كتابات | آراء

تمخض مجلس الأمن فولد قراراً ميتاً!!

تمخض مجلس الأمن فولد قراراً ميتاً!!

بعد ستة أشهر من الصمت المُطبق والسكوت عن العدوان الإرهابي الصهيوني الذي تشنه زعيمتا الإرهاب الدولي (أمريكا وإسرائيل) على قطاع غزة وما ارتكبه من مجازر وجرائم إبادة لا تعد ولا تحصى في حق السكان الأبرياء..

ها هو اليوم ذلكم المجلس المسمّى زوراً وبهتاناً (مجلس الأمن الدولي) الذي لم يحفظ أمناً ولم يردع عدواناً ولم ينحز يوماً إلاّ إلى صف الأقوياء البُغاة يخرج علينا أخيراً بقراره المسخ رقم (2728) الذي يقضي بوقف إطلاق النار غير المُلزم في غزة.. قرار غير مُلزم هو كل ما استطاع هذا المجلس المنحاز القيام به تجاه أبناء غزة بعد سُبات وصمت طويل ومتعمد أتاح للعدو الغشوم المجرم والمتجبر الإستفراد بهم طيلة الأشهر الستة من عدوانه وأثخن فيهم قتلاً وإبادة وتهجيراً وتجويعاً ...الخ.. وهو في الحقيقة قرار ميت لا قيمة ولا أهمية له بالنسبة لغزة وأهلها ولن يكون له أي تأثير يذكر على العدوان وقيادته الإرهابية المتعطشة للقتل وسفك الدماء التي لم تعره أي اهتمام، بل على العكس من ذلك فقد بدت منذ اليوم الأول لصدوره أكثر تحدياً وإصراراً على المضي قُدماً في عدوانها مترجمة ذلك بالمزيد من التصعيد لعملياتها العسكرية وكأن شيئاً لم يكن، وكأن هذا القرار الأضحوكة بصيغته الهزيلة المتراخية قد منحها الأمان للاستمرار في العدوان حتى إنجاز المهمة التي يُجمع عليها كل أعداء الإسلام من صهاينة العالم.. وهو ما يعني أن إصدار المجلس لهذا القرار وفي هذا التوقيت دون معارضة من الولايات المتحدة الأمريكية الشريك والداعم الأكبر للعدوان ليس سوى مجرد عمل دعائي الغرض منه تسجيل موقف لمجلس الأمن أمام الرأي العام الشعبي العربي والإسلامي والدولي الذي يتهمه بالتواطؤ مع العدوان ويطالبه بالتحرك لإيقافه محاولاً من خلال قراره هذا إقناعه بأنه قد استجاب لمطالبه وبدأ بإصدار أولى قراراته في هذا الإتجاه، والأمر نفسه ينسحب على الموقف الأمريكي غير المعارض للقرار والذي تهدف من خلاله أمريكا نفي التهمة عن نفسها بالمشاركة في العدوان في محاولة منها لامتصاص الغضب الشعبي العربي والإسلامي المتصاعد ضدها والذي بدى أكثر تأييداً للمقاومة وللمواقف التي تدعو لمواجهة السياسة الأمريكية العدوانية تجاه العرب والمسلمين.. وهو ما تجلى بالتأييد الكبير للموقف اليمني الداعم لأبناء غزة والمتمثل بعمليات الدعم والإسناد التي تستهدف سفن العدو في البحرين الأحمر والعربي ومواجهة العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن..
ومن هنا فإن على العرب والمسلمين جميعاً أن يتعظوا من دروس الماضي وأن لا يركنوا إلى مجلس الأمن الذي يتحكم به أعداؤهم ليُصدر يوماً قراراً لمصلحتهم وأن يعلموا أنه لا طريق ولا سبيل أمامهم لحماية أنفسهم من أعداء الإسلام سوى طريق الجهاد في سبيل الله.. فهو الطريق المؤدي إلى النصر على أعدائهم واسترداد الحقوق وحماية المقدسات وفي المقدمة غزة والأقصى وفلسطين كلها.. قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ).. وقال جل شأنه: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا