كتابات | آراء

فلسطين.. جرح الأمة النازف

فلسطين.. جرح الأمة النازف

   • فلسطين معشوقة الشعوب العربية والإسلامية وجميع شعوب العالم وأحراره، ولهذا كانت على مدى العقود الماضية شغل الأمة الشاغل، الذي يتصدر اهتمامها وأخبارها ومجالسها، قيادةً وشعوباً،

حيث كان مطلب تحرير هذا البلد ‏مطلباً جماهيرياً شعبياً لا تراجع عنه.
   • ولأن ذلك الكيان المحتل لم يكن وجوده مجرد صدفة، بل لقد تم تسليم المحتل هذا البلد بناءً على خطة محكمة ومدروسة، هَيّأت له كافة السبل التي تضمن بقاءه عبر صفقات ومؤامرات عربية...، ولذا فقد عمل الاستكبار بكافة دوائره على توفير سبل حماية هذا الكيان، ‏فقبل أن يمنحه تلكم القطعة الغالية من أرضنا العربية (فلسطين)، قام بإنشاء كيان صهيوني آخر  ينطق بالعربية، ويلبس الزي العربي، ويتحدث باسم الإسلام، إسلام ليس هو الإسلام المحمدي، وإنما إسلام مُصنع في دوائر الاستخبارات الغربية، ليكون  سيفاً مسلطاً على شعوب الأمة.
   • هذا الكيان الصهيوني الآخر ‏هو (دولة  بني سعود)، أنشأها من أنشأ دولة الكيان، لتكون أشبه بخنجر يتم غرسه في صدر الأمة.. وبالنظر إلى هذا الأمر من واقع الأحداث، لطالما كانت (السعودية) مصدر نكسات الأمة، فعلى مدى العقود السابقة، ومنذ نشأتها، كانت تمثل الخط الرجعي المناهض لكل مشروع ينشد تحرير فلسطين من الكيان المحتل، والمتآمر عليه، حيث لا يخفى على أحد دورها المناهض، ‏بل والمتآمر على كافة رواد مشروع تحرير فلسطين من قبضة المحتل الغاصب.
   • ‏وبرغم كل تلكم المؤامرات التي كانت مملكة بني سعود ساعدها، إلا إن تلكم المؤامرات لم تستطع  تغييب فلسطين عن وعي الأمة، حيث ظلت حاضرة في الذهنية المجتمعية للأمة، وفي قلوب أحرارها وتحركاتهم وكتاباتهم، فإليها تتجه أنظار الأمة، وفي سبيل تحريرها تتجه عزيمتها وهمتها..
   • وحين لم ينجح الاستكبار العالمي وكيانه الصهيوني في جعل الأجيال والشعوب تنسى قضية فلسطين، ‏عمل على تصدير مشروع استعماري جديد، يتم فيه تغييب القضية الفلسطينية عن وجدان العقل العربي، ليتناسى فلسطين، ويتناسى عدوه الحقيقي، فكان مشروع (الفوضى الخلاقة)، الذي جاء ليصرف  المسلمين عن قضيتهم الأساسية، عبر شغلهم بالنزاعات والصراعات، وبالحروب الداخلية، ‏وما هذه الحرب -الصهيوأمريكية والسعودية- على بلادنا (اليمن) إلا وسيلة من وسائل الإستكبار، لتغييب قضية فلسطين، وكذلك من أجل تدمير قدرات الأمة ومقدراتها وحضارتها وتاريخها، إضافة إلى القضاء على أكبر خطر يهدد ذلك المشروع الصهيوني، والمتمثل بالقضاء على الأنظمة العربية المقاومة ‏ذات التوجه المناهض للمشروع الاستعماري الجديد، والرامي إلى إجبار الأمة على الخنوع والاستسلام، بما يُسمى (التطبيع) مع العدو، أو بمبادرات (الاستسلام العربي)، حيث تم استهداف (الجمهورية العربية السورية) التي كانت خير نصير للقضية الفلسطينية، مروراً بكل من (ليبيا والعراق ومصر)، ثم استهداف (حزب الله) مؤخراً.
   • ‏ولقد كانت الدولة العبرية الناطقة بالعربية (السعودية) ذراع المستعمر في تنفيذ هذا المخطط الجديد، حيث عملت -من خلال أموالها التي سخرتها في دعم هذا المشروع التخريبي، وعبر الجماعات التكفيرية المفرخة في أحضان بنوكها- على تحويل الدول العربية إلى ساحات للفوضى الخلاقة بواسطة أياديها ‏التكفيرية، كما هو حاصل حاليّاً في (سوريا وليبيا والعراق)، أو كما يحدث اليوم في (اليمن)، فحينما عجزت تلكم الجماعات التكفيرية عن تنفيذ المهمة الموكلة إليها بتحويل هذا البلد إلى ساحة تعبث بها الأنظمة الإرهابية، أسرعت بنفسها لاحتواء الموقف وإنقاذ تلكم الجماعات -التي تعد خط الدفاع ‏الأول عن الكيان الصهيوني الغاصب- بعدوانٍ حشدت فيه العالم أجمع، خوفاً من مشروع قرآني ظهر في هذا البلد، جعل من تحرير فلسطين محور نشاطه وقضيته الأولى.
   • وفي هذه الأجواء من الفوضى الخلاقة، بدأ يخفت الحديث عن القضية الفلسطينية شيئاً فشيئاً، حتى كاد يختفي اليوم.
   • ‏وبناءً على ما سبق، فإن إحياء (يوم القدس العالمي) هو الخطوة الأولى والصحيحة لتصحيح المسار، وتذكير أبناء الأمة بقضيتهم الأولى، التي شغلهم عنها عدو الأمة، الرابح الوحيد، والمستثمر لهذه الفوضى.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا