أخبار وتقارير

إضرب بعصاك البحر

إضرب بعصاك البحر

حسين الديراني /

قبل ايام كان العالم العربي والاسلامي والعالمي ينتظر إطلالة قائد الثورة اليمنية السيد عبد الملك الحوثي ليدلي بخطابه المفصلي حول العدوان الهمجي البربري الوحشي الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الصمود,

أطل بخطابه بوجه ملائكي قوي متين منير, خطاب فيه صلابة وحكمة الانبياء, فيه ايمان القرآن كله وقدسيته, وفيه عزيمة الأولياء وعباد الله المخلصين.
بدأ كلمته المباركة بآيات بينات, ثم فصل كل مسارات العدوان الوحشي الاجرامي الصهيوني على الشعب الفلسطيني الصامد المقاوم المجاهد, العدوان الذي شاهده العالم كله بكل وحشيته وبربريته واجرامه, وتفاعل مع هول جرائم العدوان اصحاب الضمائر الحية بكل المشاعر الانسانية التي ترفض لغة القتل والابادة الجماعية والقتل العشوائي, وتحركت كل قوى محور المقاومة بعمليات اسناد ودعم لوقف هذا العدوان الوحشي, ودخلت في مواجهات عسكرية مع الكيان الصهيوني وسنده الامريكي المستكبر بكل قوة وعزم وثبات منذ بداية العدوان, فمن الجنوب اللبناني المجاهد المقاوم المضحي, الى العراق الحشدي الابي, الى يمن العزة والايمان والكرامة  ضمن استراتيجية موحدة في عدم ترك المقاومة الاسلامية الفلسطينية وحدها, وعدم السماح باستفرادها وهزيمتها مهما بلغت التضحيات من كافة المحور المقاوم, من دون المساهمة في تطور الامور الى حرب عالمية شاملة, رغم احتماليتها إن لم يتوقف العدوان عن مواصلة حرب الابادة الجماعية.
بينما بقي العالم المتوحش المتغطرس الشيطاني الذي تقوده " الويلات المتحدة الامريكية " مساندا للعدوان الصهيوني, ومواصلا دعمه العسكري والسياسي والاعلامي والمادي كي يستمر بالإبادة الجماعية في فلسطين, ومن بين تلك الدول العالمية المتوحشة دول عربية واسلامية, تريد القضاء على حركة المقاومة في فلسطين ودول المحور كي تكمل مسيرها في مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني من دون اعتراضات وتنديدات.
واصل السيد الحوثي فصل خطابه حتى وصل الى تعرية الدور الامريكي في العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة, وهذا مراد مقالنا حول الرسائل التي وجهها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي لأمريكا وحلفائها الدولي بخطابه المبارك.
القى سماحته مسؤولية العدوان على الشعب الفلسطيني واستمراره وعدم توقفه على عاتق الجانب الامريكي الذي يتحمل كامل المسؤولية والتبعات, لأنه الداعم الاول والاخير للعدو الصهيوني بكل اسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليا, والمساند له اعلاميا وماليا واقتصاديا, والمدافع عنه في المحافل الدولية والأمم المتحدة في تغطية جرائمه وارهابه في استخدامه حق الفيتو ضد قرارات أممية دولية بوقف فوري لإطلاق النار في غزة لحماية ما تبقى من المدنيين الأبرياء بعد ان ضج العالم الحر مستنكرا وغاضبا من مشاهد قتل ألاف الأطفال والنساء, وتدمير الحجر والشجر والبشر, وارتكاب مجازر لم تحصل في تاريخ الأمم البشرية على أيدي أعداء الله والانسانية الصهاينة الاسرائيليين المجرمين.
لم يكتفِ العدو الامريكي المتغطرس بمساندة العدو الصهيوني عسكريا واقتصاديا وسياسيا, بل ارسل بتهديداته العسكرية الجوفاء لقوى المقاومة التي تقوم بدورها الأخلاقي والديني والانساني المساند للمقاومة الفلسطينية التي تدافع عن أرضها وعرضها ومقدساتها, وتدافع عن شرف الأمة العربية والاسلامية, وبما أن الدولة اليمنية الايمانية المباركة التي يقودها قائد الثورة الامين المسدد السيد عبد الملك الحوثي  هي احدى ركائز محور المقاومة, بادرت بقيادته الحكيمة وتوجيهاته الشجاعة للجيش اليمني الى دك الكيان الصهيوني بالصواريخ والمسيرات البعيدة المدى التي ادخلت رعبا وهلعا داخل الكيان الصهيوني وداخل الادارة الامريكية الاجرامية, فقامت دفاعاتها الجوية ودفاعات الدول العربية الخسيسة المجاورة لكيان الاحتلال الصهيوني بإسقاط بعض الصواريخ الموجهة نحو قلب العدو الصهيوني, ومع مواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني قامت القوات البحرية اليمنية المباركة وبأمر من قائد الثورة إلى فرض حصار بحري على كل السفن البحرية الاسرائيلية او التي تحمل بضائع للعدو الصهيوني وعدم السماح لها بعبور مضيق باب المندب. وبما ان هذا الحصار الذي فرضته قوات البحرية اليمنية على السفن الاسرائيلية مع امكانياتها العسكرية المتواضعة امام الاساطيل البحرية الامريكية والدولية اثار غضب الادارة الامريكية فقامت بتشكيل تحالف دولي لتهديد وضرب القوات اليمنية, هذا التحالف الدولي الذي ضم دول اوروبية كبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا الى جانب العدو الامريكي عبر عنه قائد الثورة بتحالف دول لها تاريخ اسود بارتكاب الجرائم ضد الشعوب التي قاومت استعمارهم القديم والحديث, وسجلهم حافل بالجرائم الانسانية البشعة وليس غريب عليهم مساندة العدو الصهيوني الذي يشبههم بالبشاعة والجرائم الحديثة والتاريخية.
فوجه رسالته إلى العدو الامريكي مباشرة, إذا ارتكب حماقة في البحر فسيكون البحر مقبرة لجنوده وستغرق أساطيله بمن عليها, وهي أمنية الشعب اليمني أن تكون المواجهة مباشرة مع العدو الحقيقي الذي دفع بمرتزقته من الدول الخليجية لمحاربة الشعب اليمني لمدة ثماني سنوات وخرجوا مهزومين مدحورين أمام تضحيات وصلابة وشجاعة الشعب اليمني المقاوم, وذكره بهزائمه في فيتنام وافغانستان والعراق ولبنان, ونصح الدول الاوروبية التي تريد الادارة الامريكية الحمقاء توريطها بحرب مع الشعب اليمني ستكون خاسرة ومحرقة لهم, وأن لا يتورطوا في حرب تضر في مصالحهم الاقتصادية والعسكرية من أجل سلامة وحماية السفن الاسرائيلية, لأنه سوف تكون سفنهم الحربية والاقتصادية تحت مرمى وأهداف القوات اليمينة, أما الدول العربية المتورطة نصحها أن تقف وتتفرج ولا تورط نفسها مع العدو الامريكي, هذه الدول التي فقدت كل انسانيتها وشرفها واصبحت بوقا مساندا للعدوان على الشعب الفلسطيني العربي المسلم.
كما وجه كلمته الحاسمة للعدو الامريكي, ان شعبنا لا يخاف من تهديداتكم ولا اساطيلكم, فنحن اهل التقوى والايمان, واهل الصبر والنصر, سنفلق البحر بكم بعزيمة وايمان الانبياء, ونحطم جبروتكم عند باب المندب, فلا تمتحنوا صبرنا ولا قوتنا المستمدة من الله العلي العظيم, ونحن بانتظار ذلك اليوم الذي نواجهكم مباشرة وجه لوجه حتى تذوقوا ما ذاقوا عبيدكم المرتزقة في الخليج, فالأسلم لكم وللعالم ان تكفوا عن دعم عدوان الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة وتوقفوا العدوان حتى ينعم العالم بالسلام, فانتم المسؤولين عن عدم استقرار الأمن والسلامة في المنطقة بل بالعالم كله, وعن سفك الدماء بها, وانتشار الرعب والارهاب في العالم.
فكما سخر الله نبيه موسى عليه السلام ليفلق البحر ويغرق عدوه فرعون وجنوده, إننا نرى بشائر فلق البحر من جديد لإغراق فرعون العصر أمريكا على أيدي عبد من عباده المخلصين السيد القائد المسدد عبد الملك الحوثي دام ظله ونصره.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا