أخبار وتقارير

مؤشرات العد العكسي لزوال الكيان الصهيوني

مؤشرات العد العكسي لزوال الكيان الصهيوني

بعد مرور قرابة 100 يوم ونيف من عمر معركة المواجهة المصيرية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الكيان الصهيوني الغاصب ، باتت مؤشرات نجاح طوفان 7 أكتوبر الفلسطيني في تحقيق هدف الوصول بالكيان الصهيوني إلى مرحلة بدء العد العكسي باتجاه الزوال جلية وواضحة ،

ومنها على سبيل المثال فشل مشروع تشكيل ناتو الحماية الإقليمية للكيان إضافة إلى ضرب المقومات والقدرات الاقتصادية والديمغرافية والسياسية التي تمكنه من الاستمرار في تحقيق طموح الزعامة الإقليمية والعالمية وفقا لخرافة مملكة الرب والحق المقدس .. تفاصيل في السياق التالي :

طلال الشرعبي
حقيقة لم تعد خافية على أحد ، هي حقيقة نجاح طوفان الأقصى في ضرب فرص بقاء المشروع الصهيوني وإعادة إنتاجه إقليميا كمنصة تمكين وتحقيق لطموح الزعامة الإقليمية والعالمية بمنطق خرافته التاريخية (الحق المقدس لمملكة الرب) الذي أراد تحقيقه من خلال تطوير شبكة أمانه وحمايته الإقليمية إلى ناتو إقليمي يمكنه من إعادة تشكيل المنطقة بقواعد الزعامة الصهيونية وتقديم حلفائه قرابين في معركة تصعيده ضد الخصوم قبل أن يستفرد بالدول الإقليمية بعد الاستغناء عن دورها .

أزمات وصراعات حادة
ما من شك في مؤشرات العد العكسي لزوال الكيان الصهيوني على المستوى الإقليمي كثيرة ولا يتسع المجال هنا للحديث عنها جميعا وسيقتصر الحديث هنا عن تلك المؤشرات التي أصبحت تتجلى بوضوح على صعيد الداخل الصهيوني حيث لم تعد ظاهرة صعود التطرف ظاهرة سياسية بل تحولت إلى حقل ألغام تتسع دائرته وتتجذر وتتعمق تهديداته ومولد لتخلق الأزمات والصراعات التي وصلت إلى مستوى الاستعصاء على الحل وأصبحت تشكل تهديدا وجوديا لكل فريق سياسي صهيوني يحاول الاستبداد واحتكار القرار والاستفراد بالمشهد .. وكل ذلك يجري بنزعة دينية متطرفة تغلي الآخر ، وتوظفها ظروف أحزاب وزعامات مأزومة تمتلك الجرأة والرغبة في إشعال حروب داخلية وتقديم الجميع قربانا والانتحار في هاوية السقوط الجماعي.

لحظة احتضار
ولم يعد وصف حالة المشروع الصهيوني بلحظة الاحتضار مجرد مصطلح يتم إطلاقه من قبيل الحرب الإعلامية والمعنوية بل بات حقيقة يشاهدها الجميع من كل الاتجاهات وقد أقر بها المؤرخ اليهودي الإسرائيلي المعروف إيلان بابيه قبل أسابيع في حوار "متلفز"..
وكرر ذلك في ندوة عقدت مؤخرا في مدينة حيفا. حيث ذهب بالقول إننا "في مرحلة بداية نهاية المشروع الصهيوني". وأضاف أنها "مرحلة طويلة وخطيرة"، و"يجب أن نكون جزءا من الجهود لتقصير هذه الفترة".

مؤشرات إيلان بابيه
وأورد خمسة مؤشرات على بداية نهاية المشروع الصهيوني، حسب اعتقاده:
- الأول يتمثل في "الحرب اليهودية الأهلية التي شهدناها قبل 7 أكتوبر الماضي، بين المعسكر العلماني والمعسكر المتدين في المجتمع اليهودي في إسرائيل"، مشيرا أن الحرب ستتكرّر، كون "الإسمنت الذي يجمع المعسكرين هو التهديد الأمني، والذي لا يبدو أنه سيعمل بعد الآن".
- الثاني هو الدعم غير المسبوق للقضية الفلسطينية في العالم واستعداد معظم المنخرطين في حركة التضامن لتبني النموذج المناهض للفصل العنصري الذي ساعد في إسقاط هذا النظام في جنوب أفريقيا، مشيرا إلى "فترة جديدة بتحوّل الضغط من المجتمعات إلى الحكومات".
- الثالث هو العامل الاقتصادي، تبعا لوجود "أعلى فجوة بين من يملك ومن لا يملك"، مشيرا إلى "رؤية قاتمة لمستقبل الصلابة الاقتصادية لدولة إسرائيل".
- الرابع هو "عدم قدرة الجيش على حماية المجتمع اليهودي في الجنوب والشمال.
- الخامس يتمثّل في موقف الجيل الجديد من اليهود، بما في ذلك في الولايات المتحدة، والذي يأتي على عكس الأجيال السابقة، "التي حتى أثناء انتقادها لإسرائيل، اعتقدت أن هذه الدولة كانت تأمينا ضد محرقة أخرى أو موجات من معاداة السامية".

حرب أهلية إسرائيلية
في السياق كشفت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تصاعد المخاوف من حرب أهلية داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي.. وتزامن ذلك مع تصاعد وتيرة الأزمة الداخلية بين قادة العدوان على غزة.
وأفردت كبرى الصحف البريطانية والأمريكية والفرنسية مساحة واسعة للحديث عن تداعيات الأزمة في حكومة الاحتلال في ضوء الخلافات بين اليمين واليسار وتصاعد المظاهرات المطالبة بإقالة الحكومة.
ونقلت صحف "اللموند والمونيتور وواشنطن بوست" عن خبراء ومشرعين في أمريكا وبريطانيا تأكيدهم ضرورة أن يتركز الضغط لإقالة نتنياهو في ظل رفضه مقترح أمريكي لوقف الحرب يتضمن إقامة دولة فلسطينية..
واعتبرت المصادر بقاء نتنياهو في السلطة يهدد مستقبل الكيان الإسرائيلي وينذر باتساع رقعة الأزمة الداخلية في إسرائيل نظرا لاهتمامه بمستقبله السياسي فقط وتجاهل بقية الملفات.
وتأتي هذه المخاوف في ظل اتساع رقعة المواجهة داخل حكومة الاحتلال بين جناح وزير الدفاع ورئيس الأركان والمعارضة اليسارية من ناحية ونتنياهو معزز بوزراء اليمين المتطرف في أخرى.

اقتحام مكتب نتنياهو
وبلغت الأزمة خلال الساعات الأخيرة ذروتها مع حديث وسائل إعلام عبرية عن محاولة اقتحام وزير الدفاع لمكتب نتنياهو.
وأفاد موقع "والا" العبري أن وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت حاول اقتحام مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في كريا، موضحا أن العملية جاءت إثر خلافات خلال جلسة تحقيق حول تسريبات من مجلس الحرب الإسرائيلي.
وأشار الموقع إلى أن الشكوك تدور حول وزير الدفاع غالانت بوقوفه وراء تسريب الخلافات داخل الحكومة وأن جلسة للتحقيق في ذلك كادت تتحول إلى اشتباك بين عدد من الوزراء المشاركين.
ويخوض غالانت ونتنياهو بمعية وزراء اليمين المتطرف صراعا حول أولوية الحرب على غزة وتبعات الهزائم وطوفان الأقصى.
وتعد محاولة الاقتحام لمكتب نتنياهو أخطر منعطف في تاريخ الصراع داخل مجلس الحرب على غزة وهو مؤشر على بلوغ الأزمة السياسية بين الحكومة ذروتها وينذر باتساع رقعتها في ظل الإخفاقات السياسية والعسكرية للاحتلال.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا