أخبار وتقارير

الصهيونية ... الوجه الآخر للنازية !

الصهيونية ... الوجه الآخر للنازية !

علي الشراعي/

   في 10 نوفمبر 1975م , أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم ( 2159) والذي حدد فيه : إن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتميز العنصري .

فقام ( حاييم هرتزوغ ) مندوب الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة بتمزيق ذلك القرار من فوق منبر الجمعية العامة . فيما صرح وزير خارجية الكيان ( ييغال آلون ) آنذاك إن الجمعية العامة لا تستأهل من الكنيست هذا الاهتمام لمناقشة قرارها . وفي أقواله تحقير صريح واستخفاف واضح لقرارات الأمم المتحدة ولكل المجتمع الدولي ومؤسساته وهذا نابع من العقيدة الصهيونية  والتي اشتملت منطلقاتها على بذور التفوق والعنصرية والنزعة  النازية العدوانية الإرهابية. وفي 4 ديسمبر 1986م , أصدرت الجمعية العامة قرارا أكدت فيه أن سجل إسرائيل وسياستها وأعمالها تؤكد أنها غير محبة للسلام , ودعت جميع اعضاء الأمم المتحدة إلى عزلها ووقف جميع المعونات والمساعدات عنها , وقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية والثقافية معها , وعزلها عزلا كاملا . إلا أن ( الفيتو الأمريكي ) واقف في المرصاد ضد كل قرار عادل يصدر بحق الكيان الصهيوني , ولقد أدانت الأمم المتحدة الكيان الصهيوني منذ تأسيسه سنة 1948م وحتى عام 1967م , أكثر من 40 مرة بقرارات ولم يكن لهذه الادانات أي تأثير , وإلى اليوم نجد الفيتو الامريكي والدعم العسكري يقف مع الصهاينة النازيين في عدوانهم وقتلهم لأطفال ونساء وشيوخ غزة .

عقيدة الصهاينة
ليس الإرهاب الصهيوني وليد اليوم أو الأمس , إنما هو جزء من استراتيجية الوجود الصهيوني ومبدأ عقائدي لديهم , ولولاء لما قام كيانهم , وبرز إلى الوجود ولما احتلوا فلسطين بكاملها وتوسعوا إلى أبعد الحدود بسبب ما ارتكبوا من أعمال إرهابية همجية ومجازر دموية وحشية وقد نصت كتبهم المقدسة - بزعمهم - ( التوراة و التلمود ) على ترسيخ الإرهاب بكل أشكاله وتعميق جذوره حيث وجد الصهيونية فيه مسوغا لكل أعمال العنف واللإنسانية التي يرتكبونها من مجازر أو مذابح أو تقتيل وفضائح . وتأمرهم كتبهم المقدسة بالقتل علنا بقولها : ( والآن اضرب أمامك , واحضر عليه كل ما يملك , لا تترك له شيئا , أقتل الكل الرجال والنساء والأطفال الرضع , والأبقار والخراف والجمال والحمير ) وما عليهم إلا تنفيذ أوامر التوراة ووصايا الأخبار بقتل كل الصغار والكبار بلا شفقة ولا رحمة فكل المحرمات تبيحها لهم توراتهم وتلمودهم , وقتل النفس وإبادة البشرية كلها – وليس المسلمين فقط – واجب ديني يهودي , بل وقتل كل دابة على وجه الأرض كذلك لأنها تسبب لهم الخوف والذعر وعليهم قتلها والتخلص منها . تقول التوراة : ( والذين تستبقون منهم يكونون أشواكا في أعينكم , ومناحس في جوانبكم ) . وفي رحم هذه الوصايا والتعاليم , ولدت الصهيونية ولعلها كعقيدة بما امتازت به من تزوير وادعاءات وأكاذيب واستعانة بالأساطير , وما اتصفت به من عنصرية وعدوانية وتمييز , هو نتاج منطقي ومولود طبيعي لهذا الفكر التلمودي . اعتمدت أساليبه وانتحت مناحيه ونهجيت منهجة وأسايبه واتجاهاته . ولعلنا نستطيع أن نفسر بعد ذلك سلوك اليهود وحروبهم ومجازرهم , وكل تلك الفظائع التي لم توجد جذورها إلا في عقيدة النازيين ولعل  الصهاينة تفوقوا عليهم .

التلمود
يعد التلمود المصدر الثاني للتشريع اليهودي بعد التوراة , والمصدر الأول للسياسة الصهيونية والتلمود معناه (التعليم ) , ويعد التلمود أخطر وثيقة ضد الإنسان والإنسانية إذ يدعو إلى تحطيم كل العقائد والقيم والحضارات لإقامة مجتمع عالمي صهيوني يسيطر على كل دول العالم .  الاجناس الأخرى ويعدهم في منزلة الحيوانات . ويكفي في شريعة التلمود أن يظهر اليهودي بشكل الحمل الوديع تقية وخداعا ثم ليعتقد ما شاء وليفعل ما شاء  تكمله . وتأكيدا لمبادئ الاستعلاء اليهودي والتفوق العنصري على بقية الشعوب كان العمل على اتخاذ الناس عبيدا لان اليهود هم الشعب الذى اختاره الله دون بقية الشعوب فان ارواح اليهود تتميز عن باقي الارواح غير اليهودية والتي هي ارواح شيطانية أو شبيهة بأرواح الحيوانات .
ويرى التلمود انه ( لولا خلق الله اليهود لانعدمت البركة من الارض , ولما خلقت الشمس والامطار , ولما عاشت بقية المخلوقات ) والشعب المختار فقط يستحق الحياة الابدية أما بقية الشعوب فمثلهم مثل الحمير ) (  من العدل أن يقتل اليهودي بيده كل كافر , لأنه من يسفك دم الكافر يقدم قربانا لله) ( من يقتل مسيحيا أو اجنبيا أو وثنيا يكافا بالخلود في الفردوس والجلوس هناك في السراى الرابعة , اما من يقتل يهوديا فكأنه قتل العالم اجمع , ومن تسبب في خلاص يهودي فكأنه خلص الدنيا كلها) وبناء عليه فقد اصبح لهم الحق في قتل واستعباد من شاءوا من البشر الآخرين دون استعمال الرأفة معهم . ويحث التلمود جميع اليهود على بذل جهودهم بمنع وصول غير اليهود إلى السلطة حين يحين الوقت لتولى اليهود إياها . ( اليهود تاريخ وعقيدة -  دكتور كامل سعفان )

وصايا عدوانية
ومن الوصايا الجامعة للتلمود نذكر منها : ( اهدم كل قائم , لوث كل طاهر, احرق كل اخضر , كي تنفع يهوديا بفلس , اقتلوا جميع من في المدن من رجل وامرأة وطفل وشيخ , حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف , اقتل أفضل من قدرت عليه من غير اليهود , العن رؤساء الاديان سوى اليهود ثلاث مرات كل يوم ) . لهذه العدوانية الصارخة اخفي اليهود هذا الكتاب عن بقية البشر قرونا طويلة وبخاصة عن العالم المسيحي وحينما ظهر تعرض اليهود للطرد من جميع انحاء اوروبا , فلقد هوجم التلمود بشدة منذ ظهوره على اساس انه ( انحراف بالتوراة انحرافا شديدا , وجاء لتلويث دعوة التحرر وصنع دينا جديدا فيه عنف وعصبية ونقمة على الاخرين )وتعاليم التلمود تصخب بالوصايا العدوانية , ورفض الرحمة والعدالة في التعامل مع الآخرين . وهي لا تعترف بأي حقوق للآخر , ولا تقبله إنسانيا وحيث تنفي عنه كل صفات وقيم الوجود الإنساني . ويهودي التلمود لا يعبر الأخلاق أي انتباه أو احترام طالما أنها تدور حول شخصه ويهوديته , في أهله وبيته وقبلته وأشباهه في الدين . اما إذا اقتضى الأمر التعامل مع الآخر فعندها تسقط القيود والمحاذير الأخلاقية ويحلو الغش والخداع وتجوز السرقة والجريمة , وتتجمل الفواحش والرذائل ويمحى وجود الآخرين على أنهم نسل من الحيوان وخلائق الشيطان .من اجل أمان اليهودي يهون قتل كل الآخرين , وتبرر الجريمة وكل الموبقات . العالم كله في خدمة اليهودي , والناس عبيده , خلقوا لإسعاده فهو الشعب المختار وهو الإنسان المتفوق الأعلى ولا قيمة للقوانين أو الشرائع أمام رغباته ومطامحه . كل ثروات الشعوب نهب له ومصيرها أن تتجمع في خزانته . فبين صفحات التلمود وعبر آياته وأحكامه ووصاياه , تتراءى أسس الصهيونية وتتكامل وفي ثناياه تتكشف الأصول الأولى للعقيدة . ويرى حاخامات اليهود أن هدم الهيكل على يد الرومان  عام 70م قد نهى الوجود القومي اليهودي في فلسطين . ومنذ تلك اللحظة تولدت مطامح وآمال اليهود بإعادة بناء الهيكل من جديد والعودة إلى فلسطين وجبل صهيون . وكل هذه الافكار والشعائر المحرفة مدونة في التلمود مع وصف تفصيلي للهيكل المزعوم . أليس التلمود بهذا المعنى سوى بدايات تعاليم كتاب ( كفاحي ) لهتلر ؟ أليست مجازر النازية سوى تكرار متقن لإبادات شاؤول وأشبعا ويوشع ومختلف أنبياء التلمود ؟ ( القدس والمسجد الأقصى المبارك حق عربي عصي على التزوير- دكتور سليم الحص) . كذلك  قتل الاطفال  عند اليهود عقيدة وامتصاص دمائهم شريعة تورانية ولا يزال اليهود يمارسون هذه الجرائم البشعة ضج الانسانية في كثير من بلدان العالم باسم دينهم ووصايا تلمودهم وتنفيذ لأوامر إلههم  وان آلاف الاطفال وغير الاطفال الذين يختفون في معظم أنحاء العالم هم في الغالب ضحايا الطقوس الدينية اليهودية المتزمتة لتلبية رغبة يهوه وتنفيذ لشهواته الدموية ولابد ان تكون دماؤهم قد صنعت منها فطائر صهيونية مقدسة في الاعياد والمناسبات الدينية لتدخل الفرح في نفوس آكليها . وإن ما تضمنه التلمود من فقرات تتعلق بالإسلام لهي اكثر حقدا وأشد كرها والاسلام حسب اعتقادهم اشد عداء لليهود من المسيحية

قواسم مشتركة
لقد نشأت كلتا الحركتين ( النازية والصهيونية ) في أوروبا وليس في أي مكان آخر في العالم واستقت كلتاهما فكرها وثقافتها وارهابها من الفكر والثقافة الامبريالية للغرب الرافضين للآخر جنسا ودينا بشكل مطلق . هذه الثقافة التي سعت عبر استعمارها للآخر إلى تطبيق ذات الأفكار التي طرحتها الصهيونية والنازية ومن ثم امريكا والغرب اليوم . اليس ما قاله الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن مع الالفاظ التي استخدمها القادة الاستعماريون الغربيون والقادة الصهاينة والنازيون وخاصة مصطلحاته عن – الحروب الصليبية – والتكليف الإلهي والواجب الأخلاقي فهي على الشبه والتماثل والاسلوب الواحد . في القرن التاسع عشر إبان ازدهار الصهيونية ثم تمكنها وامتلاكها لقوة وعصب الحياة بعد الحرب العالمية الأولى (1914- 1918م) إزدادت ملامح التقارب أو التشابه والالتفاء لدرجة مذهلة ملامح التقارب أو التشابه والالتقاء لدرجة مذهلة مع كل الفاشيات وأفكار التعصب فكان ذوو القمصان الزرقاء من أعضاء العصابات الصهيونية , وذوو القمصان البنية لشبيبة هتلر , وذوو القمصان السوداء لشبيبة موسوليني , يمثلون أسلوبا واحدا في التمايز وإبراز أنفسهم فوق الجميع . وكذلك اعتماد الصهيونية والنازية نفس الألفاظ في وصف قواتهما المسلحة التي لا تقهر . وايضا إستعمال الالفاظ التحريضية وملامح القومية الاستعلائية زمنيا ودينيا , والادعاء بالتفوق العرقي الطبيعي والنقاء العنصري ودونية الآخر ثقافيا وحضاريا .كذلك نظرية المدى الحيوي عند النازيين , ما أباح لهم احتلال البلدان الأخرى التي تشبه الحدود الآمنة عند الصهاينة بهدف التوسع والاستيطان . حتى أساليب الخطابة والعبارات ورسم الأهداف كانت تلتقي وتتشابه بين النازيين والصهاينة .

افكار واحدة
إن الصهيونية لا تقل خطرا عن النازية وسوء ممارستها , بل فاقتها عنصرية وتعصبا عرقيا . فكلاهما قام على التفوق العنصري والنقاء العرقي والتقا في كونهما نظريتين عرقيتين متنافستين فالنازية نادت بشعار ( المانيا فوق الجميع ) وتفوق الشعب الآري , وقالت الصهيونية بأنهم ( شعب الله المختار ) وأحباؤه . وكان للنازية هتلر واحد , بينما للصهيونية ألف هتلر وفوهرر أمثال ابن غيوريون وبيغن وماهانا وشارون وغيرهم من نازية الصهاينة .وكانت النازية بتعاون الصهيونية تلاحق اليهود كدين , انطلاقا من أفكارهم القائلة إن كل تضاد ديني ينجم عنه تضاد سياسي لانحرافاتهم الخلقية وكذبهم وفجورهم بل ان جميع دول اوروبا احرقت كتبهم التلمود وطردتهم من اوروبا بسبب كراهيتهم وعدوانيتهم وخطرهم , وما وثيقة الرئيس الامريكي بنيامين فرانكلين عام 1789م بقوله :  (إن لم تبعدوا اليهود نهائيا فلسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم في قبوركم، إن اليهود لن يتخذوا مثلنا العليا ولو عاشوا بين ظهرانينا عشرة أجيال .... إن اليهود خطر على هذه البلاد إذا ما سمح لهم بحرية الدخول، إنهم سيقضون على مؤسساتنا، وعلى ذلك لا بد من أن يستعبدوا بنص الدستور ) إلا لتؤكد من خطر اليهود على امريكا والعالم ومطالبا ان يسن قانون يحرم دخول اليهود امريكا . فالصهيونية اليوم تلاحق الاطفال والنساء والشيوخ في أرض فلسطين وتقلع الاشجار وتقتل الحيوانات وتهدم البيوت على أصحابها الشرعيين , وتوسعت النازية على حساب شعوب أوروبا انطلاقا من فكرة المجال الحيوي . وتوسعت الصهيونية على حساب شعوب آمنه مطمئنة انطلاقا من فكرة الجذور التاريخية والحدود الآمنة , وتقوم النازية على فكرة أن جميع الأشخاص المنحدرين من العرق الالماني أو تربطهم قرابة الدم بالأصل الالماني فهم يكنون ولاءهم لألمانيا . وتقوم الصهيونية على فكرة أن كل يهودي أينما كان في العالم فهو صهيوني , ويكن ولاءه للصهيونية ولإسرائيل فيهما من حيث الاسلوب واحد والممارسة واحدة والفكر واحد . فعندما رفعت النازية شعار تحرير المانيا من اليهود اكملته الصهيونية بشعار متمم له بمتابعة هجرة اليهود إلى فلسطين .انتهت النازية وغابت عن الوجود لفظاعتها وكل العالم يلعنها وظهرت الصهيونية بأبشع صورها ولن تصل المرحلة التي وصلتها النازية وستنهار وستختفي من الوجود وكل العالم يلعنها ويلفظها . ( حقائق واباطيل في تاريخ بنى اسرائيل – فوزي محمد حميد ).

شعارات متشابهة
يقول جابوتنسكى قيادي بالحركة الصهيونية  ولد في اكرانيا عام 1880م : ( شعب واحد , أمة واحدة : إسرائيل ) . ويقول هتلر ,شعب واحد , دولة واحدة , زعيم واحد : ألمانيا ) , ويقول تيودور هرتزل : ( لقد أقمت الدولة اليهودية في بال , وربما تثير هذه الكلمات الضحك اليوم . لكنها بعد خمسين سنة ستصبح بالتأكيد أمرا واقعا ) قالها في بال عام 1897م , وبعد خمسين سنة أعلنت قيام الكيان الصهيوني الغاصب  لفلسطين سنة 1948م . ويقول أدولف هتلر : ( لقد أسست في ميونخ نواة الحزب النازي ... وقد قدر لي أن أقوم بالمهمة المقدسة , مهمة إقامة دولة بمائة مليون ألماني يعيشون في أرضها عيشة راسخة .... وربما أثار هذا ضحك البعض اليوم .... ولكن أمهلوني أربعة أعوام )
ألم تكن هذه شعارات المستعمرين للجزائر والمغرب وتونس وليبيا ومصر وأفريقيا كذلك كانت هذه الافكار المستكشفين البرتغاليين والإسبان في غزوهم للأمريكيتين والعالم الجديد وقضائهم المبرم على حضارات الأنكا والمايا والمكسيك والهنود الحمر وعلى الامم والشعوب فيها  إنها نفس الادعاءات عن التفوق الرجل الأبيض واحتلال بريطانيا للهند واجبها الأخلاقي في تدمير هذه الأمة الكبيرة وابتزاز الصين وحروب الأفيون , وحروب نابليون بونابرت في مصر وإبادته الجماعية في يافا , ومجازر فرنسا في الجزائر وقصف الفرنسيين لدمشق بالطائرات والمدفعية إبان فترة الانتداب . وكانت ذروة التجارب في الابادة الجماعية والتدمير والحرق والمجاز وتشريد السكان ما قامت به الصهيونية في فلسطين . ومع ذلك يتساهل قادة الغرب بكل دولها والولايات المتحدة تقودهم . فنجدهم يصرحون أنهم يتفهمون ممارسات الكيان الصهيوني في قتل النساء والأطفال والشيوخ وإبادة قرى بأكملها والتهجير القسري لسكان  أكثر من ألف قرية وللملايين من الشعب الفلسطيني  بداية منذ انتداب بريطانيا لفلسطين  بعد الحرب العالمية الأولى ومن ثم بعد إعلان كيانهم الغاصب وما تلاها بعد حرب 1967م , وما عدوانهم اليوم على غزة إلا استكمال لمشروعهم المؤجل بتهجير سكان فلسطين وتصفية القضية الفلسطينية كل ما يرتكبه الكيان الصهيوني يعتبره الغرب تكفير عن محارق وإبادات ضد اليهود قام بها الغرب وفيها الكثير من الغالو والمبالغات . والحقيقة التاريخية أن النازية قد قتلت أكثر من عشرين مليون روسي وملايين البولونيين وأكثر من سبعة ملايين غجري في يوغسلافيا ورومانيا وبلغاريا والمجر أثناء الحرب العالمية الثانية ولم يحرك العالم ساكنا ! وكأن على الشعب الفلسطيني البرئ أن يكفر عن جرائم الغرب ضد اليهود .

تحالفات وتعاون
ان النازية قدمت خدمات جلية للصهيونية التي تواطأت بشكل مريب معها والدراسات والتحقيقات كثيرة جدا في هذا المجال . إذ ارتضت الصهيونية بكل خبث وسادية متوحشة أن تسكت على مجازر النازيين . وهي التي أسكتت كل الأقلام والأصوات التي أرادت أن تحتج في حينه , مستغلة هذه الجرائم وجاعلة منها محركا منها لتحقيق حلمها في الدولة اليهودية بفلسطين لضغط بهذه المجازر على يهود اوروبا لترحيلهم إلى فلسطين .وقد تمادت الصهيونية حتى أنها ابتزت العالم أجمع بهذه الأحداث للحصول على دعمه وصمته في أحيان كثيرة بل وتواطئه كي تحقق حلمها الموعود . واستباحت الصهيونية لنفسها كل شيء وارتدت على فلسطين والفلسطينيين والعرب لتتصرف بحرية مطلقة منفلتة من كل رادع ديني أو أخلاقي أو سياسي أو أنساني بدعم الغرب وبسلاحه وبماله وبتأييده وتآمره .حتى أنه حين أصدرت الأمم المتحدة في جمعيتها العمومية قرارا بمساواة الصهيونية بالعنصرية  عام 1975م سرعان ما انقضت الولايات المتحدة الأمريكية على القرار حتى ألغته بعد مضى عدة سنوات على اعتماده . كتبت مجلة ( دير شبيغل ) الألمانية عام 1966م : ( أدى انتصار الألمان المعادين للسامية – الحزب النازي) إلى بعث بهجة غير عادية في نفوس الصهاينة . فقد رأوا فورا في هذا الانتصار هزيمة ليهود الغرب المثقفين الذين لم يكترثوا إطلاقا بالصهيونية وفضلوا التطور والانخراط بين الشعوب الأخرى . وبما أن النازيين والصهاينة رفعوا العنصر والجنس فوق كل شيء فقد كان من المحتم أن ينشأ بينهم جسر مشترك . فلقد تعاونت الصهيونية وتآمرت مع النازية لتوظيف الهولوكوست المحرقة في مشروع الهجرة اليهودية إلى فلسطين .

اهداف وغايات
مع بداية الحرب العالمية الثانية وصدور الكتاب الأبيض في لندن فقد قام الصهيونية عبر في صيف 1941م تواصل مباشر مع النازية وكان إسحاق شامير الذي أصبح فيما بعد رئيسا لوزراء الكيان الصهيوني معنيا مباشرة بإقامة هذه الصلات حتى ان الصهيونية أعدت ( مشروع اتفاق) يحدد أسس تحالف بين ( حركة التحرر الوطني اليهودي ) وبين الرايخ الثالث من أجل ( إقامة نظام دولي جديد) . إن رغبة النازيين بالتخلص من يهود أوروبا , تلاقت مع رغبة الصهاينة في جذب اليهود الأوروبيين إلى فلسطين , ولم تكن لتشكل على ما يبدو عائقا وجه تحالف كهذا , ولكن النازيين رفضوا ذلك بعد فترة من التردد . وقد وجدت كل منهما في الأخري عونا على تحقيق أهدافها , حتي في مصادمتها لهذا كان الشاب الصهيوني يهتف : ( ألمانيا لهتلر , وإيطاليا لموسوليني , وفلسطين لجابوتنسكى ) في الوقت الذى كانت فيه النازية تؤرث العداء ضد السامية . وقد عمقت كل من النازية والصهيونية الاعتزاز بالخصوصية القومية كره الغير أو تحقيره , وكما كان على اليهودي في كل مكان أن يكون ولاؤه لإسرائيل , فإن على جميع المنحدرين من العرق الألماني أن يكون ولاؤهم الأول لألمانيا . وقد عرف استرايخر ألمانيا العظمي بأنها : ( أرض يمكن أن يعيش فيها كل الألمان , وكل الشعوب التي تجرى فيها دماء ألمانية ) , تماما كما حرى عليه التفكير الصهيوني على أرض فلسطين  , لهذا التقت كثير من الأفكار النازية والصهيونية حول التركيز على الماضي والمستقبل وإنكار التاريخ الحقيقي وإعادة صياغته ومعاداة الفكر المتحرر  بل إن الصهيونية شاركوا بشكل ملحوظ في العمل على سيطرة النازية .
وبمقتضى اتفاقية ( الهعفراه ) بين النازيين والمستوطنين الصهاينة في فلسطين . صرح النازيون لليهود بالهجرة ووافقوا على الإفراج عن أموالهم على أن تودع في أحد البنوك الألمانية , وأن يتم إنفاقها داخل ألمانيا ذاتها , عن طريق شراء البضائع والآلات ومنحت ألمانيا مؤسسة (الهعفراه ) الصهيونية حق احتكار البضائع الألمانية المصدرة إلى فلسطين وترتب على هذا استيؤاد خيرة الفنيين اليهود الألمان والآلات الألمانية التي كانت تحتاجها المستوطنات الصهيونية. ولما صار ( كاستنر) مسؤولا عن إنقاذ المهاجرين اليهود من بولندا وتشيكوسلوفاكيا ربطته علاقات مباشرة بالناوية وهو الذي أقنع اليهود الذين تقلهم القطارات إلى معسكرات الإبادة بأنهم ذاهبون إلى معسكرات تدريب معني وايضا اشرفت الصهيونية على وضع خطة لإبادة اليهود الألمان المسنين والفقراء . لهذا انعكس العنف النازي الصهيوني على الوجود اليهودي في فلسطين فتألفت الجمعيات المنظمات الصهيونية الإرهابية وظهرت عصابات ( الهاجاناه ) أي  الدفاع و( أرجون زفاي لومى) أي الهيئة الوطنية الحربية و( اشتيرن ) نسبة إلى زعيمها الذي كان أحد أفراد العصابة التي اغتالت اللورد موين البريطاني في القاهرة سنة 1945م .

تواطؤ الصهيونية وكذبة المحرقة
لم يكن خافيا  دور الصهيونية  المؤثر في كل ما حدث لألمانيا فور انتهاء الحرب . ففي كتاب (الستار الحديدي) للكاتب الأمريكي جون بيتي خلال خمسينيات القرن الماضي أشار( إن إسرائيل الضئيلة , تلك الدولة التي تطفو على بحار من الدم , قد ورطت العالم في مشكلات عديدة , ومن الأمثلة الصارخة أن رسالة من تل أبيب سلمت في مارس 1951م  إلى واشنطن ولندن وباريس وموسكو تحث فيها الدول التي تحتل ألمانيا ألا توافق على منح السلطة الكاملة لأية حكومة ألمانية بدون اشتراط  دفع التعويضات لإسرائيل , وتبلغ هذه التعويضات 15 مليار دولار . وقد قيل في تبرير دفع هذه الأموال أنها تعويضا عن ستة ملايين يهودي قتلهم هتلر - من خلال مزاعمهم بمحرقة الهولوكوست النازية , بالإبادة الجماعية لليهود خلال الحرب العالمية الثانية بمحرقة على يد هتلر- لكن الذي يرجع إلى الاحصاءات لا يملك إلا أن يعجب كيف وصل عدد القتلى إلى هذا الرقم . فعدد اليهود في ألمانيا عام 1939م كان 600 ألف نسمة , ومن هذا العدد جاء إلى الولايات المتحدة الكثيرون , كما ذهب البعض إلى فلسطين , أما يهود أوروبا الشرقية فقد هربوا أمام جيوش هتلر ولجئوا إلى روسيا . وهنا نتساءل كيف ينسب إلى هتلر أنه قتل ستة ملايين يهودي !) حتي أن هتلر خلال الحرب العالمية الثانية لم يتهمه أحد بمعاداة السامية . وقد أخذ المد العدواني ضد اليهود طريقه في ألمانيا سنة 1933م . عقب تولى النازية الحكم , فقد أصدر هتلر قرارا بمقاطعة اليهود في أول أبريل 1933م باعتبارهم لصوصا وجواسيس على ألمانيا . وسمح للصهاينة وحدهم بمزاولة نشاطهم وجمع التبرعات من أجل تشجيع الهجرة والاستقرار في فلسطين . وفي السابع من أبريل من نفس العام أصدر قرارا بفصل كل من ليس آريا من عمله . وفي 15 سبتمبر 1935م صدر القانون الذي يقضي بضرورة الاحتفاظ بالدم الآري , وأصبح اليهود مواطنين من الدرجة الثانية , مما ساعد على تحقيق الأماني الصهيونية , فقد كانت الصهيونية يسعون إلى ذلك حتي يسارع اليهود بالهجرة فهاجر كثيرون إلى أمريكا وفلسطين . وفي مارس 1941م صدر قرار بالقضاء البيولوجي على اليهود وسيق الألوف أو الملايين كما يدعون إلى غرف الغاز في معسكرات الاعتقال في المانيا ( كذبت دراسة جامعية فرنسية نوقشت عام 1986م هذه الدعوى الكبرى التي روج لها الصهاينة بما يسمى بالمحرقة الهولوكوست ) لكن ما جاء في كتاب ( جاحاش ) أي التصلب الإنساني بقلم المحامي وعضو البرلمان ( الكنيست ) شموئيل تمير , وما ورد في محاكمة الدكتور كاستنر . كشف عن الدور الخطير الذي لعبه رؤساء الوكالة اليهودية في هذا السبيل وأفاد بأنه كان لهم التأثير المباشر في إبادة يهود هنغاريا البالغ عددهم 850 ألف , من أجل التوجه إلى العالم بعد ذلك للمطالبة بثمن تلك المجزرة التي حدثت أو ادعوا حدوثها , وكان الثمن في ذلك الحين إقامة دولة صهيونية في فلسطين . وقد اعترف حاييم لنداو عضو الكنيست الصهيوني في صحيفة ( معاريف) بأن الوكالة  اليهودية كانت تعلم عن إبادة اليهود سنة 1941م . وزعماء هذه الوكالة لم يلتزموا الصمت بل هم صمتوا عندا وأخفوا ما يعلمونه  ). حتى أن ( كاستنر) الرئيس الساب للجنة الصهيونية الخاصة بإنقاذ اليهود المجريين اعترف أنه كان على علاقة مباشرة مع القادة النازيين الذين أبادوا نصف مليون يهودي مجري بحسب اعترافه . وكان كاستنر يعلم سلفا عن خطط الإبادة لكنه التزم الصمت . ويتضح ان القادة الصهاينة اليوم الذين يتباكون على محرقة الهولوكوست لم يفعلوا شيئا وقتها ولم تبذل أي جهد منهم لمنع المجازر النازية طوال فترة الحرب العالمية الثانية . كما أن الصهيونية لم تساعد اليهود الذين كانوا على شفا الإبادة في أوروبا المحتلة من قبل هتلر . فلقد استخدم اليهود الأوروبيون كوقود في سياق تحقيق هدف الصهيونية العالمية .

استغلال وخداع
استغل الإرهاب النازي والأوروبي كمبرر لكل  إرهاب صهيوني في فلسطين فيما بعد واعتبر هلاك الشعب الفلسطيني نتيجة طبيعية ومسلما بها كحضارة متخلفة وجنس أدني حسب معايير العنصرية الصهيونية كما فعل الأوروبيون والامريكييون مع الهنود الحمر في امريكا الجنوبية والشمالية ) فالصهيونية قامت على أرض الشعب الفلسطيني وعلى حساب آلامه وعذابه ومآسيه بحيث دفع وما زال يدفع شعب آمن ثمن جرائم الغرب وعنصريته وغسل بآلامه ودمائه ضمير الغربيين الملوث والمنافق . لقد تواطأ الغدر البريطاني والخداع مع العنف الصهيوني . فقد كان الأوربيون على يقين بأن المشروع الصهيوني لا أخلاقي في جوهره وأن اليهود الصهاينة لا يتورعون عن ارتكاب الجرائم والموبقات في سبيل تحقيقه ولو حتى على جثث اليهود وممتلكاتهم الذين يعارضوا فكرة الصهيونية وانشاء وطن لليهود في فلسطين فقد قامت الصهيونية بنسف كنائس ومعابد وممتلكات وسفارات وقتل اشخاص وسفراء وقادة يهود أو حلفاء بأيد يهودية وبواسطة أجهزة مخابرات وعملاء وجواسيس يهود لكي تلصق التهم بالعرب أو بأجهزة معادية بهدف تحفيز وتسخين فكرة اللاسامية واستدرار العطف لصالح فكرة اضطهاد اليهود ولخدمة خطط الهجرة اليهودية والاستيطان فكل شيء يساعد على اقامة الدولة اليهودية وتوسعها وتقويتها وتسليحها مرغوب فيه ومسكوت عنه ومدعوم . وحتى محاكمات نورمبرغ وملاحقة الدولة الصهيونية للقادة النازيين بعد الحرب العالمية الثانية لم تكن إلا لإخفاء التعاون السري والتآمر الواعي بين الصهيونية والنازية  .وهكذا استغل الإرهاب النازي والأوروبي كمبرر لكل الإرهاب صهيوني في فلسطين فيما بعد واعتبر هلاك الشعب الفلسطيني نتيجة طبيعية ومسلما بها كحضارة متخلفة وجنس أدني حسب معايير العنصرية الصهيونية كما فعل الأوروبيون والأمريكيون مع الهنود الحمر في امريكا الجنوبية والشمالية ) فالصهيونية قامت على أرض الشعب الفلسطيني وعلى حساب آلامه وعذابه ومآسيه بحيث دفع وما زال يدفع شعب آمن ثمن جرائم الغرب وعنصريته وغسل بآلامه ودمائه ضمير الغربيين الملوث والمنافق .فالحقيقة فلا تفاهم بين اليهودية والمسيحية وكل منهما تنبذ الاخرى وما نجده من تفاهم والتقاء مزيف بينهم ما هو الا نتيجة تحكم الصهيونية بكثير من دول العالم المسيحي وسيطرتها على مقاليد الامور فيها التي تذعن لها بحكم المصالح المشتركة والعلاقات المتبادلة للتكون فلسطين أرضا وإنسانا هي ضحية للصهيونية وإلى اليوم بتواطؤ الغرب مع الصهيونية النازية بدأ بمجزرة دير ياسين التي راح ضحيتها 250طفلا وامرأة وشيخ قبل إعلان كيانهم في 15 مايو1948م  والتي وصفها بيغن بقوله: ( ‘ن دولة إسرائيل ما كانت لتقوم لولا الإنتصار في دير ياسين ) . فالإرهاب الصهيوني تاريخ عريق في البشاعة وحافل في الفظاعة وهو طبيعة راسخة في الشخصية الصهيونية فالدموية والعدوانية والنزعة الإجرامية من أبرز مقوماتها والإرهاب سلوك عقائدي يعكس تلك الطبيعة العدوانية الصهيونية النازية إلى اليوم .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا