كتابات | آراء

رفح.. الفرصة الأخيرة لاختبار الشعارات!!

رفح.. الفرصة الأخيرة لاختبار الشعارات!!

منذ أن بدأ العدوان الصهيوني (الإسرائيلي الأمريكي) على غزة بكل وحشية وشراسة وقلوب المسلمين الصادقين الغيورين على عقيدتهم وعلى إخوانهم المُعتدى عليهم تحقق بالأمل

والترقب بانتظار اللحظة التي يرون فيها الشعارات الدينية والقومية والحزبية التي ظلوا يسمعونها لعقود بما تحمله من تهديد للكيان الإسرائيلي المحتل تترجم إلى أفعال وإلى واقع ملموس أو على الأقل التصدي له وردعه وإيقاف عدوانه..
ومع كل مجزرة يرتكبها العدو.. ومع تصاعد أعداد الضحايا والفظائع التي تتكرر في غزة وما يرافق ذلك من غليان وغضب شعبي عارم في العالم العربي والإسلامي كان سقف الآمال يزداد إرتفاعاً أكثر فأكثر باقتراب هذه اللحظة.. اللحظة التي تتحول فيها تلك الشعارات والموعود إلى طوفان، بل إلى طوفانات وأعاصير عربية وإسلامية هائلة تجرف هذا العدو الظالم والمتجبر وتنال من داعمه الأكبر رمز الطغيان والبغي والإرهاب العالمي (أمريكا)..
لكن مع مرور أشهر على العدوان المتواصل وتوالي مراحله وفصوله المرعبة الملطخة بدماء عشرات الآلاف من الشهداء من أبناء غزة الأبرياء، وإضعاف أضعافهم من الجرحى وبقاء المواقف تراوح بين الغياب التام أو الحضور والتحرك بمديات ومستويات معينة، فقد بدأت الآمال تتبدد وتضمحل وبدأت تتبادر إلى الأذهان الكثير من التساؤلات المحيرة عن حقيقة هذه الشعارات والوعود ومصداقيتها وعما إذا كان هناك حسابات لدى أصحابها وإلى أي مدى ستستمر؟!
أما اليوم وبعد أن بلغ العدوان مبلغه وبعد أن وصلت جحافل هذه العدو والمتجرد من كل القيم إلى مشارف مدينة رفح الفلسطينية المجاورة لجمهورية مصر العربية والتي تُعد الملاذ الأخير لأكثر من مليون وخمسمائة ألف نازح من سكان غزة ومعظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن..
وبعد أن بدأ العدو الإرهابي بشن غاراته على المدينة ومواصلة حشد تعزيزاته العسكرية تمهيداً لاقتحامها فإن الأمر يبدو في غاية الخطورة وينذر بكارثة إنسانية كبيرة ونكبة لا يمكن تصور تداعياتها على غزة والقضية الفلسطينية برمتها وعلى الأمة كلها..
وبالتالي فقد حان الوقت إن لم يكن قد تأخر كثيراً لترجمة الوعود والأقوال والشعارات إلى أفعال على أرض الواقع.. حان وقت التحرك لمنع وقوع الكارثة في رفح.. فليس هناك أبداً أي مجال للانتظار أو التسويف.. فالعدو يوشك أن ينفذ تهديده ويقتحم المدينة وينفذ الفصل الأخير من سيناريو التهجير لسكان غزة إلى سيناء وكما سبق التحذير من ذلك.
بعدهـــا لن يكن هناك أي جدوى من التحرك ولن يكن هناك ما يمكن إنقاذه..
فاليوم اليوم وليس غداً الجميع معنيون بالتحرك وفي المقدمة أولئك الذين ظلوا يدغدغون مشاعر الشعوب العربية والإسلامية بالعمل على مواجهة المحتلين الصهاينة وتحرير القدس وكل فلسطين من دنسهم.. اليوم.. على الجميع مغادرة مربع الحسابات والمبادرة إلى خوض غمار المواجهة مع العدو دون تردد..
على الذين لم يبادروا حتى الآن وهم الأكثرية أن يبادروا سريعاً بالتحرك ومباشرة تنفيذ عملياتهم سواء في البحار أو في أي مكان آخر..
ونتمنى من الذين بادروا المزيد من التصعيد لعملياتهم التي تستهدف العدو ومصالحه كماً ونوعاً حتى تكون أكثر تأثيراً وردعاً لأعداء الله وتجبرهم على إيقاف عدوانهم والعدول عن تنفيذ مغامرتهم باقتحام مدينة رفح..
فسيروا على بركة الله وتوكلوا عليه واجعلوا جهادكم خالصاً لوجهه تعالى لتنالوا تأييده ونصره القائل جل شأنه " وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ".

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا