كتابات | آراء

استيلاد البقرات الحمر امتدادٌ لعصيان الأمر

استيلاد البقرات الحمر امتدادٌ لعصيان الأمر

من الثابت -تأريخيًّا- أنَّ اليهود هم أشدُّ الأمم عنادًا لله وأشدُّها تقاعُسًا عن الامتثال لأوامره والازدجار بنواهيه، وأجرؤها على الاستخفاف بالذات الإلهيّة إذْ لم يتورعوا عن نعته -سبحانه- بالشحّ، وهي فرية أثبتها عنهم الله -جلَّ جلاله- في محكم التنزيل بقوله: (وَقَالَتِ ٱليَهُودُ يَدُ ٱللَّهِ مَغلُولَةٌ).

تلكؤآت متكررة قبل ذبح البقرة
من المفيد -في ظل ما نسمع من استعداد «آل صهيون» بخمس بقرات حمراء تمَّ استيلادها في ولاية تكساس الأمريكية عن طريق الهندسة الجينية- التذكير بأنَّ مضمون قصة ذبح البقرة بأمرٍ من المولى -جلَّ وعلا- التي سميت -لأهميتها- أطول سورة في القرآن الكريم باسمها تدور حول حادثةٍ كشفتْ ما تنطوي عليه نفوس معظم اليهود من فجور، وأكدت -وما تزال تؤكد إلى يومنا هذا- حقيقة تعطشهم لسفك الدماء والتكتُّم على ما يَرتكب الظالم في حقِّ المظلوم من جرائم، وقد أراد الله -سبحانه وتعالى- من ابتلائهم بذبح البقرة موضع الحديث مكاشفتهم بحقيقة بلوغهم حدَّ الابتذال في عبادة المال الذي تدفع غريزةُ الحصول عليه الواحد منهم إلى إزهاق روح أقرب الناس إليه.
ولعل الجانب الأهم في الموضوع أنَّهم -حينما أُمروا بذبح بقرة غير محددة- تلكؤوا وتقاعسوا عن تنفيذ الأمر الإلهي المرَّة تلو الأخرى، حتى ضيَّق الله عليهم -بعد إذْ كانوا في فسحةٍ من أمرهم- وأمرهم بذبح تلك البقرة النادرة «الصفراء»، فلم تعُد تُغني عنها -إذ ذاك- أيةُ بقرةٍ أخرى، فتجشموا -نتيجة تلكؤِهم وإفراطهم في المراء- عناء البحث عنها، وأثقلت كواهلهم بكلفة الشراء.
أمَّا الغاية النهائية من تعرُّضهم لهذه المحنة الهيّة فتتمثل في استعظام الملك العلام جرمَ قتل النفس البشرية بغير حقّ وسفك الدم الحرام الذين هم -بصورةٍ مباشرة أو بصورةٍ غير مباشرة- والغون فيه على الدوام والذي يعد الولوغ فيه إثمًا من أكبر الآثام، لأنَّ ملابسات جريمة القتل التي حدثتْ بين ظهرانيهم تعكس -بحسب ما يُوحيه السياق القرآني- تستُّرًا جماعيًّا على هوية الجاني.
ولعل الأرجح -على الأصح- أن قاتل النفس المحرَّمة قد شُجع على المضي قُدُمًا في إتيان إثمه ولم يُنهَ عن اقترافه الذي ربما يكون قد صُور لهُ -من قبل الأكثرية التي لا تعرف معروفًا ولا تنكر منكرًا ولا تجلُّ الله ولا تخافه- على أنه أمرٌ هينٌ وتافه تحقيقًا لقول المولى -تبارك وتعالى- فيهم: (لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيٓ إِسرَٰٓائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ٱبنِ مَريَمَ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعتَدُونَ) المائدة الآية: (78).

بقراتُ استيلادٍ جيني بهدف إبادة الشعب الفلسطيني
بعكس تلكؤ أجداد الصهاينة «قدامى اليهود» وتقاعسهم عن تنفيذ أوامر الله -جلَّ في علاه- في ذبح كائنٍ موجود، ذهب صهاينة اليوم ذوي القلوب الغلاظ الشداد -في سبيل اختلاق ذريعة أو فرية يستحلون بها دماء ملايين العباد والاستيلاء على ما ليس لهم فيه أحقية من البلاد- إلى إيجاد كائنٍ عن طريق الاستنساخ أو الاستيلاد، ولعل خشيتهم من ألَّا يصمد أمام قدرة الله صنيعهم البشري الاحتيالي قد دفعتهم إلى استيلاد خمس بقرات، على الرغم من أنهم لا يحتاجون -في ضوء خرافتهم المفتراة على الله- سواء بقرةٍ واحدة، وذلك تحسُّبًا منهم لتعرُّض بعض أبقارهم المستولدة للزوالِ، فيبقى لديهم منها ما ينفذون به فصول طقسهم الخرافي التلمودي الخيالي الذي يتخذ منه حاخاماتهم وسيلة لتجييش عوامهم والدفع بهم لهدم واحدٍ من أهم المقدسات الدينية على وجه المعمورة «المسجد الأقصى المبارك» بحثًا عن هيكل مزعوم ليس له أيّ وجود لا سيما في ذلك المكان المعلوم ولاستهداف الشعب العربي الفلسطيني الصابر بمجازر ربما تكون قد بدأت في «قطاع غزة» المُجوَّع والمُحاصر منذ أكثر من ستة أشهر، وربما لن يكون لها -إذا ما جرت الذاريات وفق ما قد رسموا من مخططات وحاكوا من تآمرات- آخر، وربما كانت خاتمة فظائع التأريخ البشري المعاصر.

الخلاصة:
نستخلص ممَّا تقدم أنَّ هذه الأمة المعاندة ترتكب -على خلفية خرافتها القديمة المتجددة التي تتهيأ لتجسيدها بذبح 5 بقرات حمراء مستولدة تحظى بأصداءٍ مزايدة- أبشع حرب إبادةٍ متواصلة في حقَّ شعب بأكمله، غير معتبرةٍ بما ابتلى الله به أسلافها من ذبح تلك البقرةٍ الصفراء ذات القصة التأريخية الخالدة معاقبةً لهم على التواطؤات المتعمدة في قتل نفسٍ واحدة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا