محليات

أدخلت المحافظات المحتلة في صراع وفوضى وانفلات أمني: قوى العدوان.. اغتيالات ممنهجة للشخصيات والقيادات

أدخلت المحافظات المحتلة في صراع وفوضى وانفلات أمني: قوى العدوان.. اغتيالات ممنهجة للشخصيات والقيادات

واقع الحالة الأمنية التي تعيشها المحافظات اليمنية المحتلة، ينذر بالكثير من التداعيات وجرائم القتل والاغتيال، خصوصاً مع استمرار حالة الفوضى وتنامي وجود الجماعات التكفيرية

التي جاء بها ودعمها تحالف العدوان في هذه المحافظات، ليحركها متى يريد ويستخدمها في تحقيق مخططاته الخبيثة، وتنفيذ العديد من الأعمال الإرهابية وعمليات الاغتيالات التي طالت عدداً كبيراً من الشخصيات الاجتماعية والسياسية وأئمة الجوامع والقادة العسكريين، بما فيهم من يقاتل في صفوفه وتحت لوائه.
حادثة اغتيال عبداللطيف محمد حسين بافقيه (السيد) وعدد من مرافقيه نهاية الأسبوع الماضي، ورغم غموض تفاصيلها والسيناريو المعتاد في تحميل عناصر تنظيم القاعدة المسؤولية عن الحادثة، إلا أنها كشفت جانباً من  مخطط قوى الاحتلال والعدوان السعودي الإماراتي الذي تنتظره المحافظات المحتلة.

خاص: 26 سبتمبر
تضارب الروايات
تضاربت الروايات حول مقتل القائد البارز في الحزام الأمني التابع لما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي عبداللطيف السيد، بين روايات تحدثت عن استهدافه بعبوة ناسفة مع أنه كان يركب مدرعة عسكرية معروف عنها أنها تشارك في معارك ميدانية، وبين من يتحدث عن استهدافه بصاروخ حراري وآخر بطائرة مسيرة.. لكن أغلب الروايات تفضي إلى تأكيد الاتهامات التي تشير إلى ضلوع  أطراف إقليمية خاصة السعودية بتدبير عملية الاغتيال للسيد ومرافقيه.

اتهام السعودية
رغم مسارعة منصات إعلامية تابعة لتنظيم القاعدة، إلى نشر فيديو للحظة استهداف عبداللطيف السيد، بما يعني تبني التنظيم لعملية الاغتيال، بهدف لفت الأنظار عن تفاصيل العملية، وإسدال الستار على الجناة الحقيقيين.
من جانبهم شن ناشطون موالون لما يسمى بالمجلس الانتقالي هجوما على السعودية واتهموها بالوقوف وراء عملية القاعدة في قتل السيد, وتوعدوا بنشر فيديوهات تظهر حديث ضابط سعودي كبير لعبداللطيف السيد حول كيفية إيصال الدعم للقاعدة.
فيما أوضح الإعلامي “عادل المدوري” رئيس تحرير موقع “الجريدة بوست” على منصة “تويتر”، أن عبداللطيف السيد” قائد فصائل “الحزام الأمني” لم يقتل بعبوة ناسفة كما تم الترويج له في وسائل الإعلام.. وقال: ” المعلومات الجديدة من مصادر عسكرية بأبين أكدت لي أن السيد أستهدف بصاروخ حراري أو طائرة مسيرة بشكل مباشر لسيارته المصفحة أثناء الهجوم على معسكر جنن بعومران بمنطقة مودية بأبين وليس بعبوة ناسفة”.
ولعل ما يؤكد ضلوع تحالف العدوان في عملية اغتيال عبداللطيف السيد، هو سرعة إغلاق ملف الحادثة وإيقاف التحقيق فيها التعجيل بدفن جثة السيد ومرافقيه.
وإزاء ذلك عمت حالة من الغضب في محافظة أبين، مع قرار الانتقالي دفن قائد الحزام الأمني بأبين دون مراسيم أو حتى تحقيق.؟ وانتقد الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي التسريع بدفن الجثة، مع انه كان يفترض تشييعه بموكب رسمي وشعبي حسب ما ذكره الناشطون.

 صراعات
يرى متابعين ومهتمين بالوضع في المحافظات المحتلة، أن مقتل عبداللطيف السيد، يعد تصفية مسبقة لصراعات داخلية، حيث تأتي حادثة اغتيال "السيد" بعد أسبوع فقط من تعيين قيادة مليشيا المجلس الانتقالي عبد اللطيف السيد بقيادة الحزام الأمني في أبين، وإطلاق حملة ما سمتها "سيوف حوس"، عقب فشل حملة سهام الشرق التي كان يقودها مختار النوبي، ومضى على انطلاقها عام كامل دون تحقيق اي إنجاز.. يذكر انه خلال عملية استهداف عبداللطيف السيد، قتل الشيخ محمد بن كريد الجعدني حيث يعد أحد وجهاء أبين وكان مؤخرا قد لعب دورًا بارزًا في مبادرة قبلية قادها إلى صنعاء للإفراج عن اللواء فيصل رجب.

قرار التصفية
من خلال الرصد لتداعيات استهداف عبداللطيف السيد، وتفاصيل ذلك، كتب  الناشط سالم النهدي قائلا: "الانفصاليون قاموا بتعيين ابن أبين عبداللطيف السيد في نفس المنصب الذي يشغله أصلاً قائد حزام أمني أبين بغرض إظهار إنهم غير مناطقيين ويحبّونه ولكن يبدو أن قرار التصفية الجسدية له قد أُتّخذ حينها واليوم ينعونه.. وأصاف: راح ضحية مشاريع سياسية بغرض رمي التهمة على خصوم الانفصاليين.

أمريكا ضالعة
أما الناشط جابر محمد ناصر، فقد نشر صورة لبقايا السيارة التي كان يستقلها القيادي في مليشيا الانتقالي عبداللطيف السيد، مشيرا إلى أن إعلام الانتقالي يقول بأن الانفجار سببه عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق الإسفلتي! مضيفا: "من يدقق في الصورة سيعرف أن السيارة تعرضت لضربة طيران وليس تفجير عبوة ناسفة. ثم أية عبوة ناسفة هذه التي يمكن زرعها على طريق إسفلتي أو على أحد جوانبه دون أن يلاحظها أحد؟".. وأردف: "الرجل يقصد عبداللطيف السيد، جرى التخلص منه بضربة طيران ولا جدال في ذلك، يتبقى معرفة الجهة المنفذة والتي لن تخرج عن جهتين، إما الولايات المتحدة، أو الإمارات".
تشييع مبكر
كما ذكرنا فإن التعجيل بدفن جثة عبداللطيف السيد،  دون أي تحقيق، قد آثار تساؤلات الكثيرين، وهنا الصحفي عامر الدميني تساءل في منصة "أكس" بالقول: "لماذا بدى الاستعجال واضحا في تشييع عبداللطيف السيد بعد ساعات من مقتله في أبين؟ أليس هو قائد عسكري وقتل في مواجهة مسلحة ويستحق جنازة عسكرية، وتشييع رسمي؟".
في حين كتب الناشط عبدالله العولقي على منصة "إكس" معلقاً بالقول: "على كل لماذا تم دفن جثمان السيد بهذه السرعة دون أية تحقيقات أو مراسيم؟"
وأضاف: "دفن جثمان عبداللطيف السيد بهذه السرعة يغتال الصباح ويدفن الظهر بدون فحص أو تحقيق أو تشييع رسمي وحضور قيادات انتقالي أمر يثير التساؤل؟".

تلقى تهديداً
كشفت أسرة قائد الحزام الأمني في أبين، عبداللطيف السيد، السبت، ابرز ما ورد في وصيته.. يأتي ذلك عقب جدل خلفه قرار دفنه بغضون ساعات على مقتله.
وأفادت الأسرة، وفق ما نقلته وسائل إعلام جنوبية عنها، بأن السيد ابلغهم عقب مغادرة باتجاه مودية بان عليهم دفنه بسرعة ودون مراسيم رسمية.. وهذا يؤكد أن "السيد" كان قد تلقى تهديداً بقتله من جهة ما ولم يكن قادرا على ذكرها لأسرته خوفاً من استهدفها لهم.
بات واضحاً ضلوع الولايات المتحدة الأمريكية في مثل هذه الجرائم التي عادة ما تنفذها، وتوعز لعملائها من التنظيمات المسلحة بتبني عملية التنفيذ.. فلم يمر على عملية اغتيال عبداللطيف السيد سوى ساعات حتى علقت السفارة الأمريكية في اليمن، على مقتل قائد الحزام الأمني، في محافظة ابين.
وقالت السفارة في حسابها الرسمي، على منصة إكس، تويتر سابقاً،: "بلغنا مقتل قائد قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين، عبداللطيف محمد حسين بافقيه (السيد) وعدد من مرافقيه صباح هذا اليوم".. مؤكدة ما أسمته "استمرار دعم الولايات المتحدة لليمن في مكافحة الإرهاب واجتثاثه".

مخطّط وممول
محافظ محافظة عدن، طارق مصطفى سَلَّام، قال في حوارٍ سابق مع صحيفة “المسيرة”: العدوانُ حرص على إضفاء الطابع المذهبي والعرقي والمناطقي في كُـلّ مساعيه وخطواته في المناطق المحتلّة؛ حتى يجعل منها بؤرةً للصراع ومستنقعًا للفوضى والجريمة؛ وهو ما حدث بالفعل، عمل على تكوين العديد من المليشيات التي أغرقها بالمال والسلاح، وحرص على أن يكون كُـلّ فصيل من منطقة معينة ذات طابع مناطقي، وقام بتأجيج الأوضاع والأزمات التي تسببت مؤخّراً في انفجار كبير للوضع الأمني وتوسع الصراع بين تلك القوى المتناحرة؛ مِن أجل تحقيق كُـلّ طرف لمشروعه الخاص المعد والممول خارجياً.
وأضاف أن السلوكُ الذي ينتهجُه المحتلُّ ومرتزِقتُه يُشبهُ تماماً السياسة التي تنتهجُها أمريكا وإسرائيل في كُـلّ أرض تطأها، من خلال إرهاب الناس وتخويفهم واستهداف الرموز والقادة وسحل الناس في الطرقات وحرقهم والتنكيل بهم وهو أُسلُـوب همجي يؤكّـد أن المخطّط والممول واحد، وأن أمريكا هي من تدير العدوان على اليمن، وهي رأس الشر، ومن خلفها بريطانيا ومرتزِقتهم في المنطقة، ممثلةً بالسعوديّة والإمارات، الذين لم يتركوا أية جريمة أَو مجزرة إلا وقاموا بها؛ إرضاءً لأسيادهم.
وأشار سلام إلى أن وصول السفيرُ الأمريكي مؤخراَ إلى عدنَ، برفقة قوات من المارينز؛ يؤكّـد التدخل الأمريكي المباشر في العدوان واحتلال الأراضي اليمنية، وإلا من أين تأتي الجُرأةُ لعربان الصحراء بأن يخطوا خطوةً واحدةً دونَ إذنٍ ومساندةٍ أمريكيةٍ وبريطانية في كُـلّ عملياتهم؛ وهو ما يؤكّـدُ حقيقةَ ما حذَّر منه قائدُ الثورة العلم المجاهد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في أكثر من محفل وخطاب؛ الأمر الذي يحتم علينا جميعاً تعزيزَ الصفوف، وتوحيدَ الرؤى لمواجهة هذه المؤامرات التي تحاك ضد بلدنا من قبل المستعمر القديم وبنسخته الجديدة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا