كتابات | آراء

"وأنتم الأعلون"

"وأنتم الأعلون"

في غزوة أحد والمسلمون في دهشة وذهول.. بلغت فيه الصدمة النفسية مبلغها ؛جراء مخالفة الرماة أمر رسول الله- صلوات الله عليه وآله- وما نجم عن مخالفة تلك الإستراتيجية العسكرية من هجوم مباغت لجيش المشركين كاد أن يغير معادلة النصر،

سقط حينها عدد من الشهداء وفي مقدمتهم أسد الله الحمزة عليه السلام؛ وفي لحظات عصيبة كهذه تأتي بشائر الله وسكينته للمؤمنين برداً وسلاماً...(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).. وهنا تتعاظم المعنويات رغم قوة الثبات وشموخ الموقف والرصيد الإيماني الكبير إلا مسألة التمحيص مهمة جداً ومن هذا الإختبار والتمحيص ينهض الجيش الإسلامي مضمداً للجراحات ومستلهماً أبلغ الدروس التي صقلت قوته وشحذت عزيمته، حتى أتم الله به إعلاء راية الإسلام، وكسر شوكة الباطل ومنهجية الطواغيت.
إن وعود الله بالنصر والغلبة لعباده هي وعود حتمية قاطعة،ما داموا مؤمنين، ومادامت غيرتهم وحريتهم متوقدة في نصرة الحق والدفاع عن رسالة الإسلام ومبادئه، ومادام إيمانهم بالله الواحد الأحد وتوكلهم عليه.. (وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).. لا يخافون في الله لومة لائم موالاتهم لله ورسوله وعداوتهم لأعداء الله ورسوله،ومن هنا تأتي أحقيتهم للنصر ومكافأتهم به من الله سبحانه وتعالى الذي يقول في كتابه الكريم: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين).
ومن يستشعر هذه القوة الحقيقية ويعيش تجلياتهم فلن تهزه مجنزرات قوى الكفر والإجرام مهما امتلكوا وتحشّدوا وتكالبوا وصنعوا (كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله).. هكذا اقتضت قوة الله وتأييده نصرة جنده وعندها تفشل كل المسائل الحسابية، ولغة الأرقام والتكافؤ العددي.. إن الفتوحات والانتصارات المباركة تحققت على أيد القلة المؤمنة أمام الكثرة المشركة وبقوة غير متكافئة من حيث العدد والعتاد.. فالجيش الذي قوامه 113 فارساً والذي خرج صائماً ظامئاً يهزم الجيش المدجج بقوة قوامها 1000 مقاتل في معركة بدر الكبرى، والحجر الفلسطيني يفجّر دبابة ويقذف الرعب في وسط جيش يمتلك أفتك وأحدث الأسلحة، والمقاومة الصابرة تفجر بركاناً يعصف بالكيان الصهيوني المجرم ومن وراءه كبرى الدول اليهودية.. والشعب اليمني المحاصَر يُحاصر سفن العدو الإسرائيلي ويسطر مواقف الشرف الغزاوي رغم ليل الصمت العربي والغربي أمام مظلومية غزة (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة) سورة البقرة- آية 249.
ويقول جل شأنه: (فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال 66.
فيا أيها المؤمنون الأحرار في ربوع غزة والديار المقدسة الفلسطينية..ثقوا بالنصر، لا ترهبكم الحشود الكافرة،ولا تحبطكم الشعوب المتخاذلة..وثقوا بنصرة إخوانكم الأحرار،وقبل ذلك وبعده ثقو بتأييد الله (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم)، أنتم الأعلون، وأنتم الغالبون، وأنتم المؤمنون حقاً والمنتصرون..وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا