الصفحة الإقتصادية

المانجو جودة ووفرة في الإنتاج .. تحتاج إلى العناية والاهتمام

المانجو جودة ووفرة في الإنتاج .. تحتاج إلى العناية والاهتمام

تعد المانجو من الفواكه التي انتشرت زراعتها في اليمن وتوسعت بشكل كبير، وتنوعت انواعها  وتعددت اصنافها حتى ذاع صيتها في الدول التي تُصدر اليها،

فمن قلب الثور إلى السمكة والسوداني إلى الزبدة والصنف المرغوب والمحبب للجميع صنف التيمور، اصناف ذات جودة عالية تجود بها الاراضي الزراعية اليمنية في تهامة وحجة ولحج وابين وتعز والمحويت، في الآونة الاخيرة توسعت زراعتها وزادت المساحات المزروعة وكميات الإنتاج فبلغت المساحة المزروعة اكثر من 25 ألف هكتار  وبلغت كميات الانتاج عن 350 ألف طن.

لقاءات:  محمد صالح حاتم
البداية كانت مع المزارع حسن قاضي احد مزارعي المانجو في وادي سهام اشار أن الاصناف الموجودة  هي السوداني. وقلب الثور (الامريكي ) والسمكة  وهناك صنف تيمور تم زراعته مؤخرا والذي بدأ جني ثماره  خلال هذا السنة. . واوضح المزارع حسن أن  الاشجار القديمة  فيها مرض يسمى الموت الرجعي والذي يتسبب في موت الشجرة من القمة

غياب الارشاد الزراعي
واشتكى المزارع حسن قاضي  من غياب الارشاد الزراعي في وداي سهام  , مشيرا  أن هيئة تطوير تهامة دمرت تماماً كل المباني والمعدات مؤكدا أن الهيئة بدأت تستعيد اعمالها بالإمكانات المتاحة وذلك بجهود الإدارة الجديدة  والان بجهود الإدارة الجديدة، والتي قامت بصيانة الحواجز المائية واقامة المصدات ( سدود ترابيه ) لري الاراضي الزراعية  .
   
 موعد الحصاد
واوضح المزارع القاضي أن موعد حصاد المانجو  صنف التيمور اوشك على الانتهاء، اما صنف  السوداني فهو في بداية الموسم، وقلب الثور سيبدأ بعد اسبوع، اما صنف السمكة سيبدأ موسمه بعد شهر من الآن.
وعن اسعار المانجو اشار المزارع حسن قاضي أن كل صنف له سعر ويختلف من بداية الموسم حتى نهايته وليس بصفة ثابتة مثلاً صنف التيمور يبدأ بسعر 50 ألف ريال وينزل السعر حتى يصل إلى 10 ريال، وكذلك بقية الاصناف السوداني من ثمانية آلاف ريال  حتى يصل إلى الفين ريال ، وقلب الثور من عشرة آلاف ريال حتى يصل إلى ثلاثة آلاف، وصنف السمكة يبدأ بسعة الف وينزل حتى يصل إلى ثلاثة آلاف ريال، مبينا أن الاسعار تخضع للعرض والطلب
   
 احتكار  المصدرين
اشار المزارع حسن أن المانجو الذي يصدر للخارج  أن التجار المصدرين يتحكمون في المزارعين  ومعاملتهم تجعل المزارع يبيع بالسعر الذي يريدونه، وذلك بسبب عدم وجود تنافس فيما بينهم وعددهم لا يزيد عن اربعة تجار مصدرين، وفي الفترة الاخيرة المزارع يذهب إلى السوق ولا يجد من يشتري منه ويخاف على بضاعته من التلف فيضطر للبيع  عبر السماسرة من التجار المصدرين  ويبدأ  التحكم بالأسعار، مشيرا أن هؤلاء التجار  يتحججوا  بان الدولة تفرض عليهم مبالغ كبيرة وهو ما يكبدهم  خسائر يجعلهم يبخسون المزارع للتعويض عن تلك المبالغ التي يدفعونها للدولة

اكتشاف صنف التيمور
اما المزارع محمد جعران من ابناء محافظة البيضاء  صاحب مزرعة مانجو في مديرية المغلاف  بالحديدة  والذي يعد من اول من زرع صنف التيمور فقد اوضح أن بداية زراعته للمانجو في الحديدة كانت بعد خروجه من السعودية في حرب الخليج كانت لدية مزرعة موز  وزرع فيها  120 شتلة مانجو بين اشجار الموز، وبسبب كميات الماء الزائدة ماتت معظم الشتلات وبقي منها نحو الثلث ومن ضمنها سبع اشجار مانجو صنف تيمور، ويضيف محمد جعران أن هذه الشتلات السبع اخذها من مزرعة الجروبة التابعة للمؤسسة الاقتصادية اليمنية ، مؤكدا أن الشيخ ناجي الرويشان  هو من ادخل هذا الصنف إلى اليمن وزرعها في مزرعة الجروبة عندما كان مسؤلاً عن المزرعة، ويضيف المزارع جعران أن هذا الصنف لم يتم اكتشافه الا في عام 1999م، مشيرا أنه تم تطعيم الاصناف الاخرى من اشجار التيمور وتم تعميم التجربة على بقية المزارعين الذين قاموا بالتطعيم من الاشجار في مزرعته..

مناطق زراعة المانجو
المهندس يحيى حاتم مدير المنطقة الزراعية الوسطى بهيئة تطوير تهامة اشار أن كل مديريات تهامة تزرع فاكهة المانجو وتتفاوت المساحات المزروعة من مديرية لاخرى، مبينا أن زراعة المانجو تتركز في  مديرية باجل  والمغلاف والضحي والزيدية  وبيت الفقيه وزبيد، وتزرع  بشكل متوسط  في مديريات الحجيلة والمنصورية والسخنة والمراوعة والزهرة والقناوص، وتعد  مديريات برع والمنيرة و الصليف والدريهمي وبقية  المديريات المحاذية للساحل كأقل المديريات التي يزرع بها المانجو.

مراحل زراعة المانجو
واوضح المهندس يحيى حاتم  أن  معظم أصناف المانجو تحتاج  إلى أكثر من ثلاث سنوات لتبدأ بالإثمار والاصناف المطعمة تبكر بالإنتاج أكثر من المزروعة بالبذرة.
اصناف المانجو
واكد مدير المنطقة الزراعية الوسطى أن  الأصناف الرئيسية السائدة هي التيمور والسوداني الكتشنر والسمكة وقلب الثور،  الا أنه في السنوات العشر الأخير ة بدأ الصنف التيمور يطغى على بقية الأصناف.
 
اكثار  التيمور
وافاد المهندس يحيى أن  المزارعين يتوجهون لإحلال  صنف التيمور بديلا عن بقية الأصناف، سواء بالمزارع  الجديدة أو في المزارع القديمة، عن طرق  قص الأشجار القديمة المعمرة من الأصناف الاخرى وتطعيمها بالتيمور، نظراً لجودته وتحمله النقل وقابليته للتصدير وصغر عظمة البذرة وقلة الالياف فيها مؤكدا أن 90% من كميات الانتاج من صنف التيمور يتم تصديرها إلى الاسواق الخارجية في دول الخليج.

 الصعوبات والتحديات
واشار مدير المنطقة الزراعية الوسطى أن مزارعي المانجو تواجههم عدة صعوبات منها، ارتفاع اسعار المحروقات وقد تم حل جزء من هذه الاشكالية بالطاقات الشمسية، وانتشار الأمراض.

 الأمراض والآفات
واوضح المهندس يحيى حاتم  أن اهم الأمراض التي تصيب اشجار المانجو   الموت الرجعي والعناكب والاكاروسات  وفطريات الرياضة الدقيقي والزغبي والعفن الهبابي وفراشات ثمار الفاكهة..
كذلك تزامن الجو الشتوي المغيم أثناء الأزهار يقلل من فرص العقد والأزهار والاثمار الجيد.

دور هيئة تطوير تهامة
واشار مدير المنطقة الزراعية الوسطى أن الهيئة العامة لتطوير تهامة  تقوم بالإسناد الفني الارشادي لمزارعي المانجو للوقاية والمكافحة  للأمراض والآفات المنتشرة لمزارعي المانجو، وكذلك تقديم التوصيات الفنية لرعاية أشجار المانجو. والعناية بها وتطبيق العمليات الزراعية لهذا الحصول من ري وتسميد ...الخ، وذلك من خلال أكثر من 40  مركزاً ارشادياً موزعة على كل عزل تهامة وثلاث مناطق زراعية الشمالية والجنوبية والوسطى، بالإضافة  لحملات التوعية للمزارعين  بمعاملات  ما قبل وما بعد الحصاد، مشيرا أن الهيئة بالتعاون الفني مع هيئة الزكاة قامت بحصر زكاة المانجو الفعلية بالعام الماضي والتعاون بحصر  هذا الموسم عن طريق الأسواق والميازين الزراعية عبر المنافذ المتابعة للهيئة.
 مؤكدا أن الهيئة تقوم بالإسناد الفني والتنظيم لسلاسل القيمة لهذا المحصول سنويا، موضحا أن الهيئة تقوم بتدريب  عمال مراكز الصادرات فنيا وعمليا  على الغروب والتدريج والتغليف وتوعيتهم باشتراطات الجودة للأصناف المعدة للتصدير الخارجي، منوها أن الهيئة تخصص سنويا مشرفا  فنيا  لكل مركز صادرات طيلة موسم التصدير  وتتحمل الهيئة نفقات تشغيلهم وتزودهم بالملصقات والنشرات الفنية.
النافذة الواحدة
وبين مدير المنطقة الزراعية الوسطى أن  الهيئة  قامت هذا العام بتسهيل حصول مصدري المانجو والفواكه على الاوراق اللازمة للتصدير عبر انشاء نظام النافذة الواحدة بإدارة المنطقة الزراعية الوسطى، حيث تم جمع  مكتب الصناعة والتجارة، والادارة العامة للوقاية، ومجلس المصدرين اليمنيين، و هيئة تطوير تهامة   مؤكدا أن هذا سيسهل  عمل المصدرين بقطع كل الاستمارات المطلوبة للتصدير من مكتب واحد وهذا يشجع على زيادة التصدير والحفاظ على سمعة المنتج اليمني .  وكشف مدير المنطقة الزراعية الوسطى  أن كميات المانجو التي تم تصديرها للخارج العام الماضي2022م  بلغت  أكثر من 40000 طن، واستقبلت الاسواق السعودية اكثر من 50% من هذه الكميات، وتوزعت باقي الكميات على الإمارات، والكويت وعمان والبحرين والعراق.

قصور في التسويق
واكد المهندس يحيى حاتم  بوجود قصور كبير في تنظيم التسويق وإن هناك تآمر على المزارعين، مشيرا لوجود  احتكار من قبل المصدرين والتجار، مضيفا أن الفائدة تذهب للمصدرين والذين يجنوا مبالغ طائلة قد تزيد عن عشرة ملايين في البراد الواحد.

تدهور زراعة المانجو في عبس
المزارع علي ابو طالب احد مزارعي المانجو في مديرية  عبس بمحافظة حجة اشار أن  زارعة المانجو في عبس تدهورت بشكل كبير منذ  العام 2011م، بنسبه تفوق 70% عما كانت عليه من قبل، مؤكدا أن زراعة المانجو بدأت تتراجع بنسبة 10% من العام الماضي ..
واستعرض المزارع ابو طالب  العوائق التي تواجه مزارعي المانجو في عبس ومنها ارتفاع اسعار المشتقات النفطية والمبيدات الزراعية، وغياب الاهتمام من قبل الجهات المختصة.. واكد المزارع علي ابو طالب أن اكبر عائق هو اغلاق المنافذ الدولية اشارة إلى اغلاق منفذ حرض والذي كان يعد المنفذ الذي يصدر منها معظم المنتجات الزراعية، مشيرا إن استمرار اغلاق المنافذ البرية يتسبب في تدهور المنتجات الزراعية وتدني اسعارها محليا، مطالبا بضرورة اعادة فتح المنافذ البرية ورفع الحصار عن اليمن، الذي يفرضه تحالف العدوان منذ ثمانية اعوام.

دور  التسويق الزراعي
مدير الإدارة العامة للتسويق والتجارة الزراعية المهندس منير المحبشي اشار أن الإدارة قامت بإعداد برنامج ارشادي  متكامل لمحصول المانجو
شمل معاملات ما قبل وما بعد الحصاد مؤكدا إن هذه الارشادات من شأنها أن ترفع من جودة المنتح على المستوى الداخلي والخارجي وتقليل فاقد ما بعد الحصاد، بالإضافة  لكيفية استيعاب الفائض من المنتج  عن طريق تصنيع لب المانجو، مضيفا أن البرنامج الارشادي سيتناول معاملات التصدير التي تمارس على المنتج من فرز وتدريج وتعبئة وتخزين ونقل كون المانجو من اهم الفواكه اليمنية التي تصدر للخارج.

تصنيع لب المانجو
واكد مدير عام التسويق على وجود تنسيق حاليا مع مجمع باجل الصناعي لاستيعاب الفائض من المانجو، منوها أن العام الماضي تم تصنيع كمية من لب المانجو في مجمع باجل للصناعات الغذائية، مؤكدا أن جودة  المنتج كانت عالية جدا نافسه  المنتج المستورد.. موضحا  أن الإدارة بصدد اطلاق دليل تسويق المنتجات الزراعية كافة..
واشار أن البرنامج الارشادي سيتم تنفيذه في محافظتي حجة والحديدة بالتعاون مع هيئة تطوير تهامة .. وكشف المهندس المحبشي مدير عام التسويق أن كميات الإنتاج من المانجو   بحسب بيانات الاحصاء للعام ٢٠٢١ تقدر بحوالي  401700 طناً.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا