الصفحة الإقتصادية

المزاد الوطني نافذة تسويقية متميزة للبن اليمني

المزاد الوطني نافذة تسويقية متميزة للبن اليمني

حقق المزاد الوطني الثاني للبن نتائج كبيرة، عكست مدى ترجمة موجهات القيادة الرامية إلى استعادة امجاد البن اليمني، وفتح نوافذ لتسويق البن والترويج له عالميا، حيث وصل سعر الكليو جرام من البن اليمني إلى 976 دولارا، صحيفة "26سبتمبر" رصدت الانطباعات حول ما تحقق من نتائج في المزاد الوطني الثاني للبن اليمني..

محمد صالح حاتم
في البداية المزارع محمد الرميم من مديرية الحيمة الخارجية الفائز بالمركز الأول في المزاد الوطني للبن يصف لنا شعوره عندما فاز بالمزاد بقولة: كنت متجه إلى الجامع لأداء صلاة الجمعة، اتصل بي نسبي من امريكا وابلغني أنني فزت بالمركز الأول بسعر 444$ للرطل، عندها شعرت بالسعادة والفرح، وحمدّت الله وشكرته، وصليت صلاة الشكر لله أن وفقني بالفوز، ولم يذهب تعبي وجهدي هباءً.
ويشير الرميم أن ما حققه من نتائج، كان نتيجة الاستفادة من التجارب السابقة لمزارعي بيت اعلل بمديرية الحيمة الخارجية، ويضيف البن اليمني يشتهر بجودته العالية، منوها بضرورة الاهتمام بشجرة البن، وعمليات الحصاد وما بعد الحصاد ومنها التجفيف بالطرق الحديثة على اسره التجفيف، والتقشير، والفرز وانتقاء العيوب التي تبلغ 17 عيباً، واختيار الحبوب بالحجم المطلوب 15+ حفاظاً على جودة البن، والامتناع عن الاسمدة الكيماوية.
ويشيد المزارع محمد الرميم بالمزاد الوطني للبن والذي يعتبر لبنة وطنية حقيقية في سبيل النهوض بقطاع البن واستعادة امجاده التاريخية، باعتباره نافذة للترويج والتسويق للبن اليمني، ويضيف أن الفوز بالمزاد الوطني سيكون له دافع وحافز كبير لمواصلة العمل في قطاع البن والتوسع في زراعته والبحث عن ما هو جديد.
ويؤكد الرميم أنه بعد اعلان نتائج المزاد قامت بغرس 6000 شتلة بن، ويدعو المزارعين للتوجه نحو زراعة البن والاهتمام بالمعاملات الصحيحة، للحصول على منتج بجودة عالية.
اما المزارع فواز الارياني من مديرية القفر بمحافظة إب والذي فاز بالمركز الرابع في المزاد فيقول: كانت الفرحة كبيرة عندما تم اعلان النتائج وانا ضمن الفائزين، وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى، واتباع مراحل الإنتاج من القطف والتجفيف والتخزين والتقشير والفرز والتنقية، وهي التي ساهمت في دخول منتج البن في المنافسة،

ويبين أن السعر الذي حققه بلغ 360$ للكيلوجرام، صنف عديني
ويشيد الارياني بجهود القائمين على المزاد الوطني وهم الجنود المجهولون الذين يعملون خلف الكواليس، وينصح المزارعين والمنتجين بالاهتمام الكبير بشجرة البن والتركيز على عمليات القطف والتجفيف والتخزين.

المزاد يعزز قيمة البن
وفي السياق نفسة يشير رئيس اتحاد جمعيات منتجي البن الأستاذ محمد حسن عثمان أن المزاد الوطني للبن يعد حدثا تسويقيا، ونشاطا نوعيا، ينظم بشكل دوري كل عام ويحظى باهتمام كبير من مزارعي البن، ويمثل مناسبة هامة للتفاعل بين مزارعي البن اليمني وعشاقها.
ويضيف محمد حسن أن المزاد الوطني يعزز من قيمة البن اليمني ويسهم في تحسين دخل مزارعي البن في اليمن.
ويقول رئيس اتحاد البن: شهد المزاد إقبالًا كبيرًا من قِبل عشاق القهوة اليمنية ومحترفي صناعة القهوة ومتذوقيها، في العالم وحقق نتائج جيدة جعل كل مزارعي البن يشعرون بالفخر والاعتزاز بالبن اليمني كموروث ثقافي تاريخي.

نتائج المزاد تحفز المزارعين
من جانب أخر يقول المهندس محمد قايد حارث مدير عام تنمية البن:
بالرغم اننا لانزال في بداية الطريق للدخول في تنفيذ مزادات للبن اليمني إلّا انه وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى حقق المزاد الوطني الثاني للبن طفرة وقفزة نوعية للعودة الى المكانة الحقيقية للبن اليمني على مستوى العالم.
ويضيف حقق المزاد نتائج ممتازة بقيادة فريق مبدع من الشباب، وبالتعاون ما بين الوزارة ممثلة بالإدارة العامة لتنمية البن، واللجنة الزراعية والسمكية العليا، ممثلة بوحدة البن والذين عملوا بروح الفريق الواحد، وأن شاء الله المواسم القادمة يكون عدد المشاركين اكثر.
ويؤكد محمد حارث أنّ ما تحقق من المزاد هو تحفيز المزارعين للاهتمام بالطرق السليمة والتنافسية لمحصول البن.
ويقول إن إنشاء المؤسسة العامة لتنمية وتسويق البن دليل على اهتمام القيادة السياسية بمحصول والتي اصدرت قراراً جمهورياً بذلك، موضحا أن أهم ما في مواد القرار هو التركيز على محصول البن من خلال 3 محددات رئيسية وهي تنمية الانتاج، والتسويق، والاستثمار.

اسلوب حديث للتسويق
الاستاذ علي هارب نائب مدير عام التسويق والتجارة الزراعية يشير أن المزاد من الأساليب الحديثة لتسويق البن، ويضيف أن المزاد الوطني الثاني حقق نتائج منها:
-إعادة الثقة بهذا المحصول واستعادة وتعزيز سمعته، التي عُرف بها منذ القِدم.
-دعم القيمة الاقتصادية للبُن، وتشجيع المزارعين للتوجه نحو التوسع في زراعته.
-يعتبر نقلة نوعية في مسار تطوير البُن والنهوض بمنتجاته.
-المزاد يخدم عملية ترويج البُن وتسويقه عالمياً.
-المزاد صنع تنافساً بين المزارعين للوصول إلى معدلات مرتفعة من الجودة، وزيادة التوسع في المساحات المزروعة.
ويشيد نائب مدير عام التسويق والتجارة الزراعية بجهود القائمين والعاملين في المزاد، و بالشفافية والوضوح، في تنفيذ المزاد، واستخدام احدث التقنيات والاساليب في استلام الكميات وفرزها وفحصها وتوكيدها ونقلها للخارج ومتابعه ادق التفاصيل حتى ترجع النتائج من الدول الأجنبية، معتبرا ذلك انجازا نظرا للظروف التي تعيشها اليمن.
ويوضح علي هارب أن الخطط القادمة التي ستعمل عليها اللجنة الزراعية والسمكية العليا تتمثل في التوسع في المزاد حتى الوصول الى اسواق عالمية كثيرة، وعينات اكثر، وفتح اسواق جديده لهذا المحصول النقدي التاريخي وإعداد آلية لزيادة عدد الشركات المصدرة والعمل على تسهيل اجراءات الصادرات الزراعية بالإضافة إلى إعداد ادلة ارشادية لتحسين المعاملات الزراعية والتسويقية لمحصول البن مما يساهم في تقليل نسبة الفاقد وتحسين الجودة، وتغيير الثقافة الاستهلاكية.. للمجتمع حتى يكون البن المشروب المفضل والوحيد داخل اليمن، وكذلك تطوير وتحسين المهرجانات والمعارض الخاص’ بالبن.
المزاد فرصة للجميع
من جهته المدير التنفيذي للمزاد الوطني الأستاذ محسن حاتم عاطف يقول: إن المزاد الوطني فرصة حقيقية لعشاق القهوة حول العالم، والذي أطلقه مجتمع البُن اليمني، ويضيف أن المزاد اتاح لجميع المزارعين في كل مناطق اليمن، بما في ذلك المنتجون ورواد الأعمال والشركات واتحاد البن والجمعيات لم يُستثن أحد، وهذه هي الميزة الكبيرة في المزاد الوطني.
ويوضح محسن حاتم أن المزاد عبارة عن مبادرة تنظمها مجموعة من الجهات الفاعلة في قطاع القهوة في اليمن، بما في ذلك اتحاد و جمعيات البن المحلية ووحدة البن والغرفة التجارية والمنظمات غير الحكومية والخبراء والباحثين والأكاديميين. ويستخدم المزاد منصة إلكترونية مخصصة للمزادات اليمنية.
ويستعرض مدير التنفيذي المراحل التي مر بها المزاد منذ اختيار العينات بحسب المعايير والمقاييس المحددة، وإجراء الاستقبال والفحص الأولي للعينات المشاركة، تم اختيار العينة التي تطابقت مع المعايير والمقاييس المحددة، وتسجيل الكمية المشاركة في النظام الآلي المخصص للمزاد، وتخصيص كود خاص لكل عينة، بعدها تم نقل العينات إلى مرحلة التخزين.
ويضيف تم نقل العينات إلى مرحلة تحميص العينات، وتذوقها من قبل خبراء الفريق الوطني للتذوق المحلي في المختبر الوطني للبن،ثم تنقل العينات إلى المرحلة الأخيرة للتذوق وهي إرسال العينات المختارة إلى خبراء دوليين معتمدين في تذوق القهوة المختصة لتقييمها واختيار المتأهلين.
ويبين أن الكميات المشاركة كانت 83 عينة بكمية تتراوح حوالي 3000 كيلوجرام، ومن بين هذه العينات تم اختيار 17 عينة لـ17 مشاركًا كمتأهلين للمرحلة النهائية.
ويقول محسن حاتم إن المرحلة الأخيرة تبدء بتدشين المزاد وإطلاقه لعالم القهوة، ويتضمن ذلك البروفايل الخاص بالمزاد والترويج الدولي بمشاركة عدد كبيرمن الخبراء والجهات المهتمة والمهمة في صناعة القهوة، ويضيف يتم عرض العينات المتأهلة في المزاد الوطني على المشتريين المحتملين، ويتم تحديد الأسعار من خلال عملية المزاد.
ويشير أن طريقة الشراء تتم عبر منصة إلكترونية متخصصة حيث يقوم المشترون بتقديم عروضهم ومزايداتهم على العينات المعروضة بعدها يتم تحديد الفائزين بناءً على أعلى عروض السعر.
ويكشف المدير التنفيذي أن المزاد الثاني حقق إنجازات تاريخية، حيث وصل سعر أغلى محصول إلى 976 دولارًا أمريكيًا للكيلو الواحد.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا