الصفحة الإقتصادية

رئيس قطاع التنسيق الميداني بمؤسسة بنيان التنموية لـ«26سبتمبر»:المرحلة الراهنة تستدعي تضافر جهود الجميع للعمل من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي

رئيس قطاع التنسيق الميداني بمؤسسة بنيان التنموية لـ«26سبتمبر»:المرحلة الراهنة تستدعي تضافر جهود الجميع للعمل من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي

أوضح رئيس قطاع التنسيق الميداني بمؤسسة بنيان التنموية المهندس علي ماهر أن وجود المنتجات الخارجية يضعف من قيمة المنتج المحلي،

وبالتالي فإن مقاطعة المنتجات الخارجية يعزز من مكانة المنتج المحلي، وأكد على أهمية الجانب الإعلامي في الترويج للمقاطعة، لما لذلك من تأثير اقتصادي على العدو في عقر داره.. مشيدا بمستوى الوعي الذي بدأ يتشكل لدى أبناء المجتمع اليمني واستيعابه لشعار المقاطعة للبضائع الصهيونية الذي أطلقه الشهيد القائد حسين بدرالدين عند انطلاقة المسيرة القرآنية لا سيما منذ بدء معركة طوفان الأقصى وما تبعها من أحداث وتطورات استدعت وقوف الشعب اليمني إلى جانب الشعب الفلسطيني.. تفاصيل في سياق الحوار التالي:

حوار : رضوان الشارف
*هل لك أن تعرف القارئ الكريم على منهجية العمل في مؤسسة بنيان التنموية؟
** العمل في مؤسسة بنيان يقوم على منهجية متكاملة بحسب التجارب التي تم تجميعها من الخبرات السابقة، وكذلك الموجهات القيادية، ونستطيع القول أن هذه المنهجية ليست منهجية خاصة بمؤسسة بنيان فقط، وإنما منهجية عامة للعمل في جميع الجهات، سواء كانت جهات حكومية أو مجتمعية، لأنها تضم مزيجا من عدة توجهات وموجهات للقيادة، وكذلك تجارب ميدانية وعملية في الجانب التنموي، وهي عبارة عن منطلقات وسياسات ومبادئ ورؤى وطرق عمل تقوم بها المؤسسة والجهات أو الشركاء الآخرون في العمل التنموي، تهدف هذه المنهجية إلى تفعيل وتحريك واستنهاض المجتمع اليمني، والمجتمع المزارع التنموي الذي توجد فيه هذه الروح سابقا ، وما نقوم به الآن هو إعادة إحياء لهذا التراث التشاركي والتنموي بهذه المنهجية القائمة منذ القدم، على استنهاض المجتمع وتفعيل المجتمع لاستغلال موارده وطاقاته وقدراته، وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وبالتالي يجب أن تكون المنطلقات في ظل العدوان، منطلقات لصنع قرار حر ومستقل سيادي نسير به تحت ظل قيادة حكيمة ومنهج قرآني ومجتمع مؤمن لنحقق به بفضل الله سبحانه وتعالى، الانتصار في الجانب التنموي، كما تحقق الانتصار في الجانب العسكري، وانطلاقا من مبدأ صنع القرار المستقل بعيدا عن الهيمنة الأمريكية الخارجية، التي كانت تحكم وتسود اليمن في السابق وغيرها من الدول العربية والإسلامية، ومن مبادئ العمل التي تعتمد على هدى الله سبحانه وتعالى، وعدم الاعتماد على المنظمات، مبادئ قرآنية قائمة على هدى الله سبحانه وتعالى، وثقتنا به وبتأييده، والشراكة مع المجتمع، في الخطط والمشاريع التي تنفذ في الميدان، وتمويل المشاريع الميدانية، لأن المجتمع لديه قدرات وطاقات لن يستطيع أحد استغلالها واستيعابها، فهو من انطلق لمواجهة العدوان عسكريا على مدى تسع سنوات وانتصر، وهو من سينطلق في الجانب التنموي وسينتصر، ويحقق التنمية المستدامة بمحاورها الثلاثة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وهي مبادئ قائمة على هدى الله سبحانه وتعالى، وتهدف إلى خفض فاتورة الاستيراد التي تقدر بأكثر من 5 مليارات دولار سنويا، والأولويات الوطنية الغذاء والملبس والدواء.

سلسلة القيمة
* ما هي سلاسل القيمة؟ وما أهميتها في الجانب التنموي؟
** سلسلة القيمة تعني أن تكون التدخلات عبر سلسلة متكاملة، لأي منتج من المنتجات المحلية، وسميت سلسلة لأنها مترابطة من عدة حلقات، تبدأ بحلقة المدخلات من ثم حلقة الإنتاج وحلقة التسويق وحلقة الاستهلاك والتي تتمحور حول رغبة المستهلك في المنتج المحلي أو غيره من المنتجات، أما حلقة التسويق فتبرز أهميتها في السياسة التسويقية الجيدة التي تحقق النجاح للمنتج، وتشجع النمو في هذا الجانب، وعلى العكس من ذلك إذا لم تتوفر تلك السياسة التسويقية الجيدة لن يتحقق النمو، أما حلقة الإنتاج فتتمثل في التدريب والإرشاد والتوعية للمجتمع، ومراقبة النمو وتطوره، سواء في المحاصيل الزراعية أو في غيرها من الثروة الحيوانية والنحل خلال فترة عملية الإنتاج التي تترافق معها عملية التدريب، والتأهيل، والإرشاد، والتوعية للمزارع في كل مراحل الإنتاج، وحلقة المدخلات تعني مدخلات الإنتاج المدخلات الأولية والبدائية سواء في بذور أو في خلايا نحل أو في حظائر للمربين أو شبكات الري أو حراثة وغيرها من هذه الجوانب، حتى يتحقق النجاح.

اقتصاد مقاوم
* ماذا عن الاقتصاد المقاوم؟
**هو الاقتصاد المجتمعي الذي كان الجميع غافلا عنه في السابق، حيث كان التركيز على الاقتصاد الحكومي المتمثل في المزارع والمصانع التابعة للجانب الحكومي، والاقتصاد الخاص، التابع لأشخاص كالتجار أو مستثمرين من أصحاب رؤوس الأموال، وبالمقابل أهمل الاقتصاد المجتمعي الذي يتمثل في الأسر المنتجة الفقيرة ولم يكن يحظى بأي اهتمام، ونحن في ظل العدوان، وفي هذه المرحلة أولينا هذا النوع من الاقتصادات أهمية كبيرة، لأنه اقتصاد مقاوم، وكونه اقتصاد الفقراء، ويمثل رافدا أساسيا للاقتصاد الوطني، وقد تم تفعيل الكثير من الأسر في الإنتاج المحلي، ولن نستطيع أن نصل إلى تحقيق التنمية المستدامة والإنتاج المحلي، إلا بتفعيل كل الأسر الفقيرة، حتى تصبح أسراً منتجة، وليست أسر معتمدة على المساعدات من المنظمات الأجنبية أو من جهات أخرى، حتى تكون رافدا اقتصاديا للدولة، وتساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي.

الهجرة العكسية
* ما أهمية الهجرة العكسية من المدينة إلى الريف في تحقيق تنمية مستدامة؟
** كانت في السابق توجد سياسات خاطئة، من خلال توافد الناس من الريف إلى المدينة، وذلك كان له آثار سلبية كبيرة، جعلت المزارع يترك أرضه ومزارعه، وإنتاجه المحلي من الدجاج والمواشي الذي كان ينتجه في بيته وقريته، والذهاب إلى المدينة، وأصبحت أرضه أرض صالبة، جرفتها السيول، كذلك أهمل جانب حفظ البذور، وأصبحت البذور غير متوفرة، لأن كل منطقة لها بذور مخصصة بها، متكيفة مع طقسها ومناخها.
وهنا يجب على الجميع، سواء جانب حكومي أو مجتمعي، والجمعيات التعاونية الزراعية، تشجيع الهجرة العكسية من المدينة إلى الريف، من أجل تفعيل التنمية الريفية التي ذكرها السيد القائد يحفظه الله في محاضرة له من المحاضرات بموضوع الاهتمام بالتنمية الريفية وتوفير الخدمات في الريف، من خلال إعادة الناس من المدينة إلى الريف.

ثلاثة أبعاد للعمل
* كيف يتم اختيار وتأهيل فرسان التنمية؟
** طريقة العمل تعتمد على ثلاثة أبعاد: بعد اجتماعي، وبعد اقتصادي، وبعد تنظيمي، البعد الاجتماعي يبدأ باختيار أفضل الكوادر أو ما يسمى حامل المشروع الذي يحمل المشروع التنموي الاقتصادي، من خلال تفعيل واستنهاض المجتمع، يجب أن يكونوا مجاهدين، ومتطوعين، ومحسنين، يحملون روح المبادرة ومن أبناء المجتمع، ويتم تدريبهم في برنامج فرسان التنمية، عبر أكاديمية بنيان التنموية، لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك ينطلق لتفعيل المجتمع من خلال التوعية والتحفيز والتحشيد، لتنفيذ مبادرات مجتمعية في جميع الجوانب الخدمية للمجتمع. من ثم اختيار أفضل هؤلاء الفرسان ويتم بناؤهم كقادة مهاجرين وممارسين تنمويين، وينطلقون لاستنهاض المجتمع، وتشكيل الجمعيات التعاونية وتفعيلها بشكل صحيح وواقعي، من خلال اختيار كوادرها من أبناء المجتمع المتطوع المحسن المجاهد الذي يسعى إلى بناء هذه الجمعية بالشكل الصحيح، وتفعيلها عبر مدير المديرية، ومدير الشؤون الاجتماعية والعمل، ومدير مكتب الزراعة، وبقية المكاتب التنفيذية بالمديرية من الجانب الحكومي، الجمعية التعاونية التي تمثل المجتمع، لتحقيق عمل تعاوني مشترك فاعل.
البعد التنظيمي يتحقق من خلال الدور الكبير للجمعيات التعاونية وتأهيلها وتفعيلها، بحيث يتم بناؤها لتكون حلقة الوصل ما بين المجتمع والجانب الحكومي، من ثم الانتقال إلى البعد الاقتصادي، فإذا توفر لدينا من يحمل المشروع في البعد الاجتماعي، ولدينا البعد التنظيمي المتمثل باللوائح والأنظمة داخل الجمعية، نستطيع الانطلاق في تحقيق البعد الاقتصادي، من خلال القروض، والإرشاد، والجوانب الاقتصادية بجميع أنواعها عبر سلسلة القيمة، سواء في الدراسات والبحوث، أو المدخلات عبر القروض، أو المدخلات في الإنتاج، أو في التسويق، أو في الاستهلاك، أو الإبداع والابتكار، أو الاستثمار في داخل الجمعية.

عمل تعاوني مشترك
* تم تدشين ورشة العمل التعاوني المشترك قبل أسابيع كيف تنظرون إلى آفاق هذا العمل المشترك؟
** أكد السيد القائد- يحفظه الله- في عدة محاضرات على أهمية التفاعل الرسمي الشعبي والعمل المشترك ما بين الجانب الرسمي والمجتمعي، وكان لابد أن يتم التحرك على ضوء هذه التوجيهات، لتفعيل العمل التعاوني الذي يتمثل في موضوع الجمعيات، وتم عقد ورشة العمل التعاوني المشترك بالشراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وزارة الإدارة المحلية، الاتحاد التعاوني الزراعي، مؤسسة بنيان التنموية، واللجنة الزراعية والسمكية العليا، وغيرها من الجهات في الجانب الحكومي التي كان لها دور في العمل التعاوني الزراعي، بهدف تنسيق وتوحيد الرؤى والجهود بين هذه الجهات، لتكوين فريق تنموي مشترك، لتفعيل الجمعيات حسب قرار رئيس الجمهورية، القاضي بتفعيل الجمعيات على مستوى المديريات، والعزل بعد أن تنضج جمعيات المديريات، لتقوم بدورها، الذي يتمثل في موضوع خفض فاتورة الاستيراد، وتقديم الخدمات للمزارع اليمني حتى يستطيع أن يكتفي ذاتيا ويكون الإنتاج محليا، واستنهاض المجتمع عبر الجمعيات التعاونية الزراعية، وتفعيل عمل الجمعيات التعاونية الزراعية بالشكل المطلوب داخل المجتمع.

وعي واستيعاب المجتمع
* ما أهمية مقاطعة المنتجات الخارجية في الوقت الراهن؟ ما الذي نحتاجه لتحقيقها؟
** الشهيد القائد، عندما انطلقت المسيرة القرآنية في العام 2002م أطلق شعار المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، إلا أنه لم يكن هناك استيعاب لهذا الشعار في حينه، وحاليا بعد العدوان على غزة، زادت لدى المجتمع اليمني نسبة الوعي واستوعب أهمية المقاطعة التي وضحها الشهيد القائد (بأنها سلاح مؤثر يؤثر على العدو بشكل مباشر إلى بلده وداخل منطقته)، وتؤثر على العدو الإسرائيلي، وبدأ محور المقاومة بالتحرك الفعلي في مواجهة هجمات الكيان الصهيوني والأمريكي والبريطاني، اقتصاديا عبر المقاطعة وعسكريا بالمواجهة المباشرة معه، وتحركت جميع الفئات المناصرة لأبناء غزة وأبناء فلسطين، ونلاحظ الآن موضوع المقاطعة الذي بدأ بعد السابع في أكتوبر من عام 2023م عندما انطلقت معركة طوفان الأقصى، يروج له إعلاميا، وحقق تأثير اقتصاديا على العدو، وفي عقر داره، وبدأ يتشكل لدى أبناء المجتمع وعي بأهمية المنتج المحلي كبديل عن المنتج الخارجي، إضافة إلى القرارات التي صدرت من وزارة الصناعة والتجارة، ووزارة الزراعة والري بمنع استيراد بعض المنتجات الخارجية، وهذا بلا شك سيعزز جانب المقاطعة ويشجع المنتج المحلي.

تشجيع المنتج المحلي
ومن تلك التحركات الجادة تشجيع المنتج المحلي كبديل للمنتج الخارجي، في الحبوب والبقوليات والثروة الحيوانية وغيرها من المنتجات الأخرى، مثلا في سلسلة الألبان بدأت اللجنة الزراعية والسمكة العليا بالعمل بتوجيهات الرئيس المشاط لتعزيز مكانة المنتج المحلي من خلال تقديم كافة التسهيلات التي من شأنها زيادة تحسين المنتج وزيادة الإنتاج، فمثلا في الألبان، زادت الإنتاجية من 16 ألف لتر يوميا إلى ما يقارب الـ60 ألف لتر يوميا، من خلال تشجيع مربي الأبقار باستيعاب الألبان في المصانع في الحديدة وغيرها، بالإضافة إلى التوجه لتقديم الأبقار البلدي كقروض للمربين، وكذلك في السلاسل الأخرى كسلسلة الأسماك، والبقوليات، وغيرها من سلاسل القيمة التي سيتم الاهتمام بها بشكل تدريجي، حتى نصل إلى الاكتفاء الذاتي في جميع المنتجات المحلي.

نتائج ممتازة
* تم التدخل في 17 مديرية بأنشطة البنيان المرصوص ما أهم نتائج هذا التدخل؟
** تم التدخل عبر الجمعيات التعاونية الزراعية، بشكل مكثف في شهري سبتمبر وأكتوبر في 17 مديرية في 7 محافظات، ضمن أنشطة البنيان المرصوص، وحقق هذا التدخل نجاح كبيرا، في الجانبين الاجتماعي والاقتصادي، وكانت نتائج هذا التدخل في البناء المجتمعي تدريب 692 من فرسان التنمية حول أساسيات العمل الطوعي، و45 مهاجرا وممارسا تنمويا، وإطلاق المبادرات المجتمعية، وتنفيذ ألف و279 مبادرة مجتمعية، في مجالات الصحة والتعليم والبيئة والتراث والثقافة والطرق وغيرها من المجالات الخدمية، بالإضافة إلى تنفيذ 41 ورشة تنشيطية لفرسان التنمية.
وفي البناء المؤسسي تم عبر الجمعيات التعاونية تدريب 14 إعلاميا، و41 باحثا، و33 مرشدا زراعيا، و201 عامل في الصحة الحيوانية، و100 سكرتير وضابط قروض ومحاسبين ومدراء تنفيذيين للجمعيات التعاونية، و141 من كوادر المؤسسات المحلية، و332 من أعضاء الهيئة الإدارية للجمعيات التعاونية.
وفي الجانب الاقتصادي تم تسويق ما يقارب 5 أطنان من الذرة الشامية، وتنفيذ 184 جلسة حقلية إرشادية في مجال الحبوب، وعبر الجمعيات التعاونية وبالتعاون مع السلطة المحلية، ووزارة الزراعة والاتحاد التعاونية، وبرعاية اللجنة الزراعية والسمكية العليا تم تقديم 2164 قرضا من البذور والطاقات الشمسية، في مجال الحبوب توزعت بين بذور ذرة شامية وحبوب الدخن والقمح، وتقديم 314 قرضا في البقوليات والخضروات، إضافة إلى 263 حقيبة بيطرية كقروض لفرسان الصحة الحيوانية، و35 قرضا في مجال النحل والعسل، و416 قرضا في القطن بكمية بلغت أكثر من 12 طنا من بذور القطن، وتشكيل 120 مدرسة حقلية في الحبوب، و10 مدارس حقلية في البقوليات، و11 مدرسة في القطن، وتسويق ما يقارب 5 أطنان من الذرة الشامية، و230 طنا من الألبان، وأكثر من 3 أطنان من العسل، و5 أطنان من السمسم، بالإضافة إلى زراعة 22 ألف معاد بالحبوب في صحراء عبس.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا