كتابات | آراء

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد «32»

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد «32»

مع الاحتلال التركي (1918-1872م) انتقلت الأحداث الدرامية التي سجلها المؤرخون جزئيًا من الغرب والجنوب إلى أراضي القبيلة وكان الواقع السياسي معقدًا في معظم الأوقات حتى عام 1918م

وعندما وجد الأتراك الدعم من اليمنيين ليس أقله من بعض شيوخ الشمال الذين ارتبطت حظوظهم بالوجود التركي وانما الموظفين الحكوميين وكتاب محكمة صنعاء الذين تعلموا اللغة التركية وكان كثير من العلماء يؤيدون الأتراك حتى عندما بدأ قتال الإمام ضدهم وضد الوجود التركي الغاشم في اليمن، كانت هناك مقاومة مستمرة في الشمال وحاربت القبائل والأئمة الأتراك مراراً وتكراراً وظهرت سلالة الأئمة التي حكمت اليمن حتى الستينيات وعندما وصل الأتراك إلى صنعاء عام 1872م انسل الإمام المتوكل محسن أولاً إلى بني علي في شمال أرحب ثم إلى حاشد متنقلاً بين هيث والخمري والقيلة اكتسبت حاشد مكانة بارزة جداً في العلاقات بين الأتراك والإمام والتي احتفظوا بها في عهد خلفاء المتوكل وبالمقارنة لعبت قبائل بكيل التي كانت بارزة للغاية في منتصف القرن التاسع عشر دورًا ضعيفًا إلى حد ما وبعد ذلك بقليل في عام 1881م أعلن محمد الحوثي نفسه إمامًا في بارات وتكنى بالمهدي واستمر في الحكم حتى وفاته عام 1901م لكن طغى عليه الإمامان الهادي شرف الدين 1890- 1879م والمنصور محمد (1890) 1940م وكلاهما كانا مهتمين بالأحداث الكبرى في الهضبة شمال صنعاء، تم ذكر ذو محمد وذي حسين في الشمال وفي اليمن السفلي وبعد ذلك بقليل في عام 1908م نجد ذكر ناجي أبو رأس ذو محمد باعتباره تركيًا لكن محور الخلاف الأكبر بين الجنوب وأقصى الشمال وكان زعماء القبائل الشمالية الأكثر مركزية هم الذين جاءوا الآن إلى المقدمة ظهرت العائلات القبلية الكبرى اليوم في القرن الثامن عشر؛ لكن ما نراه في بداية القرن العشرين هو تأسيس خلافاتهم التي كانت قائمة..
في عام 1890م توفي الهادي شرف الدين وكان اماما في شمال اليمن امتدت فترة امامته من السنوات من 1878 إلى 1890م خلال فترة احتلال اليمن من قبل الدولة العثمانية المنصور حميد الدين الذي كان في صنعاء في هذا الوقت تم استدعاؤه للإمامة ولم يكن أمامه خيار سوى مغادرة المدينة استغرق أمراء منطقة صعدة وقتًا لتنظيم أنفسهم وكان المهدي محمد لا يزال نشطًا في بارات خلال هذه الفترة حدثت عدة أمور حيث جاء بضع مئات من زعماء حاشد إلى صنعاء وكانوا ما زالوا يتلقون رواتب من العثمانيين واندلع قتال كبير بين قبيلتين في شمال شرق صنعاء ودمر الجراد محصول الذرة في الصيف ومارس الأتراك ضغوطاً شديدة على مشايخ حجة من اجل الرضوخ للأتراك وفي حجة حدثت أخطر النتائج هاجم الحاكم التركي ممتلكات مبخوت الأحمر وأثار هجومًا مضادًا على الأتراك موجة من العنف والتوتر في المنطقة كان الإمام قد روج بالفعل لهجوم على الأتراك في يناير 1891 لكن قتالًا خطيرًا اندلع فقط في مايو وفي يونيو تم الاستيلاء على ظافر حجة من قبل قوة بقيادة مبخوت الأحمر نهض كل من عيال سريح وأرباب وحمدان وهاجموا المناطق المحيطة بصنعاء على الرغم من أن الأتراك طلبوا الوساطة من بن سنان عامل أرحب لكن الهجوم استمر وأرسلت الرهائن إلى الإمام وأغلق الأتراك المدينة وبدأت مشاعل النيران تظهر ليلاً على الجبال المحيطة بصنعاء تم سحب العديد من الحاميات التركية النائية أو تم اجتياحها وحوصرت صنعاء نفسها تم رفع الحصار فقط في أكتوبر وربما تم نقل ما يصل إلى ألف جندي إلى اليمن ووصل مفتي حماة إلى صنعاء بأمر من السلطان لمحاولة التفاوض مع الإمام لكن المحادثات تعثرت وفي مايو 1892م بدأ فيضي باشا بالتحرك شمالاً وقد أبدى أهل ريدة مقاومة شديدة ولكن أجزاء من بني صريم استسلمت مقابل الرواتب وكاد الإمام أن ييأس ولكن كما أشار أحد مستشاريه لم يكن بمقدوره الاستغناء عن حاشد وبدون حاشد لم يكن هناك أمان على الإطلاق وفي يونيو حزيران وصل الفيضي إلى القفلة في عمران ودمر منازل أنصار الإمام هناك وانسحب على الفور وبعد أربعة أشهر عندما أكد حاشد دعمهم للإمام في حوث لم يكن بوسعهم إلا أن يعبروا عن أسفهم للسماح للفيضي بالدخول وكان صعود بعض مشايخ الشمال واضحا في المنطقة وفي الغرب عانى الإمام من مزيد من الانتكاسات من بداية القتال على الأرجح حول أراضيهم ناصر مبخوت الأحمر من العصيمات ومحسن القيفي من خريف حول حجة على سبيل المثال وأحمد حبيش من سفيان حول المحويت تم تسليم ظافر حجة أخيرًا بعد أن اعترف بذلك على الرغم من جفاف خزانات المياه واحتجازه من قبل أنصار الإمام لمدة عام كامل في هذه الأثناء كان فيضي بيشا في خمر يحاول استعادة سجنائه الذين أرسلهم الإمام إلى بارات وكان يفاوض أبا فارع من العصيمات وجبران الغشمي من همدان والثمثمي من سفيان وكلهم كانوا يتوسطون سرا مع مشايخ بارات انتقل الآن إلى سفيان والتقى بناجي أبو رأس والجزيلان من ذو محمد كبار ملاك الأراضي في لحج واليمن السفلي والذين كانوا يهددون بالتناوب بمصادرة ممتلكاتهم ويتملقونهم بوعود بالدفع بينما هم أنفسهم كانوا يراقبون وعودهم للإمام وفي خضم هذه المحادثات المتشابكة أعلن فيضي أنه يتقدم نحو صعدة استدار جانبًا وأخذ بارات على حين غرة ثم في مسيرة عودته قبض على حسن يحيى الشايف من ذي حسين على الطريق الماضي بعمران وأحضره إلى صنعاء في السلاسل ومع ذلك ظل الرأي اليمني منقسمًا حول من هو على حق، أصيب المنصور بسكتة دماغية وتوفي في سبتمبر 1904م وتولى ابنه يحيى الإمامة وبقي عليها حتى وفاته سنة 1948م .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا