كتابات | آراء

سياسة التجويع في غزة

سياسة التجويع في غزة

غاب كليا دور الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية أمام ما يحدث في غزة من انتهاك صارخ في وجه الإنسانية، أطفال غزة يذبحون من الوريد للوريد وصل بهم الحد إلى أن يأكلون الأعلاف من شدة الجوع،

فلماذا يبتلع الجميع ألسنتهم أمام هذه الكارثة الإنسانية لماذا يصمت العالم بل إنهم يلومون حكومة صنعاء الحكومة الوحيدة التي تحركت لأجل فتح الحصار على غزة وما بدر منها من تحرك جدي يعتبر تصرف إنساني بحت وسليم بفرض حصار على السفن الإسرائيلية ومنع مرورها من البحرين الأحمر والعربي وهو أقل ما يمكن فعله لإنقاذ أهل غزة لكن العرب لم يكونوا عونا لهذه الخطوة الجبارة التي طعنت الكيان الإسرائيلي في خاصرته بل وصفوا هذا التحرك ألقيمي بالإرهاب وحاول بعضهم إيجاد الحلول لإخراج الكيان اللقيط من هذه الورطة وإيجاد البديل بفتح طرق لمرور البضائع وكل ما يختص بالكيان الإسرائيلي، إذا كان مجرد رفع علم في الحرم المكي من قبل امرأة حرة يعد فعلا منافيا للقوانين ويحاسب عليه فماذا ننتظر من أمثال هؤلاء للدفاع عن المقدسات وعن الحقوق المهدورة.
إن سياسة التجويع التي تتعرض لها غزة اليوم تعتبر سياسة ممنهجة تتخذها أمريكا وإسرائيل لتركيع الشعوب العربية والتي قد عانى منها الشعب العراقي واليمني والآن تعاني منها غزة الجريحة التي يزداد وضعها الإنساني سوءا دون أن يحرك العالم ساكنا، أين الضمير العربي أين غابت الشعارات الإنسانية التي يدعيها الحقوقيون والأطفال في غزة يموتون من الجوع ويبحثون في الشوارع عما يسد رمقهم بل ويهربون من الجوع من منطقة لأخرى بحثا عن الطعام، فما أقسى أن تتخيل طفلك يتضور جوعا وأنت عاجز عن إيجاد كسرة خبز له وهكذا حال أطفال غزة، كذلك يعاني أهل غزة انتشار الأوبئة في مراكز الإيواء في رفح نظرا لتدمير القطاع الطبي من قبل جيش العدو الصهيوني وقلة الغذاء والدواء جراء الحصار وتزايد الانتهاكات، فمن لم يمت من أهالي غزة بالسلاح يموت اليوم من الجوع ورغم كل ذلك صمود أهل غزة أسطوري و عزيمتهم لا تفتر.
ولطالما عمل الأمريكي والصهيوني على حرب الإبادة دون أن تهتز لهم شعرة لأنهم يركضون لتحقيق مطامع سياسية وإستراتيجية ولا يوجد للإنسانية او قوانينها عندهم أي مكانة هم فقط يحركون عجلتهم للوصول الى طموحهم داهسين كل ما هو أمامهم غير مبالين بما يخلفوه من قتل ودمار لا زالوا بكل تبجح يتحدثون عن الإرهاب ويزعمون محاربته وهم الإرهاب كله، أما آن للشعوب العربية أن تتحرك وان تصطف لأجل نصرة غزة وأهلها لماذا هذا الصمت المطبق لماذا الخنوع والذل، لماذا لا يتعلمون الدروس من شعب اليمن الحر الذي لازال يدفع البلاء بقدر ما يستطيع عن غزة وأهلها بخروجه الجماهيري الكبير في كل جمعة منددا لما يحدث رافعا صوته عاليا لأجل غزة ولأجل القضية الفلسطينية ككل كذلك القوات المسلحة تقوم بعملها المؤثر والذي لوت به ذراع الكيان الغاصب وجعلته في حيرة وارتباك شديدين.
خمسة أشهر والمذابح مستمرة والأطفال يتضورن جوعا والعالم المنافق لم يفعل شيئا إزاء ما يحدث بل يتجاهل تلك المشاهد الدامية للأطفال الذين يأكلون أوراق الشجر لسد جوعهم ويموتون من الجوع، لابد من هزة ليفيق العالم ليعرف الكل من الجلاد ومن الضحية لابد من إنصاف للأشلاء التي تراكمت تحت ركام غزة والعالم يتجاهلها لابد من إنقاذ أطفال غزة من سياسة الجوع المقيتة التي يستخدمها الصهاينة اليوم إنها مذبحة الطحين الموت بلا بندقية.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا