كتابات | آراء

إسرائيل.. وآخر أوراقها القذرة ضد حماس!!

إسرائيل.. وآخر أوراقها القذرة ضد حماس!!

بدأت إسرائيل عدوانها الإرهابي على قطاع غزة قبل ستة أشهر ونصف من الآن وهي في منتهى الغرور و الزهو والشعور بالعظمة واثقة كل الثقة بأن حربها لن تطول، وإن هي إلاّ أيام معدودات أو شهر ينقص أو يزيد وتكون قد حسمتها ووصلت إلى مُبتغاها باجتياح غزة وسحق حماس وكل فصائل المقاومة وإعادة الإعتبار لهيبتها التي أطاح بها الطوفان..

لكن سرعان ما تبدد هذا الوهم منذ الأيام الأولى للعدوان إذا وجدت نفسها أمام مقاومة لا مثيل لها في الصمود والثبات والاستبسال والبراعة والإبداع في القتال.. الأمر الذي أصابها بالصدمة وأربك خُططها المبنية على تلك النظرة النمطية التي تحط من شأن أي مقاومة عربية وإسلامية ودفعها إلى المضي في عدوانها بكل جنون ووحشية..
لم تدخر وسيلة ولا أسلوباً من أساليبها القذرة في الحروب إلاَّ واستخدمته لإرهاب غزة شعباً ومقاومة وإجبارها على الاستسلام..
إلا أنها ورغم إمعانها وإفراطها في استخدام تلك الوسائل والأساليب الأشد فتكاً ووحشية وفي مقدمتها الاستهداف الممنهج والمتعمد للسكان وارتكاب المجازر تلو المجازر لم تفلح في تحقيق غايتها بل على العكس من ذلك فقد كانت تفاجأ عقب كل عملية أو عمليات تُقدم على تنفيذها بأن إيغالها في الوحشية والإجرام لم يزد المقاومة وأبناء غزة إلاّ صموداً وإصطفافاً وصلابة وإصراراً على المضي قُدماً في الجهاد المقدس خلف قيادتها المؤمنة حتى يأذن الله بالنصر مهما كلفها ذلك من ثمن..
وأمام هذا الواقع والفشل الميداني المتلاحق وبلوغ العدوان منتصف الشهر السابع دون تحقيق أي من أهدافه المعلنة أو غير المعلنة- لم تجد قيادة العدو المسعورة أي سبيل للخروج من مأزقها الكبير سوى اللجوء لآخر أوراقها القذرة والمتمثلة بتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف أسر وأقارب قادة حماس وقد دشنت أولى عملياتها خلال إجازة عيد الفطر المبارك باستهداف أسرة القائد المجاهد إسماعيل هنية والتي أدت إلى استشهاد ثلاثة من أولاده وثلاثة من أحفاده..
وهي بهذا المسعى الخبيث والدنيء واللا أخلاقي والذي تؤكد من خلاله للمرة الألف السلوك الإرهابي المتأصل في ثقافتها إنما تريد ممارسة أقصى درجات الضغط على رأس المقاومة لإرغامها على تقديم تنازلات في ملف المفاوضات الدائرة بما يضمن لها "قيادة العدو" تحقيق ما فشلت وعجزت عن تحقيقه من أهداف في الميدان العسكري..
لكن هيهات ثم هيهات لها ذلك.. فقيادة المقاومة الإسلامية التي تحمل على عاتقها مسؤولية الجهاد في سبيل الله تؤمن بأن الجهاد تضحية بأعز ما يملكه الإنسان وهي النفس وتشمل الولد والأهل وهي في المقدمة مستعدة لتقديم هذه التضحية.. وقد أكد ذلك القائد إسماعيل هنية بنفسه في خطابه الذي ألقاه بمناسبة بوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك والذي أشاد فيه بصمود المقاومة وما قدمه شعب غزة من تضحيات كبيرة وقد قال في معرض حديثه: ونحن جميعاً مستعدون لتقديم هذه التضحيات وصدق في قوله ووعده.. فلم تمض سوى أيام حتى قدّم كوكبة من الشهداء من أولاده، وأحفاده متقبلاً هذه التضحية العظيمة بنفس مؤمنة في سبيل الله..
وهنا فإن على إسرائيل أن تعلم أنها أمام أنموذجٍ فريدٍ من المجاهدين والقادة العظماء المؤمنين بالله الذين نذروا أنفسهم وأهليهم وممتلكاتهم للجهاد في سبيله ولن تهزهم أو ترهبهم مثل هذه العمليات الجبانة وعليها أن تتذكر أن قادة حماس وفي مقدمتهم القائد المؤسس الشهيد/ أحمد ياسين كان في مقدمة الشهداء ولحق به على درب الشهادة خليفته الشهيد القائد/ عبدالعزيز الرنتيسي وغيرهما رحمهم الله جميعاً وهم الذين وصفهم المولى تبارك وتعالى في محكم تنزيله، حيث قال: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)..

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا