اليمن .. يفرض معادلات جديدة مع العدو الصهيوني

في إطار المسؤولية الدينية والإنسانية تجاه ما يتعرض له سكان قطاع غزة والشعب الفلسطيني  من جرائم الإبادة الجماعية والتجويع وسياسة التهجير القسري بوسائل واساليب متعددة منها المجازر المروعة من قبل الاحتلال الصهيوني

التي يمارسها بإلقاء القنابل المدمرة والفتاكة على كل مناطق قطاع غزة.. تواصل القوات المسلحة اليمنية القيام بدورها التاريخي  بإسناد المقاومة في قطاع غزة عسكريا وتقديم كل أشكال الدعم اللازم لإيقاف مذابح العدو الصهيوني وكسر الحصار الظالم الذي تفرضه حكومة وجيش الاحتلال منذ الـ7 من أكتوبر المنصرم .

خاص - 26 سبتمبر
وفي خضم معركة طوفان الأقصى التي دخلت شهرها الثالث والمقاومة الفلسطينية الباسلة تخوض اروع صور البطولة والفداء في مواجهة جيش الاحتلال الصهيوني والهيمنة الامريكية.. كان ولا يزال لليمن وقيادته الثورية والسياسية والعسكرية القول الفصل في فرض معادلات ردع  اصابت العدو الصهيوني في مقتل وجعلته يعيش اسوأ لحظاته منذ العام 1948م.. وما بين الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة التي تطال عمق كيان العدو في الاراضي المحتلة اتخذت القوات المسلحة اليمنية مسارات تصاعدية في مواكبة مجريات المعركة في قطاع غزة وسياسيا ايضا من خلال فرض قيود تمنع حركة الملاحة الاسرائيلية في البحرين الاحمر والعربي الذي اكدته القوات المسلحة في بياناتها المتتالية.

مخاوف وخسائر كبيرة
خلال العمليات المتواصلة الي تسند من خلالها القوات المسلحة المقاومة في قطاع غزة تتناول وسائل اعلام العدو الصهيوني بنوع من التجاهل وعادة ما يربط رئيس وزراء الاحتلال بين تلك الضربات والعمليات في البحر الأحمر مع ايران مدعيا بأنها من تقف خلف تلك  العمليات, ولكن في التحذير الأخير الذي اعلنه متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع في البيان الأخير للقوات المسلحة بأن كل السفن المتجهة نحو اسرائيل ستصبح هدفا مشروعا, لاحظنا ولاحظ الجميع كيف بدا نتنياهو مرتبكا ومهزوزا ومتوسلا لبايدن في الرد على من اسماهم "الحوثيين" ولم يتطرق لإيران في كملته الأخيرة عقب بيان القوات المسلحة اليمنية.

منع السفن الاسرائيلية
وكان بيان القوات المسلحة قد اوضح انه وبعد  النجاحِ الذي حققته  القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ بعونِ اللهِ تعالى في فرضِ قرارِها منعَ السُّفُنِ الإسرائيليةِ من الملاحةِ في البحرينِ الأحمرِ والعربي.
ونتيجةً لاستمرارِ العدوِّ الصهيونيِّ في ارتكابِ المجازرِ المروعةِ وحربِ الإبادةِ الجماعيةِ والحصارِ بحقِّ إخوانِنا في غزة.
أعلنت القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ عن منعِ مرورِ السُّفُنِ المتجهةِ إلى الكيانِ الصهيونيِّ من أيِّ جنسيةٍ كانتْ، إذا لم يدخلْ لقطاعٍ غزةَ حاجتُهُ من الغذاءِ والدواءٍ وستصبحُ هدفًا مشروعًا لقواتِنا المسلحة.
وقال بيان العميد سريع في بيان القوات المسلحة: "حرصًا منَّا على سلامةِ الملاحةِ البحريةِ نحذرُ جميعَ السُّفُنِ والشركاتِ من التعاملِ مع الموانئِ الإسرائيلية."
وتابع: تؤكدُ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ حرصَها الكاملَ على استمرارِ حركةِ التجارةِ العالميةِ عبرَ البحرينِ الأحمرِ والعربي لكافةِ السُّفُنِ ولكافةِ الدولِ عدا السُّفُنِ المرتبطةِ بالإسرائيلي أو التي سوفَ تقومُ بنقلِ بضائعَ إلى الموانئِ الإسرائيلية."
وأشار البيان ان القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ سوفَ تقومُ بتطبيقِ هذا القرارِ من لحظةِ إعلانِ هذا البيان."

تفاعل عربي ودولي واسع
وعقب بيان القوات المسلحة اليمنية عبر كثير من النشطاء العرب والأجانب عن الارتياح البالغ إزاء الموقف اليمني الشجاع تجاه نصرة اخوانهم في قطاع غزة وفرض حصار بحري شامل على كيان الاحتلال الصهيوني جراء جرائمه وحصاره الظالم على سكان قطاع غزة .
حيث بقول الكاتب عبدالله النقيب: "أفسدت صنعاء على إسرائيل عملية الالتفاف لتمرير سفن وسيطة غير إسرائيلية عبر البحر الأحمر لإدخال بضائعها إلى موانئ إسرائيل، قرار التصعيد الجديد للقوات المسلحة اليمنية حول الاتفاقيات الإسرائيلية الالتفافية الأخيرة إلى رماد، في قدرة إضافية محسوبة لصنعاء وهي تتصرف بحنكة وتسد أي ثغرة يفكر الإسرائيليون والأمريكيون العبور منها، ما يجعلها تبدو أكثر قوة في التأثير على صناع القرار في واشنطن وتل أبيب "
انعكاسات الموقف اليمني لدى العدو حيث اشارت صحيفة يدعوت احرنوت: "الى ان اليمن فرض حصارا بحريا شاملا على اسرائيل".

محاولة التدويل ستفشل
حاولت حكومة الاحتلال التخلي عن ملكيتها للسفن الاسرائيلية التي تم استهداف بعض منها والسيطرة على احداها بهدف التدويل وجلب تأييد دولي وايجاد قوة دولية في باب المندب لحماية مرور سفنه , وقد اوضحت القوات المسلحة ان منع مرور سفن العدو الصهيوني مرتبط بوقف العدوان على قطاع غزة وانهاء الحصار وادخال المساعدات فيما الملاحة في البحريين الاحمر والعربي آمنة لكل الدول التي لا ترتبط بكيان العدو بأي شكل من الأشكال.

انهزام عسكري ونفسي واضح
التهديد الصهيوني بالتصرف عسكريا والرد على اليمن كما اشار نتنياهو ان لم تتخذ امريكا أي اجراء يعكس مستوى الهزيمة التي وصل كيان العدو وفي نفس الوقت يدرك انه ستكون العواقب وخيمة عليه وعلى من يموله ويدعمه.

حصار بحري
وفي تداعيات التحذيرات الأخيرة للقوات المسلحة قال مستشار الامن القومي الاسرائيلي للقناة 12 أن ما يفعله من اسماهم بـ"الحوثيون" هو حصار بحري على اسرائيل وان نتنياهو ابلغ قادة امريكا وفرنسا والمانيا ان عليهم ان يتحركوا وإلا فستتحرك اسرائيل.
وقد علق العميد عبدالله بن عامر نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي على ذلك بالقول: "بالتأكيد ان الجانب الاسرائيلي سوف يتحرك لأن القرار اليمني سيؤثر بشكل سلبي على موقفه سواء في الاقتصاد او حتى الجانب العسكري ولهذا نتوقع صدور مواقف اسرائيلية هذا أولاً.
ثانياً: لجوء الاسرائيلي الى الامريكي وقادة الدول الغربية ايضاً سيدفع تلك الدول اما للدفع بالاسرائيلي الى وقف عدوانه وفتح المجال لتدفق الغذاء والدواء الى غزة او سوف تستمع لتوجيهات الاسرائيلي بشن عدوان على اليمن وبالتأكيد انها لن تختار الخيار الثاني لأسباب عدة يصعب شرحها وتناولها هنا.
ثالثاً: الاسرائيلي حاول ان يقول اذا لم تتحركوا فسوف نتحرك وهذا جزء من الضغط على تلك الدول الداعمة له وهنا سوف يبدأ الاسرائيلي بدراسة امكانيات الرد على اليمن وبالتأكيد ان كل الخيارات التي سوف يدرسها ويناقشها سوف تجعله يتورط لأن اليمن بالتأكيد يمتلك خيارات ايضاً للرد على اي تورط اسرائيلي.
عموماً ستكون هناك تهديدات خلال الساعات المقبلة وكلام وتصريحات بل ويمكن تحركات ومع كل ذلك فالخيار الاسلم لكل تلك الدول هو الاستجابة لما جاء في بيان القوات المسلحة من خلال اجبار الاسرائيلي على السماح بدخول المساعدات الى غزة وهنا نقول ان تلك الدول سوف تقرأ ما هو الأسلم بالنسبة لها وهو دفع الاسرائيلي للتنازل والتراجع او الدخول في صراع قد لا يتوقف عند اليمن وقد يمتد لاستهداف كل المصالح الغربية في المنطقة
نحن امام ساعات مهمة تتطلب المزيد من الهدوء والترقب.