كتابات | آراء

إعلامنا الوطني.. ومظلومية غزة

إعلامنا الوطني.. ومظلومية غزة

مرحلة مفصلية وجوهرية وحساسة، برزت فيها أحداث وسقطت فيها أقنعة، وبرزت فيها مواقف صلبة عصية على الكسر ، وتدحرجت مواقف أخرى إلى هاوية الإنبطاح، وما مستجدات هكذا مرحلة إلا ،لاستمرارية الصراع بين الحق والباطل ..

لميز الله فيها الخبيث من الطيب والزَبد بما ينفع الناس. ومن المواقف المتوهجة والعصية على الصمت والخوف ، موقف إعلامنا الوطني الشامخ.
..نجح وتميز إعلامنا الوطني _ بحمد الله_في الإنتصار للقضية الكبرى..في نقل وإبراز مظلومية غزة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني المسلم المسالم الحر إثر تكالب غربي أممي غير مسبوق من الحقد الممنهج والتوحش النازي.
وسيظل ويبقى إعلامنا الوطني شعلة وعيٍ، وقذيفة باليستية في وجه الطواغيت والظالمين، وصوت الحقيقة في زمن الأراجيف ، والصورة المشرقة في زمن الظل والفقاعات، ومدرسة يستلهم منها أحرار العالم دروس العزة والحرية ،وقيم الشفافية والمصداقية، وأبجديات الشجاعة والإباء.
تأتي هذه النجاحات والفتوحات المباركة بعد أن نجح طوال تسعة أعوام من الصمود في وجه العدوان ،انتصر خلالها للمظلومين، وللعدالة الإنسانية والقضية والأرض والعرض والشرف، كاشفاً كل أجندات ومشاريع الضلال ،وذباب الشائعات ،ومواجهاً شتى أسلحة الحرب الناعمة والعسكرية للمجنزرات الاستعمارية.
ولأن الإعلام مرآة للشعوب فقد عكس إعلامنا الوطني مواقف الشرف للشعب اليمني والشعوب الحرة تجاه مظلومية غزة بوتيرة جهادية عالية ومهنية مخلصة جنّد فيها كل وسائطه المسموعة والمرئية والمقروءة في خدمة الحق ،في التحشيد والدعم والإسناد ، والوعي والبصيرة ، وإفشال الحرب النفسية للعدو الصهيو أمريكي ،ونقل وقائع الأحداث وسلط الضوء على ما يمارسه الكيان المجرم بحق الأطفال والنساء والسكان في الأراضي المقدسة ،على الرغم من تراكمية الأبواق الإعلامية الغربية والعربية المسبحة بحمد تل أبيب ،إلا أن رسالة الإعلام الوطني وصلت مواكبة ومؤازرة للعمليات العسكرية للقوات اليمينية ، كما عززت من ثبات المجاهدين في غزة ، وهناك العديد من رسائل الشكر والإشادة بالموقف اليمني والإعلام اليمني يسجلها المجاهدون أبطال المقاومة الفلسطينية بأحرف من نور .
ومثلما أصبح مصدراً مهماً تستقي مادته معظم الوسائل الحرة في العالم ،فقد أصبح محط أنظار الجميع؛ لتميزه بالمصداقية ومواكبته العالية, وتَمَكُن فرسانه من وضع المتابع في الصورة الناصعة والحقيقية .. وقد أشاد السيد القائد بالدور العظيم والمتميز والنشاط الدؤوب للإعلام الوطني في دعم ونصرة القضية الفلسطينية قائلاً: « هناك تمــيّز للنشاط الإعلامـــــي في بلدنا يجب أن يستمر ويتطور ويتوســـــــــع لنقل المظـلومية الفلسطينية».
فيما تسعى إسرائيل والوسائل الخاضعة لها إلى إيهام الشعوب والرأي العام بأسطورية جيشها الذي لا يقهر على حسب ترويجها ،محاولةً إخفاء جرائمها وقولبة الحقائق حتى جعلت معظم وسائل الإعلام العربية مصابة بالتصحر الإعلامي لا تقدم ولا تؤخر إلا ما تقّره البيت الأبيض.. فلم تجرأ أي وسيلة مدجنة أن تتكلم في وجه قوى الاستكبار أو تتجرأ على نقل جرائمهم الوحشية بحق أبناء قطاع غزة ، لكن الإعلام الوطني ومعه الإعلاميون في فلسطين وسوريا والعراق ولبنان وغيرهم من الأبطال زلزلوا فرائص العدو وأبرزوا للرأي العام وحشية، ونازية الثالوث المجرم؛ لتنتفض الأحرار بمظاهرات وتنديدات بجرائم الاحتلال الإسرائيلي حتى في شوارع واشنطن وفرنسا نفسها ، فيما أعلنت محكمة جنوب أفريقيا محاكمة الكيان الصهيوني كمجرم حرب ضد الإنسانية.. هذه العواقب وغيرها يحرص العدو الإسرائيلي الأمريكي على إخفائها وتكميم الأفواه التي لم يستطع شرائها وضمها إلى دوالايب الصمت والتخاذل.
ويدرك العدو الصهيوني جيداً ما يقدمه الإعلام الوطني الحر في نقل الأحداث وفق مصادرها الحقيقية وفي مقدمتها وسائل الإعلام الفلسطينية وفرسانها الأحرار فعمد إلى استراتيجية جهنمية ظلامية مفادها القضاء على الأقلام الحرة واضعاً الإعلام في مرمى ماكينته العسكرية بعد فشل ماكينته الإعلامية .. فوصل عدد الانتهاكات الصهيونية بحق الصحفيين الفلسطينيين للعام 2021م إلى 368انتهاكاً ، إضافة إلى قضف 33مقراً صحفياً ، كما قتل خلال عدوانه على غزة حتى اللحظة 126صحفياً وفق تصريحٍ منتدى الإعلاميين الفلسطينيين. وتأتي في مقدمة هؤلاء الإعلامية والصحافية الكبيرة شيرين أبو عاقلة .
وعلى كلٍ فإن انتهاكات وجرائم العدو الصهيوني ضد الصحفيين في غزة هي إحدى مؤشرات الخوف والهزيمة والهشاشة في صفوفه ، وهو بذلك لم يقدر إثناء الإعلام الوطني الفلسطيني عن رسالته السامية، ولن يقدر أيضاً إطفاء براكين الحقيقة للإعلام اليمني من كشف جرائم الاحتلال ،وتوثيق الانتصارات واطلاع العالم على مختلف تطورات القوة اليمنية في استئصال السرطان اللوبي الغاصب.
يقف الإعلام اليمني على أرضيةٍ صلبة بشموخ يناطح الجوزاء مستمداً قيمه وأهدافه من استشعار المسؤولية الدينية والوطنية ،كواجب كجهادي توعوي تنويري وفق منطلقات القرآن الكريم ، وهاجسه اليومي هو الانتصار لمظلومية غزة ورفع الحصار والتجويع والترويع ،وكل أشكال الغطرسة والهيمنة والطغيان.
تحية إجلال وإكبار لكافة مؤسسات الإعلام الوطني الحر التي سخرت وكثفت برامجها ومجمل أنشطتها لمؤازرة ونصرة القضية الفلسطينية ، فظهرت برامج تلفزيونية وإذاعية واسعة الصدى ، وتحقيقات وكتابات وتغطيات وفلاشات أدت رسالتها بأكمل وجه ، وأصبحت منهلاً لكل الأحرار ، ورصيداً ضخماً للمشهد السياسي العربي المحروم من القول الفصل والموقف الحق...وستستمر عطاءات وحضور الإعلام الوطني شاهدة حية على الغطرسة الصهيونية، فاضحة ومواجهة للتمدد الإستيطاني ،وكاسرة شوكة الماكينة الاستعمارية.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا