كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (70)

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (70)

لم تكن الأسرة الحاكمة هي الوحيدة التي تعمل في التجارة والأموال حيث تورط بعض أبناء الشيوخ في سلسلة من الفضائح المالية في صنعاء حيث تم الاستيلاء على ممتلكات كانت تابعة للأوقاف

وكانت شركاتهم متعددة الجنسيات تضم أشخاصاً من دول عدة حيث يفترض اليمنيون أن الأشخاص الأكثر نشاطًا من هؤلاء الشباب هم أبناء الشيوخ الذين كانوا يديرون ما لا يقل عن 300 شركة مع شركاء آخرين من أبناء المسوؤلين والمقربين من الأسرة الحاكمة في اليمن.
لقد ظهر الشيوخ كرجال أعمال ولا يمكن للمرء أن يراهم هم أنفسهم شيوخًا حيث تحولت اهتماماتهم من مصالح الناس وحل المشاكل بين أبناء القبيلة إلى اهتمامات بالعقارات  والتجارة المشتركة  والتي لم تشمل اليمن أو الوطن العربي فقط بل وصلت إلى باريس أو لندن أو نيويورك غالباً ما كان يرتبط هؤلاء التجار والمسؤولين فيما بينهم بروابط نسب وزواج من أجل ضمان المصالح المشتركة وفي محاولة لفهم هذه الروابط نجد مثلا أن ابنة الرئيس الكبرى بلقيس تزوجت من ابن عمها يحيى محمد عبد الله من أجل مصالح بين الطرفين والمعروف أن يحيى لم يستطع تحمل ضغوط الحياة في الوسط السياسي والتجاري لذلك تركها وارتبط بزوجة ثانية ,نجل الرئيس  أحمد متزوج من ابنة صالح عبد الله الأخ الشقيق للرئيس حيث كان السعي وراء روابط الزواج مع عائلات مثل بيت القاضي هو لكسب عدد كبير من الأعيان ونجد الروابط الأكثر وضوحًا من أصل مشترك بين العائلة الحاكمة مهمة أيضا حيث نجد أن من هؤلاء الأشخاص محمد عبد الله ومحمد صالح  وهذا الأخير متزوج من أخت الرئيس ولا يزالان بارزين في الوسط المالي والسياسي في هذه الأثناء نجد مكتب الرئاسة يلعب دور أخر في السلسلة الثانية للقصر الرئاسي  حيث كان يدير السكرتارية صهر الرئيس محمد دويد من عائلة معروفة في خولان متزوج من ابنة الرئيس سبأ  وفي جلسات القات في أمسيات رمضان في أواخر التسعينيات  كان لدى الرئيس دائما مكانين فارغين في كل جانب  وهو ما اعتبره اليمنيون في كثير من الأحيان إشارة إلى سيطرة صالح المطلقة على الدولة ولا دور ثاني لأي شخص بعده  وفي زياراته للمناطق الريفية دائما كان يُحاط من قبل حشود تحاول عادة تقديم مجموعة من الالتماسات والطلبات الشخصية وغالباً ما يعلن بمشاريع حكومية لهذه المناطق بسخاء لم يكن تم التخطيط لها مسبقا أو الإعلان عنها رسميا حيث كان يرتجل أي مشروع سواءً كان حقيقياً أو وهمياً خلال زياراته بدون تخطيط مسبق وكانت هذه هي طريقة حكمه والتي تشبه كثيراً طريقة الحكم في الدول العربية الأخرى حيث يكون الرئيس هو الحاكم المطلق ولا يوجد نظام سياسي واضح فكل شيء قابل للتغيير حسب الظروف وكانت تعيش الأسرة الحاكمة بشكل رئيسي في القصور الرئاسية برفاهية لا يعرفها معظم أبناء الشعب.
 في نوفمبر 1999م تم تعيين أحمد نجل الرئيس صالح رئيسا لفرقة من القوات الخاصة قوامها 20000جندي بينما سيطر ابن عمه طارق محمد عبد الله على وحدة حراسة خاصة وتم تسمية محمد علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشرقية وكانت الشائعات تدور حولهم كما حدث في السابق حول إخوان الإمام أحمد  وكما كان الناس البعيدين عن السلطة يفترضون أن الإمام يحيى كانت لديه صناديق كنوز من الفضة والذهب في قلعة شهارة  لذلك يتحدثون الآن عن حسابات مصرفية أجنبية بأموال ضخمة جدا أغلبها خارج البلاد.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا