الصفحة الأولى

وقفة مع السيد القائد في كلمته بمناسبة جمعة رجب :هويتنا الإيمانية والثبات في مواجهة تحالف العدوان

في كلمته بمناسبة جمعة رجب قدم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي شرحاً وافياً لمفهوم الهوية الإيمانية بعد أن تحدث عن جمعة رجب وأهمية هذه المناسبة في تاريخ شعبنا اليمني العظيم

وقفة مع السيد القائد في كلمته بمناسبة جمعة رجب :هويتنا الإيمانية والثبات في مواجهة تحالف العدوان

ثم تحدث عن دور اليمنيين في الإسلام وكيف تشرف هذا الشعب بحمل الرسالة الإسلامية وأشار السيد القائد الى أهمية التذكير بنعمة الإسلام ثم قدم المواصفات والصفات الإيمانية وكيف يعمل معسكر النفاق في هذا العالم على الفساد والتضليل.
صحيفة "26سبتمبر" تختار أبرز ما جاء في خطاب السيد القائد بهذه المناسبة العظيمة في تاريخ شعبنا وتترك مساحة لنشر جزء مهم من الخطاب المتعلق بالثبات في مواجهة التحديات إضافة الى تطرق السيد القائد للأوضاع الحالية من عدوان مستمر على شعبنا وضرورة الاستمرار في الصمود حتى تحقيق الحرية والاستقلال.

جمعة رجب
يوم الغد هو الجمعة الأولى من شهر رجب، وعادةً ما نتحدث عنها في بلدنا اليمن بـ (جمعة رجب)، ويرتبط بها مناسبةٌ تاريخية وذكرى عظيمة لشعبنا اليمني العزيز، مثَّلت محطةً أساسيةً من المحطات التاريخية لهذا الشعب العظيم في انتمائه للإسلام، فرسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله" كان قد أرسل الإمام علياً "عليه السلام" إلى اليمن؛ ليدعو أهل اليمن إلى الإسلام، ووصل الإمام عليٌّ "عليه السلام" إلى صنعاء، ومعه رسالةٌ من رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، قرأها على الناس في صنعاء، فكان هناك استجابة سريعة، ودخولٌ طوعيٌ بكل رغبةٍ وقناعةٍ في الإسلام، وفي ذلك اليوم التحق عددٌ كبيرٌ من أبناء هذا البلد بالإسلام، وأعلنوا اسلامهم، وكتب الإمام عليٌّ "عليه السلام" إلى رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله" رسالةً أخبره فيها عن ذلك ببعضٍ من التفصيل، فسجد رسول الله "صلى الله عليه وعلى آله وسلم" شكراً، وسُرَّ سروراً عظيماً، ارتاح لذلك بشكلٍ كبير.

إسلام أهل اليمن
إقبال أهل اليمن إلى الإسلام كان منذ المرحلة الأولى في الدعوة الإسلامية، ورسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله" في مكة، حيث كان هناك القلة القليلة ممن آمنوا به في مكة، وكان من أبرزهم من هم من أصولٍ يمانية، مثل: عمار بن ياسر ووالده، ومثل: المقداد، المعروف بالمقداد بن الأسود الكندي، وعمار والمقداد من عظماء وأخيار صحابة رسول الله "صلى الله عليه وعلى آله"، الذين آمنوا، وجاهدوا، وصبروا، وجمعوا بين الهجرة والجهاد والإيمان، وكانوا على مستوىً عظيم من الوعي، والبصيرة، والمنزلة الرفيعة في إيمانهم، وسابقتهم، وفضلهم.
ثم كان إيمان الأوس والخزرج (الأنصار)، الذين تشرَّفوا بهذا الشرف الكبير: الإيواء لرسول الله، ونصرته، والدخول في الإسلام، والأوس والخزرج من أصولٍ يمانية.
ثم تبع ذلك أيضاً إيمان البعض على مستوى أفراد، على مستوى جماعات، على مستوى قبائل، لكن التحول الواسع، التحول الكبير كان في جمعة رجب، وما تلا ذلك، وما تلا ذلك من انتشار الإسلام على نحوٍ واسع.
إقبال أهل اليمن في انتمائهم للإسلام، وفي انتمائهم الإيماني، كان متميزاً بأنه في أغلبه طوعيٌ كما قلنا، إقبالٌ برغبةٍ، بانسجامٍ، بتفاعلٍ كبير، باستجابةٍ ومبادرةٍ ورغبةٍ كبيرةٍ وسريعة، وأيضاً كان معه تجسيدٌ لقيم هذا الإسلام، ومبادئ هذا الإيمان، وتمسكٌ بقيمه وأخلاقه، ونصرةٌ، وجهادٌ، وعطاءٌ، وتضحية؛ ولذلك كانوا إلى درجةٍ وصفهم الرسول "صلوات الله عليه وعلى آله" بها بوصفٍ عظيم، ويعتبر بحقٍ وسام شرفٍ كبير، عندما قال "صلى الله عليه وعلى آله وسلم" فيما روي عنه: ((الإيمان يمان، والحكمة يمانية))، وهذا يعبِّر عن أصالة هذا الشعب في انتمائه الإيماني، عن مدى إقباله إلى الإيمان، تمسكه بالإيمان، الإيمان كمنظومةٍ متكاملة: على مستوى المبادئ، على مستوى الأخلاق، على مستوى الالتزامات العملية، على مستوى المواقف، فكان هذا يميِّز هذا الشعب بأنه في انتمائه الإيماني أصيل الانتماء، صادق الانتماء، ثابت الانتماء، متميز الانتماء، وهذه نعمةٌ كبيرة، وشرفٌ كبير، نعمةٌ عظيمةٌ على أبناء هذا البلد، على مستوى ذلك الوقت، في ذلك العصر، في ذلك الزمن، في تلك المرحلة، ثم على مستوى كل مراحل التاريخ جيلاً بعد جيل إلى قيام الساعة، هذه نعمةٌ كبير، نعمةٌ عظيمةٌ جداً.

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا