كتابات | آراء

ومضات متناثرة: سيناريوهات الحرب في السودان إلى أين..؟!

ومضات متناثرة: سيناريوهات الحرب في السودان إلى أين..؟!

الشعب السوداني في كل فئاته وأطيافه وتنويعاته الأثنية شعب مسالم، ومحب للسلام، والأمن والاستقرار، وما يدور الآن في السودان من صراع الجنرالات بين البرهان وحميدتي هو بسبب الوصول إلى كرسي الحكم ليس إلا.

فالسودان حكومةً وشعباً من حقهما أن يحافظا على مقدرات وثروات ومنجزات وطنهم وعلى وحدة أراضيه وحدوده الجغرافية والسياسية وعلى آمنه الوطني والقومي والسيادي.. وأية جماعة أو فئة أياً كانت تحاول المساس أو العبث بأمنه الوطني أو القومي أو السيادي، لابد أن تواجه بيدٍ من حديد وردٍ قاصف عنيف.. فما يدور الآن من صراعٍ بين الجنرال البرهان والجنرال حميدتي هو عبارة عن حرب مصالح مشتركة.. تبادل أدوار ليس إلا.. والشعب السوداني المسالم هو الذي يدفع فاتورة تلك الحرب الخاسرة التي يتساقط فيها المئات من القتلى والجرحى يومياً وإن المستقرئ لخارطة السودان وجغرافيته يجد أنها تشكل همزة وصل بين العالم العربي ودول افريقيا.. بل هي قلب وسلة العالم العربي زراعياً وجيوسياسياً، واستراتيجياً..
فالسودان ثري بتنوعه الفلكلوري والتراثي والثقافي، لأنه يضم عدة قبائل وعرقيات منها العربية، ومنها الزنجية، وعدة أثنيات، منها الوافدة ومنها المستوفدة.. ولذلك تباينت رؤاهم الثقافية، وتراثهم الفلكلوري والثقافي شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً.. وهكذا دورات الحياة السياسية في السودان منذ الاستقلال ورحيل المستعمر البريطاني الذي مازال إسفينه ضارباً جذوره في عقول الكثير من السودانيين الذي يتمثل في تغذية العرقيات والنعرات الأثينة وإيقاظ الخلافات الطائفية والقبلية بين أبناء الوطن الواحد..فالآن ما يدور في السودان صراع عرقيات ونعرات أثينة بين البرهان وحميدتي.. فالفريق البرهان المنحدر من قبائل الشمال، والفريق حميدتي المنحدر من قبائل الرزيقات التي تقطن النيل الأزرق فالصراع اليوم صراع عرقي وقبلي تدعمه قوى عربية وإقليمية ودولية وجماعات مجاورة لأهداف جيوسياسية واقتصادية لتمزيق وحدة السودان وترسيم خارطة جديدة للمنطقة، غرب السودان، وإقليم دارفور، كردفان، وولاية النيل الأزرق هم كبش الفداء في الصراع الدائر اليوم .. لذا علينا أن نتذكر متمردي الجبهة الثورية السودانية في شمال وجنوب كردفان عام 2013م الذين تمردوا على نظام الرئيس السابق عمر البشير، مازالت جذورها قائمةً حتى يومنا هذا.. فالسودان عبر القرون بلد الثورات والانقلابات العسكرية .. ولذلك على عقلاء وحكماء الأمة السودانية أن لا يخلطوا الأوراق السياسية بالأوراق الطائفية أو العرقية حفاظاً على وحدة وتراب السودان من التمزق والانقسام .. يكفي انقسام الجنوب عن الشمال بسبب التدخلات الخارجية والدولية التي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير..
صفوة القول:
لذا علينا أن ندرك أن كل ما يدور من سيناريوهات في دول المنطقة هي عبارة عن ترسيم معالم لخارطة شرق أوسطية جديدة بدءاً بفلسطين، والعراق، وسوريا، ليبيا، لبنان، اليمن، السودان، والقائمة تطول.
 فالصهيونية العالمية بقيادة رأس الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها يسعون الى تمزيق وتقسيم العالم العربي الى دويلات متناحرة وإمارات متنافرة .. لذا على عقلاء وحكماء ورواد فكر ومثقفين وقادة أحزاب السودان أن يحتكموا الى لغة المنطق والحوار والعقل، والجلوس فوراً الى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة لتفويت الفرصة على أعداء الوطن في الداخل وفي الخارج ..
فالسودان شامخ برجاله الأوفياء، وقادته الأباة الأحرار وهم أهل نخوة وفزعة ومروءة وكرم.. فالصلح خير من تمزق الوطن وتدميره.. ولعنة الله على موقظي الفتن بين الشعوب والدول .. وغداً ستدور الدائرة عليهم عاجلاً أم أجلاً...!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا