أول النتائج والتداعيات المباشرة للقصف اليمني "لإسرائيل": استئناف سعودي لمفاوضات التطبيع واستدعاء لـ "ايزنهاور" إلى السواحل اليمنية

   على مرأى ومسمع العالم كله عززت قيادة شعبِ اليمن العظيم موقفه الثابت والمبدئي تجاهَ القضيةِ الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطينيِّ الكاملَ في الدفاعِ عن النفسِ ونيلِ حقوقِهِ المشروعةِ كاملةً،

بإعلان موقفه العسكري ودخوله الصريح والواضح على خط معركة المواجهة مع العدو الصهيوني وانتصارَه لغزةَ ولأطفالِها ونسائِها،  بإطلاقِ دفعةٍ كبيرةٍ من الصواريخِ البالستيةِ والمجنحةِ وعددٍ كبيرٍ من الطائراتِ المسيرةِ على أهدافٍ مختلفةٍ للعدوِّ الاسرائيليِّ في الأراضي المحتلةِ، مؤكدا على لسان المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع خلال مؤتمره الصحفي منتصف الأسبوع الماضي أن ذلك يأتي من واقعِ الشعورِ بالمسؤوليةِ الدينيةِ والأخلاقيةِ والإنسانيةِ والوطنيةِ والقيام بواجبِه بالتوكلِ على اللهِ وانتصاراً للمظلوميةِ التاريخيةِ للشعبِ الفلسطينيِّ العزيز .. كان لذلك الإعلان العظيم أصداؤه وتداعياته وردود الأفعال المتعددة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي بين ردود أفعال إيجابية مؤيدة وردود أفعال ومواقف سلبية مخزية نحاول الوقوف على بعضها في سياق التقرير التالي :

26 سبتمبر: :خاص
رغم استمرار العدوان الوحشي الدموي الصهيو أمريكي الغربي على غزة وارتكابه لأبشع جرائم الإبادة الجماعية بحق أطفال ونساء ومسني الشعب الفلسطيني ، يستمر موقف الخيانة والخذلان السعودي لدماء الأبرياء ولحرمة المقدسات الإسلامية والقضية الفلسطينية .. والتبعية والولاء والخضوع والانحناء لأعداء الأمة الإسلامية والشعوب العربية من أنظمة الطغيان والاستعمار الغربية وفي مقدمتها نظام الإدارة الأمريكية الصهيونية.

استئناف لمفاوضات التطبيع
تجلى ذلك بوضوح تام من خلال الموقف السعودي تجاه الموقف اليمني العظيم نصرة للشعب الفلسطيني ..  وعقب اجتماعات مكثفة شهدتها العاصمتان الأمريكية واشنطن والرياض أكدت إسرائيل، استئناف مفاوضات التطبيع مع السعودية.. وأفاد الخبير السياسي الإسرائيلي غاي بخور،  في مقابلة تلفزيونية بأن اتصالات رفيعة المستوى تجرى بين البلدين، مشيرا إلى أن هذه الاتصالات كانت توقفت بصورة مؤقتة بفعل الحرب على غزة.
وجاء الحديث الإسرائيلي عن استئناف مفاوضات التطبيع عقب تأكيدات أمريكية بقرار السعودية السير بإجراءات التطبيع رغم المواجهات الأخيرة مع حماس.
وأكد متحدث الأمن القومي الأمريكي جون كيربي في تصريح جديد له التزام الرياض وواشنطن باتفاق التطبيع رغم التطورات الأخيرة.
وكان وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان زار خلال الأيام الماضية العاصمة واشنطن وعقد لقاءات مع مسؤولين هناك أبرزهم وزير الدفاع الأمريكي ومستشار الأمن القومي جيدك سوليفان.
وتركزت النقاشات، وفق بيانات رسمية أمريكية، على التطورات في اليمن وغزة ، وكان جاريد كوشنر عراب صفقة القرن بما فيها التطبيع بين السعودية وإسرائيل قال في ختام زيارته للسعودية الأسبوع الماضي أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يشترط إنهاء حماس كشرط للسير بإجراء التطبيع.
وتقف السعودية بشكل محايد من التطورات في الأراضي الفلسطينية علنا في حين تدعم سرا إسرائيل وقد أسقطت العديد من الصواريخ التي أطلقتها القوات المسلحة اليمنية على الأراضي المحتلة.

امتعاض سعودي
وعقب أخبار عن اعتراض السعودية صاروخ بالستي بعيد المدى على الحدود مع الأردن وفي ظل استمرار هجمات المقاومة المتصاعدة على الكيان الصهيوني جاءت تغريدة مساعد رئيس تحرير صحيفة عكاظ الرسمية والمقرب من الاستخبارات السعودية عبدالله ال هتيله التي أكد فيها استمرار اليمن بإطلاق الصواريخ على إسرائيل رغم ما قال إنها تحذيرات وجهت له عبر وسيط .. وأشار ال هتيله إلى أن بلاده كانت تتوقع بأن لا يجرؤ اليمن على إطلاق الصواريخ بعد التهديد ، مبديا امتعاض بلاده من استمرار إطلاق الصواريخ اليمنية على إسرائيل.

استدعاء سعودي لإيزنهاور
وأفاد مساعد رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" الرسمية والمقرب من الاستخبارات السعودية عبدالله ال هتيله بأن حاملة الطائرات الأمريكية "ايزنهاور" عبرت قناة السويس في طريقها إلى البحر الأحمر ..
وكان ال هتيله يعلق على اعتراض بلاده صاروخ بالستي أطلقته قوات صنعاء على الأراضي المحتلة بفلسطين..
و"ايزنهاور" واحدة من عدة بوارج أمريكية تم نشرها في البحر الأحمر المتوسط وتحديدا قبالة السواحل اللبنانية خلال الأسابيع الماضية وسط مخاوف من تصعيد لحزب الله اللبناني.. وجاء نقل البارجة إلى البحر الأحمر مع تصاعد هجمات صنعاء على الاحتلال الإسرائيلي وسط مخاوف من أن تتخذ صنعاء التي تشترط وقف الحرب على غزة خطوات أكثر صرامة بما فيها إغلاق منفذ باب المندب الذي يعد بمثابة ممر للنفط الخليجي إلى الأسواق الامريكية والإسرائيلية.
كما يشير من حيث التوقيت إلى محاولة السعودية استغلال التطورات في المنطقة لتصعيد في اليمن بغية تحقيق مكاسب جديدة خصوصا وأن تحريك "ايزنهاور" تزامن أيضا مع كشف إسرائيل استئناف المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة للتطبيع مع السعودية.
وفي ظل الحشود العسكرية الأمريكية – الغربية في منطقة جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن وبحر العرب وجزر أرخبيل سقطرى التي تشكل تهديداً مباشراً لأمن واستقرار وسيادة الجمهورية اليمنية بصفة خاصة والمنطقة بشكل عام ، واصلت دول العدوان الأمريكي السعودي البريطاني الإماراتي سباقها الاستعماري صوب مناطق النفوذ في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة ونشر المزيد من قواتها في محافظات عدن وأبين وحضرموت وغيرها من سواحل ومناطق اليمن الواقعة تحت سيطرة العدوان.
وكانت مصادر يمنية قد أكدت سابقا وصول تعزيزات أمريكية إلى السواحل الجنوبية المحتلة وتنفيذها عملية انتشار واسعة وقيامها بنصب دفاعات جوية لحماية البوارج والأساطيل التابعة للبحرية الأمريكية ومن أجل اعتراض أية ضربات صاروخية باتجاه قوات العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة في إطار عملية (طوفان الأقصى) التي ألحقت بالكيان الصهيوني المؤقت هزيمة قوية لا يزال يحاول يئساً وعلى مدى (30) يوماً ترميمها لكنه لم يستطع تحقيق أية انتصارات سوى ارتكابه المزيد من المذابح الإبادة الجماعية المدانة أمام كل شعوب العالم ، والتي تعد واشنطن المتورطة الرئيسية والمشاركة الفعلية فيها .