حالة أصيلة في مجتمعنا يتحلى بها جميع المواطنين خصوصاً في هذه القرية، حيث سادت من خلال هذا العرس الجماعي حالة الوئام والفرح لدى الجميع، وتناول أهل القرية مع ضيوفهم الذين أجابوا دعوة الحضور من مختلف مناطق ومحافظات اليمن وجبة الغداء بشكل جماعي،  وبعدها أقيمت مراسيم الاحتفال التي بُدئت بالأهازيج الشعبية والبرع والرقص الشعبي بجميع الألوان اليمنية على أصوات والطبول، ثم القيام بزفة العرسان في مشهد مهيب وفرحة غامرة من خلال موكب من السيارات بلغت 42 سيارة كمبادرة قام بها أهالي وأقارب ومحبي العرسان".

 انطباعات
سعادة العرسان الغامرة وهم يتلقون التهاني والتبريكات من جموع الحاضرين، أكدت عظمة شعبنا اليمني من منطلق تعليم ديننا الإسلامي وعاداتنا وتقاليدنا، على تجسيد التكافل في ارقي صوره كشعب تفرد عن بقية الشعوب بما وصفه الرسول الكريم صلوات الله عليه وآله "الإيمان يمان والحكمة يمانية".
أهالي العرسان عبروا من جانبهم عن فرحتهم وتقديرهم لمبادرة العرس الجماعي وشكرهم لكل من قاموا عليها وساهموا في إنجاحها.. منهم والد العريس محمد خالد الماس الذي قال: هذا أفضل وأجمل عرس شهدته في حياتي نظراً لوجود التعاون والتكاتف بين الأهالي وتوفير كافة المتطلبات عبر المبادرات الشعبية.
 في حين اختزل والد العريس أحمد محمد الشعري المشهد بقوله: فرحة كبيرة وشعور يفوق الوصف لم نشهد له مثيلاً في زماننا السابق.
أما والد العريس محمد احمد قدام فقال: لم تشهد المنطقة احتفالاَ وتعاوناَ منذ أزمان كمثل هذا الاحتفال والفرحة الكبيرة والغامرة..
كذلك والد العريس خليفة عبدالوارث محرم الذي قال: أحسست بأني ضيف من ضمن الضيوف بسبب قيام الشباب بجميع الأعمال وتقديم الخدمات، وحالة النظام والنظافة التي جعلتني أعيش أجواء الفرح والسرور واستمتع بالاحتفال.
 وعبر احد الحاضرين من أبناء المنطقة وهو الأخ عبده طاهر الشعري عن فرحته، وقال: قرية التعاون- براقش اسم على مسمى.

قرية نموذجية
وأمام روح المبادرة التي جسدها أبناء قرية التعاون- براقش بمديرية الشعر، وتنفيذهم للعديد في المبادرات المجتمعية الخدمية التي لولا تكاتف المجتمع ما كان لها أن تتحقق خصوصاً في هذه السنوات التي يتعرض فيها اليمن للعدوان الغاشم والحصار الظالم وتداعيات الأوضاع الاقتصادية والتنموية.. من الأهمية بمكان أن تولي قيادة محافظة إب ممثلة بالمحافظ الشيخ عبدالواحد صلاح، هذه المنطقة اهتماماً وتشجيعاً للاستمرار في إطلاق وتنفيذ العديد من المبادرات التنموية.
كما ننقل من خلال هذه المادة الصحفية دعوة أبناء قرية التعاون- براقش، للأخ المحافظ لزيارة القرية والاطلاع على كافة المبادرات المجتمعية، وتبني إعلان قرية التعاون- براقش قرية نموذجية في المبادرات المجتمعية.. وهذا سيسهم بصورة مباشرة في تعميم تجربة المبادرات المجتمعية على مستوى قرى ومديريات محافظة إب، وصولاً إلى إعلان محافظة إب محافظة نموذجية، وهو ما تعكف عليه القيادة العليا هذه الأيام لوضع معايير واختيار المحافظة النموذجية ضمن خطة الدولة لعام 1445هـ.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا