كتابات | آراء

عمى البصيرة لا عمى البصر

عمى البصيرة لا عمى البصر

يقول الله سبحانه وتعالى (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)صدق الله العظيم.

لم يكن هناك زمن تتجلى فيه مصاديق هذه الآية كما تتجلى في زمننا هذا ،ففي زمننا هذا كل قنوات الحصول على المعلومات ممكنة وميسرة ومعظم الناس في هذا العصر يعرفون القراءة والكتابة وباستطاعت أي باحث عن معلومة أن يحصل عليها ثم يبني على ضوئها أقواله وأفعاله،لكن العجيب أن الكثير من أبناء الأمة العربية والإسلامية وعلى رأسهم حكام الأمة وأرباب الأنظمة الذين حذرهم الله من أن اليهود والنصارى لا يمكن أن يرضوا عن المسلم حتى وإن إتبع ملتهم فقال تعالى( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) [البقرة}.
تمر الأحداث وتتجسد الحقيقة القرآنية والسنة النبوية، فهاهم أبناء جلدتنا وحكام أمتنا يلهثون خلف اليهودي والنصراني ويسعون لكسب رضاه ويقدمون له التنازلات تلو التنازلات ويتخلون عن مبادئهم وحقوقهم وعن كل مقومات عزتهم وقوة شوكتهم ولم يجدوا بمقابل ذلك سوى المزيد من الغطرسة والطغيان والظلم من قبل اليهود والنصارى.. لقد تناول الخطاب للسيد القائد عبدالملك الحوثي بمناسبة جمعة رجب تناول هذا التوجه المخزي لمعظم الأنظمة العربية  والإسلامية وكذلك موقف علماء الأمة ومفكريها وموقف الإعلاميين والكتاب ومختلف المؤثرين في هذه الأمة الذين يعلمون بل ويعيشون نتائج الاتباع الأعمى لليهود والنصارى وما يزالون يمضون على دربه وينبرون للدفاع عن سياساته وهم يرون بأم أعينهم فعائله المذلة للاسلام والمسلمين وللعرب بشكل أخص.
إن يوم السابع من أكتوبر وعملية (طوفان الأقصى)ثم ما تلا ذلك من همجية عدوانية ووحشية على غزة وكامل فلسطين قد أفرز الأمة المسلمة والعربية الى صفين بارزين، صف زاد من خنوعه وتذلله لليهود والنصارى الذين أظهرتم أحداث غزة بشكل جلي في خندق واحد ضد الأمة وضد حقوقها وهؤلاء هم الأغلبية للأسف الذين أعمى الله قلوبهم والصف الأخر هم الذين حذروا من قبل من خطورة اتباع اليهود والنصارى والذين تحركوا اليوم لمواجهة معسكر الشر  المتمثل بالصهاينة والأمريكان والبريطانيين ومن تحالف معهم ورغم قلة هذا الصف إلا أنهم هم الذين أنار الله قلوبهم وبصائرهم، ونحمدالله أن شعبنا وقيادته الحكيمة قد عبروا بصدق عن ولائهم لله ولرسوله حينما اختاروا الوقوف الى جانب المجاهدين في فلسطين للدفاع عن الدم المسلم والارض والعرض،وسوف يستمر شعبنا في مواجهة من أمرنا الله بمعاداتهم أولئك حلف الشيطان من اليهود والنصارى، ولعل عمليات قواتنا المسلحة في البحر الاحمر ضد السفن المتجهة الى موانئ الأرض الفلسطينية المحتلة او المرتبطة بإسرائيل   تجسد صدق النوايا للجهاد في سبيل الله. إن كل من تورط في العدوان على شعبنا بسبب موقف بلادنا المحق مع أبناء غزة المستضعفين سوف نقاتله بكل ما آتانا الله من قوة الإيمان وقوة الإرادة وقوة السلاح ،ولن تثني هذا الموقف الإيماني ضربات وتهديدات الأعداء ولا خذلان المتخاذلين ولا سخرية الساخرين.
فأين المتأملون ممن لا زالوا في منطقة الوسط ليتأملوا مواقف مجلس الأمن الدولي من قضايا أمتنا كيف لا يعي لها بالا ولا يطبق من أجلها قانونا وحينما تعلق الأمر بما يمس مصالح الصهاينة التي تضررت  بسبب موقف قواتنا المسلحة في منع ملاحة سفن الشحن الى كيان الاحتلال الإسرائيلي  حتى يتم إدخال الماء والغذاء والدواء الى غزة المحاصرة كيف وقف مجلس الأمن مناصرا لليهود المحتلين القتلة ومرر قرارا ضد بلادنا التي وقفت موقفا إنسانيا قبل أن يكون لنصرة الأهل والأخوة في الدين والعروبة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا