كتابات | آراء

السؤال الضائع في حرب غزة

السؤال الضائع في حرب غزة

في ظل التحديات الراهنة ومايدور في غزة من مجازر نكراء وجرائم يندى لها جبين العالم من أقصاه الى أقصاه في حالة صمت عري مخزٍ وفاضح .

هناك من يتساءل : إلى أين نحن سائرون والشعب الغزاوي يباد عن بكرة أبيه ليل نهار والعالم العربي والإسلامي في سبات عميق لا يحرك ساكناً ؟
في ظل صمت عربي واقليمي ودولي ، شعب يباد عن بكرة أبيه نهاراً جهاراً والعالم يقف موقف المتفرج الساهي اللاهي وكأنه أمام مسرحيات تراجيديا عابرة .
فأن ما يحدث الآن في أرض غزة جرائم وبامتياز وإبادة جماعية لشعب أعزل رغم ذلك فإن الخوف كل الخوف هو أن تتجاهل الأنظمة العربية والاقليمية والدولية مايدور من مجازر نكراء في أرض غزة وتستخدم الوقت كذريعة تعيد معها الزمن إلى الوراء وتنطوي صفحة من صفحات الجرائم الشنعاء لشعب أعزل يباد بدم بارد .
لذا على العالم أن يدرك أن ما يحدث في أرض غزة حرب عرقية بامتياز شبيهة بما حدث في أرض البلقان في ظل غياب كلي عربياً وإقليمياً ودولياً وأممياً ... ليس من المجدي أن تتجاهل الدول العربية والإسلامية ما يحدث في غزة لا سيما في ظل التكالب الغربي والأوروبي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا الذي يعتبرعملا إجراميا منافيا لكل القيم والمبادئ الإنسانية والاخلاقية ناهيك عن الدين وقيمه وشرعه , ولذا فالسلام لا يعني وقف إطلاق النار ، ولا وقف العمليات العسكرية بكافة أنواعها ، إذا لم يكن هناك عمليات إغاثة وفك الحصار المفروض على غزة وادخال المواد الغذائية والدوائية الطبية الملحة دون شروط دون ذلك لا هدنة ولا سلام ولا حوار.
المؤسف المعيب أن العالم العربي والاسلامي مشغول بالتيارات السنية والشيعية في كثير من الدول العربية وهذا ما أدى إلى التنافس الإيديولوجي والسياسي بين التيارين كما حدث في لبنان وسوريا والعراق فهناك تدخلات إقليمية ودولية كما في العراق والبحرين وغيرهما من الدول بسبب الخلفيات المذهبية والعقدية والسياسية التي أزمت المسألة المذهبية في كثير من الدول العربية وغير العربية وشغلتها عن قضاياها الاساسية والتنموية الملحة .
ومن هنا ندرك أن النزاع السني الشيعي الذي عاش طويلا ضامراً ومتقوقعاً صار اليوم كأنه عابر للأزمنة ومضامينها الثقافية والفكرية والتقنية كجوهر للأشياء , تتقلص حياله النزاعات والصراعات الأخرى ، لا يمين ولا يسار ولا تطرف ولا اعتدال".
هناك تداخل وتشابك بين مفهومي الثورة والدولة فالثورة مبادئ وقيم مقدسة لا يمكن الحياد عنها أما الدولة فهي عبارة عن سياسات بما يتفق مع رؤاها الثورية والمذهبية, لذلك لا بد من توافر درجة ما من الوعي السياسي الذي بتماشى مع المد الثوري دون ضرر ولا ضرار .. لذا لا بد أن ندرك أن الثورة هي مرحلة مؤقتة لمراحل قادمة أكثر تطوراً ورقياُ .
إذ من المستحيل أن نتصور شعباً أو أمةً ما تعيش في حالة لا نهائية من الثورة فلا بد لها من التحول التدريجي إلى حالة من التنظيم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإداري لبناء دولة عادلة وراقية وهذا التحول هو ما يمهد لحالة الأمن والإستقرر والرقي والازدهار .
• صفوة القول
ان القوة العسكرية لا يمكن استخدامها بفاعلية في تحقيق هدف سياسي إلا إذا توافرت عوامل الأمن والاستقرار والعدل والمساواة. من هنا ندرك أن الانتقال من حال الثورة إلى حال الدولة مرهون بتلك القوى السياسية الواعية والمدركة التي ترى في مؤسسات الدولة بكل أشكالها وآلياتها ضمانة لأستكمال عملية التحول الحقيقي لبناء دولة عادلة ومزدهرة لأن الثورة والدولة يظلان وجهين لعملة واحدة , فالثورة لا تحدث إلا في إطار نظام سياسي واقتصادي واجتماعي غير عادل .
فالسؤال المطروح الآن غزة إلى أين ؟
هناك تشاورات بين التطرف الإسلامي الراديكالي في غزة والإيديولوجية العدمية للجهاد العالمي ويبقى السؤال حائراً عندما تأتي المذاهب الأخرى كرديف مناصر إلى غزة ..!!
• كلمات مضيئة
المطلوب فلسطينيا في ظل المعطيات الراهنه المشحونة بالتوترات والصراعات هو المحافظة على الانجازات الوطنية والوقوف معا لمواجهة العدو الصهيوني المتغطرس ويكفي تدهوراً ونكوصاً ولا بد من إطلاق حوار وطني حقيقي بين فصائل الحركة الوطنية الفلسطينية حول مستقبل مايدور في غزة من مجازر نكراء وإبادة جماعية رغم ملامح المشهد العربي القايم الذي يعكسه الواقع المأساوي بكل تجلياته ومعطياته الآنية والمرحلية إلا أن صمود وثبات الشعب الغزاوي أثبت للعالم أجمع أن الأوطان لا تجارى ولا تبارى مهما قدم الانسان من تنازلات وتضحيات فالأمر جلل لا يقاس بموازين المعادلات الاقليمية أو الدولية بل يقاس بالصمود الأسطوري الذي أثبت للعالم أن الدماء والأرواح ليست أغلى وأسمى من الأوطان .
غزة ستنتصر بإذن الله لرجالها وحرائرها وأطفالها وشيوخها وهذا وعد الله فإن الله لا يخلف وعده .. إن نصر الله لقريب ..

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا