الصفحة الإقتصادية

صعدة مقومات زراعية وانتاج وفير للمحاصيل

صعدة مقومات زراعية وانتاج وفير للمحاصيل

محمد صالح حاتم
 تميزت محافظة صعدة  بتضاريسها المتنوعة، ومناخها المتنوع، وهبها الله بيئة زراعية فريدة، تتمدد على منطقة مترامية الاطراف بمساحة تبلغ 11375 كيلومتر مربع،،

تمتاز بجبالها وسهولها، وقيعانها الزراعية، تزرع جميع المحاصيل الزراعية بجودة عالية، عرفت بسلة اليمن من التفاح والرمان، وذلك لما تتفرد به من تضاريس ومناخ وتربة مناسبة لزراعتها.
اشار مدير عام مكتب الزراعة والري المهندس زكريا المتوكل أن محافظة صعدة تمتلك مقومات زراعية عديدة منها التنوع المناخي والبيئي فهي تمتلك الصعيد السهل والذي يمتد اطراف مديريات صعده والصفراء وسحر ومجز  وما يسمى بصعيد صعده وما يتركز فيها من  الزراعات المحلية من الخضار والفواكه إضافة الى المديريات الغربية التي تتركز في الشريط  الغربي ومنها مديريات ساقين وحيدان والظاهر وشداء  وغمر ورازح وقطابر ومنبه إضافة الى باقم في اقصى الشمال إضافة الى المديريات الشرقية والتي تتسم بانها سهل ومناخها صحراوي مثل مديرية الحشوة وكذلك كتاف هذه المديريات او التنوع المناخي والاقليمي لمحافظة صعدة جعل المحافظة لها تنوع مناخي وبيئي فريد.

المساحة والإنتاج:
وكشف مدير مكتب الزراعة أن المساحة الكلية  لمحافظة صعدة بحسب كتاب الاحصاء الزراعي للعام 2020م  تبلغ حوالي 50726 هكتاراً، وتبلغ المساحة الصالحة للزراعة 40721 هكتاراً، بينما المساحة المحصولية تبلغ 34601 هكتار، واشار أن المساحة المزروعة بالحبوب تبلغ حوالي 9648 هكتاراً، وتبلغ كميات الإنتاج 19152طنا، بينما المساحة المزروعة بالخضار تبلغ 789 هكتاراً، وكمية الإنتاج 11804 طنا، والمساحة المزروعة بالفواكه تبلغ 5433 هكتاراً وبكميات إنتاج 63728 طنا، والبقوليات تبلغ المساحة المزروعة منها حوالي 191 هكتاراً وكمية الإنتاج 330 طنا، بينما تبلغ المساحة المزروعة بالمحاصيل النقدية 353 هكتار، 354 طنا. وبقية المساحة مزروعة بالقات.

المحاصيل الزراعية:
 مؤكدا أن محافظة صعدة يزرع فيها  العديد من المحاصيل كالخضار والفواكه تزرع في صعيد صعدة إضافة الى البن والموز الذي يزرع في  المديريات الغربية التي تمتد في الشريط الحدودي كون مناخها رطباً الى دافئ.
إضافة الى المديريات الغربية الجبلية إضافة الى الانتشار للثروة الحيوانية والنحل في المديريات الشرقية التي تتسم بمناخها الصحراوي والأراضي السهلة، بالإضافة إلى  الخضار والفواكه ومنها التفاح والرمان، والعنب   إضافة الى المحاصيل النقدية مثل البن وايضاً الكركم والهيل والزنجبيل والحبه السوداء والثوم إضافة الى الكمون.

الرمان والتفاح:
واشار المهندس المتوكل أن محافظة صعدة  تتسم  بزراعة افضل الفواكه ويقع في اعلى سلم تلك الفواكه الذي هو محصول الرمان والتفاح والعنب، موضحا أن صعدة  تفردت بزراعة وانتاج  التفاح والرمان وبكميات كبيرة وجودة عالية،  مبينا أن كمية الرمان المنتجة تبلغ حوالي  85 الف طن  حسب الإحصائية لمكتب الزراعة والري للعام 2022م، تم تصدير ما يقارب 58 الف طن منها والباقي للاستهلاك المحلي والتصدير الداخلي لباقي المحافظات في الجمهورية اليمنية، وأضاف المتوكل أن  التفاح ينتج على مسومين الموسم الخريفي وينتج من أوائل شهر 5 الى اخر شهر 7 والموسم الشتوي وينتج أوائل شهر 12 الى أواخر شهر 2، مشيرا أن  هذه ميزة فريدة أن ينتج محصول مرتين لا توجد إلا في اليمن وفي صعدة على وجه الخصوص، وكشف المتوكل أن كمية الإنتاج الاجمالية من التفاح   تصل الى 25 الف طن وقادرة على تغطية السوق المحلي لجميع محافظات الجمهورية اليمنية، واشار أن المزارعين والمسوقين والوكلاء و المصدرين سعوا بكامل جهدهم الى انشاء الثلاجات والبرادات المركزية الخاصة بتبريد الخضار والفواكه وبذلك فإن تخزين الفواكه في أيام الذروة الى أيام الندرة أدى على توفر المنتج على مدار العام كاملاً وهذه ميزة إيجابية لتوفر تلك مخازن التبريد إضافة الى تجنب المزارع تكبد الخسائر الكبيرة اثناء ذروة انتاج المنتج في الموسم.

 التفاح المستورد:
مؤكدا أن التفاح المستورد يكبد المزارعين الكثير من الخسائر، وهو ما يجعلهم يتوجهون لزراعة القات بديلا عن التفاح، مطالبا وزارة الزراعة والري بمنع استيراد التفاح الخارجي، لما له من آثار كارثية على الاقتصاد الوطني، وزارعة التفاح خصوصا، لافتا بأن محافظة صعدة قادرة على تغطية احتياج السوق المحلي.

 شجرة القات
وبين المهندس المتوكل أن التوسع الكبير في زراعة شجرة  القات في محافظة صعدة جاء على حساب محاصيل زراعية أساسية واستراتيجية منها الحبوب وكذلك البن.
واكد المهندس زكريا أن الحل لمواجهة توسع شجرة القات هو بوجود المحاصيل البديلة، وتحسين تسويق منتجات تلك المحاصيل والتي ستنافس زراعة القات، موضحا أن الوزارة كلفت  فريقاً من الفنيين والمهندسين والمختصين من وزارة الزراعة والريّ بالنزول الميداني الى محافظة صعدة في أوائل العام 2022م  لإعداد تقرير عن التنوع المحصولي في المحافظة، مبينا أن نتائج التقرير كانت صادمة حيث اظهر التقرير أن شجرة القات احتلت المركز الاول  من بين المحاصيل الزراعية  في معظم المديريات، مشيرا أن هذه الشجرة تستنزف المياه، ويتم استيراد الكثير من المدخلات الزراعية الخاصة بالقات بمبالغ باهظة تثقل كاهل الاقتصاد الوطني ومنها الاسمدة والمبيدات، والبيوت المحمية والتي انتشرت بشكل كبير في المحافظة  حيث يتواجد اكثر من 120 ألف بيت محمي، ناهيك عن ما تسببه المبيدات والاسمدة من اضرار كارثية على صحة الانسان وعلى البيئة.
وأشار الى السعي نحو الزراعة المائية قليلة التكاليف، ونتائجها كثيرة ومربحة، وهو ما سيشجع المزارع لاستبدال شجرة القات، والتوجه نحو زراعة المحاصيل ذات الاهمية ومنها القمح والحبوب.
 زراعة القمح والحبوب
واكد المهندس المتوكل  أن القمح  محصول أساسي واستراتيجي  وهو ما يتطلب التوسع في زراعته، مشيرا أن زراعة القمح في محافظة صعدة   تكون في موسم الشتاء  منتصف او بداية شهر 11 ويتم الحصاد في نهاية شهر 2،مشيرا أن معظم مزارعي صعدة يعتمدون على ما تنتجه اراضيهم من محصول القمح، مضيفا أن زراعة القمح تتم بين اشجار التفاح والرمان، والعنب، و ما يعرف بالزراعة البينية، واكد أن المكتب قام بتوزيع  35 طن بذور  بالتعاون مع المؤسسة العامة لإكثار البذور، حيث تم توزيع 3000 صنف وهي الاصناف المثلى لزراعتها في المحافظة، وبين أن  معدل الإنتاجية  يصل  الى اكثر من 4 ونص طن في الهكتار.

دور المجتمع
مشيرا بأن المجتمع شريك اساسي في التنمية، فلا تنمية بدون مشاركة المجتمع، واي تنمية بدون ما يشارك فيها ابناء المجتمع لا يكتب لها الاستدامة، مشيدا بدور المجتمع والذي بدأ بالتحرك في الفترة الحالية، مشيدا بالثورة المجتمعية التي انطلقت  في المحافظات الحرة ، ومنها الثورة في بناء وتشييد المنشآت المائية .
السدود والحواجز الخزانات وبرك لحصاد مياه الامطار والاستفادة منها في ري الاراضي الزراعية، واشار المتوكل أن ابناء المجتمع يعملون  بوتيرة عالية في أكثر من اربع مديريات لإنشاء وتشييد 24 سدا بكلفة اكثر من مليار وخمسمائة مليون ريال ساهم فيها ابناء المجتمع بنسبة  67%، ونسبة مساهمة وحدة التدخلات الطارئة 27%،وساهم  مكتب الزراعة والوحدة التنفيذية بنسبة 6%،واكد المهندس زكريا إن هذا الحراك المجتمعي يهدف إلى احداث ثورة مائية لم يسبق لها مثيل في تاريخ المحافظة، مبينا أن اول السدود تم إنشاؤها بمبادرة مجتمعية هو سد الجرفين الذي يتسع ل700 ألف متر مكعب، في مديرية ساقين، موضحا أن المجتمع ساهم  كذلك في  شق الطرقات في الجبال الوعرة والصعبة، وفي القطاع  الصحي او التعليمي  فهناك العديد من المدارس شيدت في المديريات الغربية بمبادرات مجتمعية بينما كانوا يدرسوا في فصول او في خيام او تحت الاشجار، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى وبجهود ومشاركة ومساهمة ابناء المجتمع اصبح الطلاب يدرسون في فصول دراسية  ، وهناك العديد من الطرق في المديريات الغربية إضافة الى بعض المحافظات، فاستنهاض همم المجتمع يسعى الى توفير ما يمكن توفير لسد احتياجاته سواءً من التعليم او الصحة او الزراعة.

التسويق الزراعي
اوضح مدير مكتب الزراعة بمحافظة صعدة  أن التسويق الزراعي يعتبر من اهم الحلقات الهامة، مشيرا أن  القطاع الزراعي  لن ينهض ويستقيم مالم يوجد تسويق زراعي فعال وحقيقي، فلا إنتاج بدون تسويق، فعملية الإنتاج والتسويق مترابطتان، فلا يمكن أن نتكلم عن زيادة في الإنتاج بدون تفعيل التسويق.
واستعرض ما قام به مكتب الزراعة  في جانب التسويق والارشاد الزراعي، من إعداد البرشورات والفلاشات والمدارس الحقلية  الارشادية للمحاصيل الزراعية تضمنت معاملات ما قبل وما بعد الحصاد سواء التفاح او الرمان، او العنب، والبرتقال  وغيرها من المحاصيل، كذلك تطرق المتوكل لما شهدته المحافظة من إنشاء اسواق زراعية حديثة تمتلك بنية تحتية متكاملة تحتوي على هناجر، ومخازن وثلاجات تبريد، وخطوط تصنيف وفرز وتغليف ومراكز تصدير  للفواكه، وطالب المهندس زكريا المتوكل  الجهات المعنية العمل على حماية المنتج المحلي، ومنع استيراد ودخول  المنتجات الزراعية الخارجية، وكذلك يتم اعفاء الثلاجات والبرادات  التي يتم استيرادها من الرسوم الجمركية عند دخولها الى اليمن، كونها ستسهم في حفظ المنتج المحلي وحمايته.

المياه
واشار أن محافظة صعدة  تعاني من شحة المياه، مؤكدا أن  حوض صعدة المائي مهدد بالجفاف، والذي تعرض للاستنزاف الشديد والحفر العشوائي للآبار، والذي يتم استنزافها في ري اشجار القات، منوها بأهمية الحفاظ على المياه كثروة وطنية للأجيال.
ودعا إلى ضرورة اصدار القوانين والتشريعات التي تمنع حفر الآبار، وتنظم استخدام المياه، مطالبا بأن تعود ضرائب القات للموارد المائية كتوفر شبكات الري الحديثة، والتي ستسهم في ترشيد استخدام المياه، واضاف المتوكل  أن السدود والحواجز المائية كفيلة بحصاد مياه الامطار، والتي ستعمل على حفظ المياه وتغذية الآبار الجوفية.

الثروة الحيوانية  
واشار المهندس المتوكل أن محافظة صعدة  تشتهر بتربية الثروة الحيوانية بأنواعها، مبينا أن محافظة صعدة  يتواجد فيها اكثر من مليون وثلاثمائة ألف رأس من الثروة الحيوانية ابقار واغنام وماعز وأبل.
مؤكدا  على اهمية الثروة الحيوانية باعتبارها الرديف للقطاع النباتي، منوها بما تتعرض له الثروة الحيوانية من مخاطر وتهديدات ومنها ظاهرة ذبح اناث وصغار المواشي، والامراض التي تتسبب في نفوق العديد من المواشي، داعيا الجهات المعنية  بضرورة الاهتمام بالثروة الحيوانية واصدار القرارات التي تحميها وتعمل على تنميتها.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا