كتابات | آراء

أبناء غزة.. أفعال لا أقوال!!

أبناء غزة.. أفعال لا أقوال!!

من أمة يقارب تعداد سكانها ملياري مسلم بما تتباهى به من جيوش عتيدة وجماعات وتنظيمات وحركات جهاد وما تمتلكه من سلاح وعتاد ظلّت لسنين وعقود مضت تنفق مليارات الدولارات على شرائه من الشرق والغرب استعداداً للمواجهة المحتملة مع العدو التاريخي للإسلام والمسلمين..

لم نجد اليوم عندما حانت لحظة المواجهة مع هذا العدو النازي من يقف في وجهه ويخوض حرباً مباشرة وشاملة معه سوى أبناء غزة بمقاومتها وشعبها بكل فئاته..
وحدهم أبناء غزة من صدقوا الوعد وامتلكوا الإرادة والعزيمة والشجاعة وواجهوا العدو الإسرائيلي الأمريكي على الأرض وجهاً لوجه دون خوف ودون تردد ودون حسابات دنيوية رغم علمهم بما تعنيه المواجهة الشاملة مع عدو يمتلك كل أسباب القوة والبطش ورغم علمهم بحجم التضحيات الكبيرة والأثمان التي سيدفعونها..
لكنهم فتية آمنوا بالله وعرفوه حق معرفته وعرفوا معنى الجهاد في سبيله فهانت عليهم الدنيا وهانت عليهم نفوسهم وممتلكاتهم ومصالحهم وكل عروض الدنيا الفانية فنالوا شرف الجهاد ونالوا شرف المواجهة مع ألد أعداء الله..
هؤلاء هم أبناء غزة وهذا هو نهجهم وخطهم الجهادي.. لم يروجوا للجهاد هم ولم يكثروا الحديث عن أنفسهم ولم يقدموا الوعود ولا الوعيد ولا التهديدات ولا العنتريات ولا الشطحات ولكن أفعالهم تسبق الأقوال، ووحده ميدان المواجهة هو الذي يتحدث عن أعمالهم وعن بطولاتهم وعن إنجازاتهم العسكرية وعن صمودهم واستبسالهم وتنكيلهم بأعداء الله..
لأن جهادهم خالص لوجهه تعالى، لا يبتغون منه تحقيق مكاسب ولا جاه ولا شهرة ولا شعبية ولا سلطة ولا مصالح، بل يبتغون منه إعلاء كلمته والفوز برضاه، وهم لذلك قد ضحوا خلال جهادهم ومواجهتهم المستمرة للعدو التي شارفت على إكمال الشهر الخامس بكل هذه العروض الدنيوية الزائلة بنفوس راضية ومطمئنة..
بينما أمة الإسلام بأكملها بقضها وقضيضها وما تمتلكه من أسباب القوة تاهت في حسابات الربح والخسارة ولم تجرؤ على المواجهة مجتمعة أو منفردة..
وهو ما فاجأ العدو قبل غيره والذي كانت سقف تقديراته عالية بحدوث مواجهة شاملة وتحَول المنطقة إلى جحيم..
لم يجرؤ جيش ولا غيره من الجماعات الجهادية على اختلافها على التحرك والدخول في مواجهة شاملة مع العدو كما فعلت حماس وحركات المقاومة في غزة.. باستثناء بعض المواقف المشرفة ومنها موقف أبناء اليمن التي كان لها الدور الأكبر في إسناد المقاومة.. بل ظلوا أسيري الحسابات والمخاوف التي لا تتفق أبداً مع نهج الجهاد في سبيل الله رغم أن الكثيرين كما أوهمونا في خطاباتهم ووعودهم كانوا ينتظرون هذه اللحظة بفارغ الصبر.. فأين هم اليوم من هذه الوعود؟.. لماذا تواروا ودسوا رؤوسهم في التراب؟ هل مواجهة أعداء الله مسؤولية حماس وأبناء غزة لوحدهم؟ هل دماؤهم وممتلكاتهم ومصالحهم أغلى من دماء وممتلكات أبناء غزة؟؟..
ألا يعلمون أن الجهاد تضحية؟.. تضحية بالنفس، تضحية بالمال، تضحية بالممتلكات، تضحية بالسلطة ولو لم يكن كذلك لما سمي جهاداً..
أين هم من قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4))..
وليعلموا جميعاً أنه بعد اليوم لن يصدقهم أحد ولن يتبعهم أحد ولن يكون بمقدورهم استمرار الضحك على الشعوب واستخدام الجهاد وسيلة لتحقيق مآربهم الدنيوية.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا