أخبار وتقارير

« أبعـاد ودلالات » قرار منع العبور الشامل لجميع السفن المتوجهة إلى « إسرائيل »

« أبعـاد ودلالات » قرار منع العبور الشامل لجميع السفن المتوجهة إلى « إسرائيل »

حيثما تكمن القوة يكون التحدي ولا أقصد بالقوة هنا قوة امتلاك السلاح أو المال أو وسائل التكنولوجيا المتطورة والحديثة وإنما القصد قوة القدرة على اتخاذ القرار الحاسم في الوقت المناسب والمكان المناسب ،

وتلك هي القوة التي تفردت في حيازتها وامتلاكها قيادة شعبنا اليمني ، التي تتوالى قراراتها الحكيمة المعبرة عن حقيقة ارتباطها الكامل بالله وتوكلها عليه وثقتها بنصره وتأييده لها خلال معركة نصرتها ودعمها ومساندتها للشعب الفلسطيني وانتصارها لقيم ومبادئ الدين الإسلامي ومقدساته الشريفة وكذا الانتصار لدماء الأبرياء من أطفال ونساء غزة الأبية التي تستبيحها الإدارة الأمريكية والصهيونية بصور وأشكال وطرق متعددة كان آخرها وأقبحها فيتو واشنطن في مجلس الأمن ضد قرار إيقاف العدوان الإسرائيلي الذي جاء رد صنعاء الأبية عليه باتخاذ قرار منع العبور الشامل لجميع السفن المتوجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر ومضيق باب المندب ، وهو القرار الذي نحاول الوقوف على دلالاته وأبعاده في سياق هذا التقرير :

تقرير - عصام نجاد
في تطور جديد لمسار وقائع وأحداث معركة طوفان الأقصى اتخذت القيادة الثورية والسياسية والعسكرية اليمنية قرارها التاريخي المتمثل بقرار منع العبور الشامل لجميع السفن المتوجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر ومضيق باب المندب ومحاصرة الكيان الصهيوني عبر منع أي إمداد له عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب ما لم يفتح المنافذ لدخول الماء والغذاء والدواء والوقود لغزة.

قرار حاسم
وعلى الرغم من أن هذا القرار هو في حقيقة الأمر امتداد لقرارها السابق المتمثل بمنع أية سفينة صهيونية من المرور في البحر الأحمر ومضيق باب المندب تبقى الحقيقة التي يجب على الكيان الصهيوني ومن ورائه إدارة بايدن الأمريكية إدراكها هي حقيقة أن هذا القرار الأخير لصنعاء ليس استعراضاً للعضلات أو للمزايدة الإعلامية، ويكفي للتأكد من ذلك مراجعة الإجراءات العملية التي اتخذتها صنعاء لتنفيذ قرارها السابق ، وكيف دخلت حيّز التنفيذ بإجراءات عملية أسفرت عن احتجاز سفينة إسرائيلية ومهاجمة اثنتين، وإجبار البقية على تغيير مساراتها.

الأمر لم يعد تصريحات
ولكي تتأكد لها حقيقة أن الأمر لم يعد محض تصريحات لإقلاق الكيان المحتل أو إرباكه ضمن خطوات التصعيد التدريجية المطردة التي يتبناها محور الجهاد والمقاومة في المنطقة، بقدر ما هو انخراط كامل في عمليات حربية كاملة يعلي فيها من سقوفات تضامنه مع غزة ومناصرته للشعب الفلسطيني.

عاجلا أم آجلا
على إدارة واشنطن (التي سارعت إلى اتخاذ قرار فيتو معارضتها ورفضها لمشروع قرار إيقاف العدوان الإسرائيلي في مجلس الأمن مؤخرا ) أن تعيد النظر فيما تعرض له الكيان الصهيوني من هزائم متلاحقة في قطاع غزة وما تعرض له من ضربات موجعة ومؤلمة في إيلات وأم الرشراش والبحر الأحمر ومضيق باب المندب ، وما يمكن أن يتعرض له الكيان مستقبلا من هزائم متلاحقة وضربات موجعة ضمن خارطة جغرافية ومكانية وزمانية ، أقل ما يقال إنها ستتسبّب في إرباك إقليمي للانتشار العسكري الأميركي المُشارك في العدوان على غزة، وسترفع من مستوى التحدي من جانب محور المقاومة، وستساهم في إجبار واشنطن وإرغامها عاجلا أو آجلا على إعادة حساباتها السياسية والأمنية للمشهد الإقليمي برمته.

رسالة واضحة
ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، مساء السبت، في بيان عسكري متلفز تداولته غالبية القنوات الفضائية ووسائل الإعلام رسالة واضحة ، حيث قال العميد سريع في بيانه، إن القرار اتُخذ من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة، وستظل السفن المتوجهة إلى إسرائيل هدفاً مشروعاً لقوات صنعاء حتى يتم إدخال كل ما يحتاجه أبناء القطاع من غذاء ودواء.

ردا على التساؤلات
وردا على التساؤلات المتعلقة بكيفية أو إمكانية تنفيذ ما جاء في بيان القوات المسلحة بشأن توسيع الحظر على كل السفن المتوجهة إلى إسرائيل،  جاء تأكيد العميد عبدالله بن عامر نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة بالقول أن "اليمن لم يسبق أن اتخذ قراراً لم يكن قادراً على تنفيذه، وقد أثبتت الأيام والأسابيع الماضية مستوى القدرة اليمنية على منع الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، رغم الإجراءات الاحتيالية والتهديد العسكري".
وبالمقابل على إدارة واشنطن والكيان الإسرائيلي والأنظمة العميلة لهما في المنطقة أن تدرك أن قرار صنعاء جدي وسيجد طريقه إلى ميدان التنفيذ العملي وأن محاولات أمريكا وبريطانيا أصبحت مكشوفة وهي محاولات تنفيذ بعض أساليب الاحتيال على قرار صنعاء في مرحلته الأولى، المتمثلة في منع مرور السفن الإسرائيلية والمرتبطة بالكيان عبر البحر الأحمر وباب المندب، كأن تكون السفينة التي تنقلها غير إسرائيلية ولا مرتبطة بالكيان الغاصب، لكن الحيلة تكمن في أن يكون جزء من حمولتها متجهاً إلى إسرائيل.

أسلوب احتيال مكشوف
وأن أسلوب الاحتيال المشابه، الذي تحاول من خلاله الأنظمة العميلة في المنطقة مثل النظام السعودي والإماراتي توصيل ما تحتاجه إسرائيل من المؤن، هو الآخر قد أصبح مكشوفا ولم يعد فاعلا بعد اتخاذ صنعاء قرار توسيع حظر عبور السفن الإسرائيلية من البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ليشمل جميع السفن المتوجهة إلى إسرائيل من مختلف الجنسيات.
مع الإشارة إلى أن نظام العمالة والتطبيع الإماراتي حتى وإن كان قد نجح في إقامة جسر بري لنقل البضائع بين ميناءي دبي وحيفا، يمر عبر السعودية والأردن، فإن قرار صنعاء الأخير سيضع حداً لكل هذا التواطؤ الداعم لإسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا