الصفحة الإقتصادية

شركة انتاج بذور البطاطس .. 9 سنوات من الصمود وصولا للاكتفاء الذاتي

شركة انتاج بذور البطاطس .. 9 سنوات من الصمود وصولا للاكتفاء الذاتي

البطاطس من المحاصيل الزراعية التي اسهمت في تأمين الغذاء للمواطن اليمني طيلة السنوات الماضية من الحصار والعدوان على اليمن، اذ شهدت بلادنا ثورة زراعية واسعة في إنتاج المحاصيل الزراعية المحلية كإحدى الاهداف التي اخذت على عاتقها ثورة 21 سبتمبر في تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي كجبهة زراعية موازية للانتصارات العسكرية في كافة الجبهات.

منذ تأسيس شركة إنتاج بذور البطاطس قبل حوالي 40 عاما استطاعت الشركة خلال 7 سنوات من الحرب والحصار على اليمن أن تعلن في سبتمبر 2022 عن وصولها للاكتفاء الذاتي بالاستغناء عن 1900 طنا من البذور المستوردة وخفض فاتورة الاستيراد بأكثر من 2 مليون دولار والعمل على توفير السوق المحلية من البذور وبأصناف متعددة عالية الإنتاج، لتمثل نقلة نوعية للقطاع الزراعي والتوسع في زراعة المحصول في عدد من المحافظات اليمنية منها الجوف ذات الاراضي الخصبة.

26 سبتمبر - خاص

لم تقف الشركة عند الاكتفاء الذاتي بل اتجهت لإنتاج البذور بواسطة الزراعة النسيجية والشتلات والعقل، وتوفير كميات كبيرة تغطي احتياجات المزارعين من بذور البطاطس المحسنة المأمونة الخالية من الآفات والأمراض الزراعية عبر إنتاج 16 صنفا خضعت جميعها لسلسلة من الابحاث والدراسات العلمية وفق أحدث التقنيات.
عندما توفرت الإدارة والإرادة الوطنية والنوايا الصادقة لامس الجميع النجاحات التي حققتها شركة إنتاج بذور البطاطس ممثلة بإدارتها المخلصة بدءاً بالمدير العام التنفيذي المهندس همدان بن زيد الاكوع، وكادر الشركة من المهندسين والباحثين بأكثر من 250 مزارعا عملوا على زيادة المساحات المزروعة بنسبة تزيد عن 200%، وقرابة 4500 مزارع يعملون بزراعة البطاطس بصورة غير مباشرة بالاعتماد على الدراسات والأبحاث العلمية التي تشكل العمود الفقري للنجاحات الاستثنائية التي لازالت تنسج نجاحاتها إلى الوقت الراهن.

قفزة زراعية
استطاعت شركة البذور خفض كلفة الاستيراد بعيدا عن الإملاءات الخارجية والعمل على توفير البذور الآمنة والسليمة لتتضاعف عملية الإنتاج لما يقارب 5 ملايين و600 ألف درنة، بالإضافة إلى ما يتم إنتاجه من البذور مطابقة للمواصفات والجودة العالمية يصل إجمالي الكميات المتداولة سنويا من البطاطس التقاوي والأكل إلى 300 ألف طن، وإنتاج 2500 طن من الجيل الاول تغطي 800 هكتار، وإنتاج 20 ألف طن من الجيل الثاني، شكلت قفزة زراعية هي الأولى من نوعها منذ تأسيس الشركة.
كما عملت الشركة على إنشاء وتطوير مشروع الإنتاج بإنشاء 34 بيتا شبكيا مجهزة بأحدث التقنيات الوقائية تخضع لإشراف كوادر من الخبرات ذات الكفاءة العالية، لتنعكس تلك النجاحات على توفير محصول بطاطس الغذاء في السوق المحلي بكميات كبيرة وبأسعار زهيدة في متناول الجميع عكس السنوات الماضية يتراوح سعر الكيلو جرام بين 200 – 250 ريالا، لتبقى المهمة الرئيسية الواقعة على عاتق الشركة وإدارتها إنتاج أكثر من 500 ألف طن من البذور سنويا، تستطيع من خلالها تغطية كافة المحافظات اليمنية والمنطقة، جاعلة من مضاعفة الإنتاج المحلي جزءاً من معركة تحقيق الأمن الغذائي، رغم محاولة لوبي الاستيراد محاربة النجاحات الوطنية لتبقى البلاد سوقا مفتوحا لتدفق البذور المستوردة ذات الانتاجية الرديئة بما يخدم مصالحهم الشخصية الضيقة.

الأمن الغذائي
وتسعى الشركة إلى زيادة الإنتاج وفق منظومة المواصفات والجودة من خلال التطوير والتحسين وفقا للاتفاقية الدولية للصحة النباتية، حيث أصبحت البطاطس من أهم المحاصيل الزراعية التي تصدرت الأمن الغذائي لأبناء الشعب اليمني والاعتماد عليها خلال الحرب والحصار، لتتصدر محافظتي ذمار وعمران، ومديرية يريم أهم المناطق الزراعية لإكثار بذور البطاطس بعد ادخال تجربة الإكثار في الجوف وريمة وبعض مديريات إب بهدف زيادة إجمالي المساحات المزروعة وتقليص فجوة الاحتياج المحلي بمعدل إنتاج تجاوز المعدل العالمي 40 طناً للهكتار الواحد.

نقلة نوعية
< وتعتبر البطاطس من أهم المحاصيل الزراعية الهامة من الناحية الغذائية للمواطن اليمني سواء للاستهلاك المباشر أو للتصنيع، حيث يقول وكيل محافظة ذمار علي عاطف إن شركة إنتاج بذور البطاطس حققت نقلة نوعية في إعلان الاكتفاء الذاتي الأمر الذي مكنها من توفير الكميات اللازمة التي تغطي احتياجات المزارعين من البذور المحلية عالية الجودة والإنتاجية"، مؤكدا أن الجبهة الزراعية تمثل أهمية كبيرة لا تقل شأنا عن الجبهة العسكرية.
ولفت عاطف إلى محاولة اللوبي الذي وصفه بـ"الخبيث" إدخال بذور البطاطس المستوردة إلى البلد يسبب خسائر فادحة ويكبد الاقتصاد الوطني مبالغ كبيرة في الوقت الذي يتوفر منتج محلي عالي الجودة والإنتاجية ومقاوم للأمراض.
وثمن عاطف الجهود الزراعية في مختلف المجالات التي انطلقت بدعم ومساندة من القيادة الثورية والسياسية التي استطاعت من خلالها شركة البذور تعزيز دورها الريادي في تحقيق أهدافها الوطنية القومية لاسيما في مجال الأمن الغذائي.
مخاطر حقيقية
< فيما عبر عدد من مزارعي محصول البطاطس محصول الأمن الغذائي الأول في اليمن عن خوفهم من استمرار محاولة لوبي الاستيراد العبث بالاقتصاد الوطني عبر ادخل كميات من البذور المهربة وغير المأمونة بطرق غير قانونية.
يقول أحد مزارعي البطاطس بذمار هلال العكيمي إن " البذور المستوردة غير المطابقة للمواصفات أحبطت جهود الكثير من المزارعين وتركت آثارا سلبية تسببت بخسائر فادحة لهم".
وأضاف العكيمي أن مخاطر البذور غير الآمنة التي تستوردها بعض الشركات أصبحت مخاطر حقيقية تهدد الأراضي الزراعية وتنسف جهود المزارعين بنقل وإدخال الآفات النباتية الجديدة من الأعشاب الضارة ليتجه المزارع إلى استخدام مبيدات لمكافحة تلك الآفات لتزداد مضاعفة المخاطر.

ثقة كبيرة
< وأكد المزارع مراد البسي أن المزارعين أصبحوا يثقون بالبذور والأصناف المحلية المنتجة عبر شركة بذور البطاطس الحكومية التي عملت على توفير البذور بكميات كبيرة، مطالبا المزارعين بالتحري في شراء بذور البطاطس المأمونة من الجهات الرسمية التي اثبتت جودتها وانتاجيتها الوفيرة حتى لا يكونوا ضحية البذور المقلدة ذات الكروت والأكياس التعريفية المزورة تجنبا للوقوع في الخسائر الأكيدة مع ضعف الرقابة من الجهات المعنية على الأصناف الواردة إلى البلد.

مصدر قلق
فيما أوضح أحمد الفقيه بأن امراض البذور المستوردة منها المهربة أصبحت مصدر قلق للمزارعين لاحتوائها على الأمراض البكتيرية والفيروسية والآفات الحشرية يترتب عليها نتائج خطيرة وكارثية ليس بكمية الإنتاج بل وللتربة، لافتا إلى انه يصعب مكافحتها والسيطرة عليها بعد انتشارها من حقل إلى حقل لتمثل أكبر عائق يستهدف الأمن الغذائي لأبناء الشعب اليمني.

فائض المحصول
< المتأمل خلال الأيام الراهنة توفر محصول البطاطس بكثرة في الأسواق حتى أصبح بعض الباعة يتجهون لبيعه في الأحياء السكنية جراء وفرة الإنتاج من المحصول، حيث أشار مدير السوق المركزي للخضروات والفواكه في ذمار حميد عبدالله علي صبر، إلى الفائض من محصول البطاطس داخل السوق المركزي من خلال استمرار تدفقه بشكل كبير حيث يستقبل السوق المركزي ما يقارب 5 آلاف سلة يوميا من البطاطس بعكس الأعوام السابقة في مؤشر لافت لارتفاع الإنتاجية من هذا المحصول.. واعتبر صبر النجاحات التي حققتها شركة إنتاج بذور البطاطس أحد أبرز العوامل المساهمة في رفع إنتاجية وجودة هذا المحصول، ليتواجد بالسوق خلال العام.

أسعار مناسبة
< وبالرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها المواطن نتيجة العدوان الأمريكي والبريطاني والحصار الجائر على اليمن إلا أن محصول البطاطس تجاوز ذلك وعزز من تدفقه للأسواق اليمنية مدعومة بأسعارها المناسبة للأسر مما جعلها في متناول الجميع.
في جولة إلى السوق المركزي للخضروات والفواكه بذمار تفاجأت بأسعار البطاط المنخفضة مقارنة بالسنوات الماضية خلال شهر رمضان ما يدعو للفرح والبهجة داخل الأسر اليمنية، هذا ما أكد عليه المواطن عبدالله محمد الوصابي بأن الأسعار أصبحت معقولة ومناسبة جدا نظرا لأنها منخفضة عن الفترة الماضية بسعر 250 ريال للكيلو وهناك من يبيع بأسعار اقل.
ويوافقه الرأي المواطن حسين عبده الميبدي بأن أسعار محصول البطاطس مناسب للوضع المعيشي للأسرة اليمنية في الوقت الراهن.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا