كتابات | آراء

غزة..تحت لعنة القصف وسياسة التجويع

غزة..تحت لعنة القصف وسياسة التجويع

لم يشهد العالم مظلومية أو مرحلة دموية ومأساوية على امتداد أرجائه وأصقاعه الجغرافية ، وحِقَبه التاريخية مثلما يحدث في قطاع غزة بالتحديد ومحافظات الشعب الفلسطيني الحر بشكل عام.

تنفرد غزة بالألم الطويل ،وتتجرع الخذلان والتكالب الوحشي والصمت والتجاهل والتآمر والدمار على يد أقبح عدوان على وجه الأرض ،العدوان الإسرائيلي الأمريكي الغربي وبأشد وأفتك وأخطر الأسلحة المحرمة دولياً ، لقتل وإبادة أهل غزة رجالاً ونساء وأطفالاً وشيوخاً وكل ما ينبض بالحياة على وجه غزة..يتم ذلك بأبشع الطرق الوحشية النازية والمجازر الدموية والإبادة الجماعية وبمباركةٍ ممن يدّعون حماية الحقوق وصون الحريات ويتقمصون الإنسانية.
غزة اليوم تتشح السواد ويدور فيها الموت والدماء مع عقارب الساعة فقد وصل عدد الشهداء منذ ال7من أكتوبر إلى اليوم ما يزيد عن 29514شهيداً وما يزيد عن 69616جريحاً.. ولم يكتف العدو الإجرامي ومعه المحتشدون والمتخاذلون بآلة القصف ولغة الحديد بل استخدموا نمطاً جديداً يعد جريمة حرب في جبين الإنسانية وهو سلاح التجويع والحصار ، كإبادة صامتة تعكس حقد وجُبن وخُبث اليهود وحقارتهم على مستوى العالم.
مئات الآلاف من أبناء غزة _ لاسيما شمال القطاع _ يفتك بهم خطر المجاعة ويعتصرهم شبح الجوع جراء حصارٍ مطبق مُنع فيه دخول المساعدات الإنسانية ،يرافق ذلك ارتفاع موجات القصف الجوي العنيف للعدو ؛على أساس الحيلولة دون وصول أي مساعدات غذائية بعد أن قام بتدمير الأحياء السكنية والأسواق والمحلات التجارية والمخابز وطرق الإمداد التغذوي والقطاعات الحيوية.
تشير التقارير إلى أن 700 نسمة في المناطق الشمالية لغزة على قارعة الموت جوعاً مع تزايد أعداد الوفيات؛ نتيجة انتشار سوء التغذية الحاد، الوخيم وحالات الجفاف ،وتفشي الأمراض المعوية ؛إثر شرب المياه الملوثة ، ووصلت الحالة المأساوية بسكان غزة في سبيل البحث عن بصيص أملٍ عن قطعة خبز _ إلى طحن علف الحيوانات والدواجن وأوراق الأشجار لتناوله كطرق بديلة للبقاء.
لقد تنصل دعاة الإنسانية عن الدور الإنساني الهزيل والمخادع ولم يتجرأ أي ناعق أممي لاستنكار تسيس العمل الإنساني، وعدم استخدامه كورقة سياسية قذرة ضد سكان غزة.
المؤسف والمخجل حين تسارع المنظمات الدولية للخروج من غزة لتترك أكثر من مليوني مواطن تحت كابوس الحرب وسياسة التجويع..ويعلن برنامج الغذاء العالمي في ال20من فبراير 2024م وقف المساعدات الإنسانية إلى غزة ؛معللاً بعدم توفر الظروف الآمنة..في الوقت الذي تصرح اليونسيف أن الموت يهدد 600 ألف طفل في رفح جنوب قطاع غزة دون غذاء ودواء في مشهد غاية في الخطورة..!!
أسلوب كهذا يؤكد هزيمة العدو الإسرائيلي وضعفه مما يجعله في مصاف مجرمي الحروب في العالم، وإلا في أي منطق وأي قانون يشرعن ساسة التجويع ضد المدنيين ؟! وأين خَفَت صوت القانون الدولي والبتركولات التي تجّرم وتحظر تجويع المدنيين .. بموجب المادة 54 من "البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف" والمادة 14 من "البروتوكول الثاني؟! لقد تبخرت وتلاشت الإنسانية وسقط مكياجها في غزة بمغايرة مفضوحة.
يؤكد تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش:« أن إسرائيل تستخدم تجويع المدنيين أسلوباً للحرب في قطاع غزة مما يشكل جريمة حرب » ،كما شرع العدو في جعل شاحنات الغذاء ذاتها طريقةً لقنص وقصف المواطنين، حيث وثّقت إحدى الكاميرات الصحفية صوراً تظهر استهداف العدو الإسرائيلي للمواطنين بطائرات « كواد كابتر» وغيرها أثناء اندفاعهم وتجمّعهم ؛ لانتظار وصول الشاحنات بُغية الحصول كيس طحينٍ أو معونات تسد رمق بطونهم الخاوية.
موجز القول: إذا لم تتحرك الشعوب وتخرج من صمتها لإنقاذ غزة من أسوأ كارثة عرفتها البشرية ،وإذا لم تحذو حذو الشعوب الحرة والمقاومة في معركة الدفاع عن مظلومية غزة حتى تحقيق النصر..؛ فسيظل دم الشهداء وجوع الأطفال والنساء وصمة عار في جبين الأمم ،وإيذاناً بانتظار العقوبة الإلهية ، وليعلم الذين يغضون الطرف عن جرائم الاحتلال الصهيوني في غزة أن السحر سينقلب على الساحر ، وسيحيق المكر السيء بأهله ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا