كتابات | آراء

أهم المضامين الجديدة في كلمة (أبي عبيدة)

أهم المضامين الجديدة في كلمة (أبي عبيدة)

بعكس ناطق جيش الاحتلال «دانيال» الذي مللنا -كغيرنا- ظهوره بصورة مكرورة يمارس -خلالها بكل شره- هواية الثرثرة، لم يعد يظهر الناطق العام باسم كتائب القسام «أبو عبيدة» -لا سيما في الفترة المتأخرة- إلَّا في الشهر مرة، فيتضاعف إصغاء وتلهُّف الجماهير المنتظرة لما يدلي به من تصريحات معتبرة.

فبعد شهر ويومين من الاحتجاب المنساب مع أماني أرباب الإرجاف والارتياب، أطل علينا -كما عودنا- أيقونة النضال الفلسطيني وأيقونة الفصائل الفلسطينية المقاومة ورمز فخر واعتزاز جماهير الأمة العربية والمسلمة بصفة عامة القامة الإعلامية الفريدة «أبو عبيدة» -في تمام الساعة الـ6 من مساء يوم أمس الأول الجمعة عبر شاشة الجزيرة- بكلمةٍ مسجلة لم تصل مدتها 12 دقيقة اتسمت -كسابقاتها- بما عهدناه عنه من الثقة بالنفس ومن هدوء الأعصاب ومن رصانة الخطاب ومن المصداقية في بسط المعلومة المتعلقة بما يخوضه أبطال المقاومة الفلسطينية الباسلة من معارك ضارية مع قوات الاحتلال الصهيوني الفاشلة التي تؤكد بفشلها الذي تحاول التستر عليه باستهداف الأطفال والنساء بالمجازر الوحشية المتواصلة أنَّ يد أبطال المقاومة هي اليد الطائلة، والملفت أنَّ هذه الكلمة التي خلت ممَّا كان يتطرق إليه في سائر الكلمات من إحصائيات ومن التأكيدات على حرص العدو على تصفية أسراه بقدر حرصهم على الحياة قد اشتملت -في طيات فقراتها العديدة- على ما سنستشهد به -على سبيل التمثيل- من مضامين جديدة:

١- التأكيد على تواصل هيجان
أمواج «الطوفان»:
فلأنَّ معركة «طوفان الأقصى» قد انطلقت -بحسب محتوى الكلمة الشديدة الإحكام- نصرةً لـ«المسجد الأقصى» ودفاعًا عن مسرى خير الأنام -عليه أفضل الصلاة والسلام- وذودًا عن حرمات مقدسات الإسلام، فستتواصل مراحلها بما يتناسب من الأساليب والوسائل والسبل، بل سيرتفع مسنوب «الفيضان» من آن إلى آن حتى يفضي إلى ما ينبغي له من إيقاف عجلة الاستيطان عن الدوران وكبح جماح قطعان المستوطنين وقطع دابرهم عن تدنيس «أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين»، وحتى يحقق -بعونٍ وتوفيقٍ من ربِّ العالمين- كل ما تطمح إليه الملايين من تحرير كل شبرٍ من أرض فلسطين.

٢- أنَّ أمواج «الطوفان» المتدفقة
ستغير المنطقة:
كل ما تميزت به معركة «طوفان الأقصى» عمَّا سبقها من جولات القتال مع قوات الاحتلال على امتداد تأريخ النضال يدلَّ دلالة أكيدة على أنَّ مخططيها ومنفذيها كانوا -وما يزالون- يرمون من خوض هذه المعركة متسلحين -أكثر من أيِّ وقتٍ مضى- بسلاح العقيدة إلى تحقيق نتائج ميدانية جديدة سيترتب عليها -بفضل الكريم المنان- زوال هذا «الكيان» بعد أن عاث في الأرض الفساد لما يزيد على سبعة عقودٍ من الزمان واقترف من الجرائم الوحشية ما يشيب له الولدان، وذلك ما أشار إليه بقوله: (مضي 133 يومًا على بدء معركة «طوفان الأقصى» التي غيرت وستغير وجه المنطقة وكتبت منذ صباح الـ7 من أكتوبر 2023 بداية النهاية والأفول لأطول وآخر احتلال في التأريخ المعاصر ووقَّعت انكساره وإساءة وجهه وفضحه) بكل ما يتضمنه معنى الفقرة النصية من تخلص المنطقة العربية -بعد زوال رجس ذلك الكيان- ممَّا كان قد شابها من سيما التصهيان.

٣- إشارته الذكية إلى تورط الإدارة الأمريكية:
بالرغم من فجاجة التدخل الأمريكي في إدارة القتال الذي حصد ولا يزال -للشهر الخامس على التوالي- أرواح عشرات الآلاف من النساء والأطفال في قطاع غزة في محاولة مفضوحة للضغط على رجال المقاومة الأبطال، وبالرغم إفشالها استصدار أيِّ قرار لوقف إطلاق النار فلم يشر الناطق العسكري لكتائب القسام -في ما سبق من كلماته- إلى أمريكا بأيِّ اتهام صريح، بل كان يقتصر -في هذا المعنى- على ألفاظ التلميح، على أمل أن يعيد الضغط الشعبي إدارة «بايدن» الغبي إلى الاتجاه الصحيح، أما في كلمته الأخيرة بعد أن اتضح تماهي هذا الـ«بايدن» مع صديقه الـ«نتن» في التلويح بإزهاق مئات آلاف الأرواح باجتياح «رفح» التي كان يروج الصهاينة ومعهم المتصهين «بايدن» أنها ملاذٌ آمن، فقد اضطر «أبو عبيدة» -لأول مرة- إلى اعتبار «أمريكا» شريكًا لـ«الكيان الصهيوني» في كل ما يطال سكان «قطاع غزة» من وحشية مجازره، وقد عبر عن اتهامه لـ«أمريكا» -بوضوحٍ جلي- بما يلي: (يا شعبنا يا أمتنا للشهر الخامس على التوالي تواجه المقاومة الفلسطينية في غزة -ومعها شعبنا المرابط الصامد- حربًا صهيونية أمريكية لا تزال عاجزة أمام صمود شعبنا العظيم المعطاء الذي سيبقى -برغم ما يواجهه ليل نهار من مجازر ومذابح مروعة وما يحيطه من مظاهر الدمار- عصيًّا على الانكسار).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا