أخبار وتقارير

غـــزة .. صمود وانتصار وهزيمة برية ساحقة لكيان الاحتلال

غـــزة .. صمود وانتصار وهزيمة برية ساحقة لكيان الاحتلال

بكل أبعادها وأهدافها ومعطياتها ومحركاتها تمثل حرب المواجهة الشرسة بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى ذروة الصراع في الإرادات والمصالح والخيارات والوسائل

بين مشروعين متناقضين أحدهما فلسطيني عربي وطني تحرري بدأ يفرض نفسه بقوة وعنفوان والآخر احتلالي استعماري صهيوني أمريكي غربي يستميت في الدفاع عن وجوده الاحتلالي وحماية مصالحه الاستعمارية.. مزيد من التفاصيل في السياق التالي:

طلال الشرعبي
هذا الصراع بين المشروعين المتناقضين الذي يمكن تسميته مجازا بالصراع العربي الإسرائيلي بينما هو صراع فلسطيني إسرائيلي أمريكي غربي بالنظر إلى تطورات وقائعه وأحداثه العسكرية المباشرة الجارية على المسرح الفلسطيني بآلية دراماتيكية متصاعدة ومتنامية ومتسعة باستمرار دوائر نطاقها وأهدافها ودمارها وتبعاتها السلبية الإنسانية والمادية الكارثية.
 وبالنظر إلى ما تتمحور حوله من عمليات فرز واستقطابات سياسية واقتصادية وعسكرية على الساحة العربية والإقليمية والدولية.. لا يمكن استبعاد احتمال تطوره وتعدد واتساع مسارحه الجغرافية وقواه الفاعلة والمنخرطة في أتونه بشكل مباشر في ظل الظرف التاريخي الاستثنائي بفعل عدد من العوامل الموضوعية التي يمكن القول ان أبرزها صمود أبطال المقاومة الفلسطينية واستمرار عبورهم بالشعب الفلسطيني وبغزة على جسر التحرر وتحقيق النصر والمجد وما ترتب على ذلك من مخاطر وجودية على الكيان الصهيوني ومشروع الهيمنة والاستكبار العالمي الأمريكي اللذين جعلا من هذه المخاطر محددات عامة ورئيسية لأهدافهما ومهامهما وأجنداتهما ووسائل وآليات المواجهة العملية لمحور المقاومة ومشروع التحرر الفلسطيني المتطورة والمتجددة مهامه وأهدافه والمتنامية إنجازاته وانتصاراته والمستجيبة أولوياته وأجنداته لمتغيرات الواقع واحتياجاته وتحدياته.
رغم نجاح الكيان الصهيوني في إقامة تحالف دولي عدائي كبير ضد المقاومة الفلسطينية وخلق الممهدات والاشتراطات العسكرية اللازمة لتنفيذ عملية الاجتياح لقطاع غزة من خلال تنفيذ ما أسماه بعملية الأرض المحروقة وقصفه الجوي لكل شيء في القطاع ورغم نجاحه في حشد الدعم الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والعسكري والدولي وكافة الموارد والإمكانات المادية والمعنوية اللازمة لحسم معركة عدوانه الغاشم لصالحه من خلال تتويجها بعملية الاجتياح البري لقطاع غزة والقضاء على حماس التي اعتبر أمر القضاء عليها قضية حتمية ووجودية غير قابلة للمساومة أو التراجع.

رهانات خاسرة
أثبتت تطورات ووقائع وأحداث المواجهة العسكرية البرية على الأرض أن كافة التوجهات والمخططات والمشاريع الأمريكية الصهيونية في تعاطيها مع حركة المقاومة الفلسطينية كانت مبنية على رهانات خاسرة وحسابات قاصرة وخاطئة.
راهن الكيان الصهيوني على الإدارة الأمريكية وقوى الهيمنة والاستكبار الغربية الحليفة وتطور وتفوق أدواته ووسائله المادية العسكرية له كقوة فعل لتحقيق مشروع عملية اجتياحه البري للقطاع..
ولم يدرك حقيقة أن أسطورة تفوقه العسكري وكل عوامل ومقومات وممكنات جبروته وطغيانه واستمرار وجوده كظاهرة احتلال عسكري وسياسي غاصب قد بلغت مرحلة فنائه الداخلي ونهايته التاريخية.
وضع الكيان الصهيوني حساباته في التعاطي مع طوفان الأقصى وحركة حماس ومشروع المقاومة الفلسطينية التحررية المسلحة وفقا لفكر وأساليب وآليات ووسائل الإدارة الأمريكية المتغطرسة التي أراد بها ومن خلالها الوقوف ضد مجرى طوفان التحرر الفلسطيني وسننه وحتميته وتوهم القفز والتجاوز لحقائق التطور في قدرات وإمكانات حركات المقاومة وتنظيماتها العسكرية فكانت الحقائق المعتملة على الأرض كفيلة بإثبات أمر استحالة تجاوز الحق الفلسطيني أو كسر إرادته وخياراته واستحالة هزيمته.

هزيمة برية ساحقة
استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تتصدى لمحاولة الاجتياح البري الذي أرادت تنفيذه قوات الكيان الصهيوني. المدعومة أمريكيا وأن تكبدها هزيمة برية ساحقة في غلاف قطاع غزة.
رغم تزامن عملية الهجوم الأمريكي البري الذي بدأ مساء الجمعة مع قصف جوي وصاروخي ومدفعي جوي وبحري وبري عد الأول من نوعه في تاريخ الحروب المعاصرة إضافة إلى قطع الاتصالات والانترنت والكهرباء عن غزة.
وأفادت تقارير دولية أن الهجوم ومحاولة الاجتياح البري الذي نفذ على عدة محاور حيث حاولت قوة أمريكية- إسرائيلية التسلل بحرا بالتزامن مع محاولة توغل برية باتجاه مخيم البريج وخانيونس شمال القطاع فشل تماما ولم يحقق أي تقدم يذكر .
في السياق، أعلن قيادي في حركة حماس أن المقاومة الفلسطينية استخدمت خلال صدها الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة صواريخ كورنيت وقذائف ياسين، فيما “نتوقع معاودة العدو المحاولة مرة أخرى.”
وأكد القيادي “فشل الهجوم البري الذي شنته قوات الاحتلال على قطاع غزة عبر ثلاثة محاور، وهناك خسائر كبيرة في صفوف العدو بالجنود والعتاد”.
وأضاف أن “العدو وقع في كمائن أعدتها المقاومة الفلسطينية على عدد من المحاور، ومنذ بدء المعركة كانت هناك خطط دفاعية ضد أي محاولة.”

ضربات موجعة للعدو
رغم محاولة الدبابات الإسرائيلية خلال تنفيذ خطة الاجتياح البري التقدم شمال منطقة البريج في وسط القطاع بهدف فصل الشمال عن الجنوب وتشديد الحصار على السكان لإرغامهم على التوجه إلى المناطق المتاخمة للحدود مع مصر.
لم تتأثر المقاومة الفلسطينية بانقطاع شبكة الاتصالات التي تزود القطاع بالإنترنت، واستهدفت بالصواريخ في توقيت واحد مدينة تل أبيب ومستوطنات غلاف غزة بالرغم من عنف الهجمات الجوية الإسرائيلية غير المسبوقة أبداً منذ السابع من أكتوبر وواصلت دك مدن ومناطق الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، رداً على المجازر الصهيونية، واستمرار العدوان على قطاع غزة.
وأعلنت كتائب القسام قصفها “تل أبيب” مرات عديدة خلال يومي الجمعة والسبت برشقات صاروخية، ونشرت وسائل إعلام العدو، مشاهد تظهر الحرائق جراء سقوط الصواريخ، كما استهدفت القسام منطقة “ديمونا” برشقة صاروخية، وكذلك مدينة عسقلان.
وفي مناطق الغلاف، استهدفت القسام قاعدة “زيكيم”، وتحشدات للعدو في مواقع “مفتاحيم”، و”إيرز”، “صوفا” بالصواريخ وقذائف الهاون، كما قصفت كتائب القسام آليات العدو المتوغلة في شمال غرب بيت لاهيا.
من جهتها أعلنت سرايا القدس أنها قصفت مدينة بئر السبع المحتلة بالصواريخ، وكذلك تحشدات العدو في منطقة كيسوفيم، مربض آليات وموقع ناحل عوز.
كما استهدفت السرايا موقع مارس العسكري والتحشدات العسكرية في مستوطنة بئيري وشرقها بالصواريخ والهاون.
وأكد قيادي في “سرايا القدس”، أن تهويل العدو للتوغل البري في قطاع غزة يأتي في إطار إفلاسه بتحقيق أي صورة نصر أمام جبهته الداخلية وهي كذبة يبررها العدو باستمرار.
وأوضح القيادي، أن قوات العدو الصهيوني تلقت ضربات موجعة من المجاهدين المتواجدين في النقاط المتقدمة عند تخوم شرق غزة”.. لافتاً إلى أن استعراض العدو لقوته النارية لم يمكن قواته من التقدم سوى لأمتار محدودة لا تتجاوز ١٠٠متر وقد أقام سواتر ترابية لحماية جنوده من ضربات المجاهدين، وأشار القيادي في سرايا القدس، إلى أن قوات العدو التي حاولت التقدم في بعض النقاط شرق غزة تقهقرت للخلف تحت النار والاشتباك مع مجاهدينا في الميدان.

اعتراف بالهزيمة
إلى ذلك كشفت وسائل أعلام عبرية، كواليس ما جرى في حدود قطاع غزة إثر محاولة قوات الاحتلال تنفيذ اجتياح بري وبحري.
ووصفت القناة الإسرائيلية الـ12 ما جرى بـ"خيبة أمل لجيش الاحتلال"، مشيرة إلى رهان الاحتلال على الجنود ومؤكدة فشل سلاح الجو الإسرائيلي بتقديم حتى المساعدة لمن سقطوا في المواجهات البرية في إشارة للكمين الذي تعرضت له القوات الصهيونية التي حاولت التوغل برا شمال القطاع.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا