الصفحة الأولى

في كلمة له بمناسبة عيد جمعة رجب 1444 هـ .. قائد الثورة : لليمنيين دور مميز في حمل رسالة الاسلام والجهاد في سبيل الله

دعا قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، إلى مقاطعة بضائع ومنتجات البلدان التي تتبنى رسمياً فتح المجال أمام التصرفات العدائية المسيئة للقرآن الكريم والإسلام والمسلمين،

في كلمة له بمناسبة عيد جمعة رجب 1444 هـ .. قائد الثورة : لليمنيين دور مميز في حمل رسالة الاسلام والجهاد في سبيل الله

مؤكداً أن اللوبي الصهيوني اليهودي يتصدر أكبر نشاط معاد للإسلام والقرآن والمسلمين في الساحة العالمية.
موضحا بأن جمعة رجب كانت في التاريخ محطةً من أهم المحطات في دخول الشعب اليمني في الإسلام، وتمثل صفحةً بيضاء ناصعةً مشرقة من صفحات التاريخ اليمني.. جاء ذلك في كلمة له بمناسبة عيد جمعة رجب .
قدوم الإمام علي عليه السلام
وقال السيد القائد " هذه المناسبة هي تتعلق بالتحديد بقدوم أمير المؤمنين عليٍّ "عَلَيْهِ السَّلَامُ"، عندما أرسله رسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه" إلى اليمن، فوصل إلى صنعاء ليدعو أهل اليمن إلى الإسلام، وفي صنعاء اجتمع جمعٌ كبيرٌ، وكان ذلك في المكان الذي يسمى الآن في هذا العصر [بسوق الحَلَقَة]، وخطب فيهم أمير المؤمنين عليٌّ "عَلَيْهِ السَّلَامُ" ودعاهم إلى الإسلام، فدخل الكثير منهم في الإسلام، وأسلمت آنذاك همدان كلها في يومٍ واحد، وبعث أمير المؤمنين عليٌّ "عَلَيْهِ السَّلَامُ" إلى رسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه" برسالة أعلمه فيها بإسلامهم، ولما قُرِئ الكتاب على رسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه"؛ سجد شكراً لله، وقال كلمته الشهيرة بعد السجود: ((السَّلَامُ عَلَى همدَان)).

معاذ بن جبل
وأضاف "تتابع دخول أهل اليمن في الإسلام، وأتى أيضاً مبعوثٌ آخر وصل إلى بعض مناطق اليمن، إلى تعز، هو معاذ بن جبل، أرسله رسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه" كذلك في مهمة لنشر الإسلام، ونشر تعاليمه، وما قبل ذلك كان هناك في كل المراحل- ما قبل ذلك في المرحلة المكية والمرحلة المدنية- إقبالٌ إلى الإسلام، ففي المرحلة المكية كان البعض ممن أصولهم يمنية وهم موجودون في مكة، من السابقين في الإسلام، وإلى الإسلام، والمؤمنين برسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه"، وكانوا من النماذج الراقية، والسابقين الأوائل، المتميزين في إيمانهم، وصبرهم، ووعيهم، والتزامهم الإيماني، كان منهم عمار بن ياسر وأسرته، وكذلك المقداد، وكذلك زيد بن حارثة، من أبرز صحابة رسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه"، ومن أبرز السابقين إلى الإسلام، والذين عرفوا بدورٍ مميز، وكانوا على مستوىً عظيم في إيمانهم، ووعيهم، وبصيرتهم، وجهادهم، وثباتهم على نهج الإسلام.

دور مميز
وتابع بالقول : "على مدى التاريخ كان هناك دور مميز لليمنيين في حمل رسالة الإسلام والجهاد في سبيل الله تعالى"، لافتاً أن "هذه المناسبة مهمة في التذكير بالنعم وأن نعرف قدرها، فالهداية للإسلام والرسول والقرآن هي من أعظم النعم".
وأضاف: "هذه المناسبة مهمة لترسيخ الانتماء الإيماني والهوية الإيمانية وتوارثها جيلا بعد جيل"، مؤكداً بأننا معنيون بترسيخ الانتماء والهوية وفق المفهوم الصحيح للإيمان، المستهدف من قوى التحريف والإفساد.
واردف بالقول : "الانتماء الإيماني الأصيل في المفهوم القرآني يشمل الجوانب الاعتقادية لدى الإنسان والتزامه بذلك فيما يقول وفيما يعمل".

ركيزتان أساسيتان
وأوضح قائد الثورة  أن للإيمان ركيزتين أساسيتين، أولاهما: الوعي الصحيح والاهتداء بالقرآن الكريم والصلة الوثيقة به، والركيزة الثانية للإيمان هي استشعار المسؤولية في حمل رسالة الإسلام والتصدي لقوى الطاغوت والاستكبار المحاربة للإسلام والقرآن.
وشدد على أن شرف المسلمين وعزتهم مرتبطان بالقرآن الكريم، متطرقاً لأهمية كتاب الله لإنقاذ كل البشرية، وهداية الإنس والجن، وأنه الوثيقة الإلهية التي بقيت لهداية البشر ولإنقاذهم وإصلاحهم وهدايتهم.
ولفت إلى أن مشكلة قوى الكفر والطاغوت والنفاق مع القرآن كانت منذ نزوله على رسول الله، مشيراً إلى أنهم كانوا يركزون على محاربة القرآن بالدعايات والإساءة والتشويه.

العدل والقسط
واشار السيد القائد  أن أعداء القرآن كانوا يحاولون إبعاد الناس عنه، لما يقدمه من مبادئ وقيم وتعليمات تحقق للبشرية العدل والقسط، مؤكداً أن القرآن يمثل أكبر عائق أمام الطواغيت والمنافقين للسيطرة على المجتمع البشري وإفساده.
موضحا  بأن من أهم أهداف قوى الاستكبار استعباد الناس وإخضاع المجتمع البشري لمصالحهم وأطماعهم، لافتاً بقوله: "لذلك مشكلتها مع القرآن أنه كتاب حرية في مفهومها الصحيح".
وأضاف: "قوى الشر وصلت إلى أحط مستوى في نشر الفساد والجريمة تحت عنوان "المثلية"، ويسعون لتمزيق بنية الإنسان في تكوينه الاجتماعي عبر استهداف الأسرة"، موضحاً أن قوى الشر تحاول تأطير الجرائم الأخلاقية تحت عنوان الحقوق والحريات ودعمها سياسياً وقانونياً.

مبادئ الحق
ونبه السيد القائد بقوله: "إن ربط الولاءات بالجانب المادي هو من أسوأ ما تعمله قوى الطغيان والنفاق، لأنها تؤسس لانحراف المجتمعات في مواقفها وتهيئتها لتقبل فسادهم وباطلهم"، لافتاً أن القرآن الكريم يبني ولاءات المؤمنين على مبادئ الحق، وهذا يزعج قوى الكفر.

جرائم حرق القرآن الكريم
وتطرق إلى نشاط اللوبي الصهيوني اليهودي قائلاً: إن "اللوبي الصهيوني اليهودي يتصدر أكبر نشاط معاد للإسلام والقرآن والمسلمين في الساحة العالمية".
وأوضح أن جزءاً كبيراً من نشاط اللوبي الصهيوني اليهودي يستهدفنا في بلداننا، كما ينشط في أمريكا وأوروبا ومختلف البلدان، معتبراً أن ما نراه من جرائم حرق القرآن الكريم والتي تكررت خلال الأعوام الماضية، هي أكبر تصرف عدائي ضد الإسلام والمسلمين.

العداء للقرآن وللإسلام
وبين السيد القائد  أن حرق القرآن الكريم وإعلان العداء له وللإسلام يمثل استفزازا كبيرا جدا للمسلمين واستهانة بهم، وهو شاهدٌ على مدى انزعاج قوى الشر من القرآن وضعفها أمامه.
واعتبر أن حرق المصحف في أوروبا يأتي في سياق حربهم على المجتمع البشري وسعيهم لفصله عن القرآن الكريم وترسيخ العداء له وللإسلام، لافتاً أن انتشار الإسلام في المجتمعات الأوروبية وغير المسلمة أثار قلق أعداء الإسلام وأزعجهم ودفعهم لحرق القرآن الكريم.

استهداف كبير للمسلمين
واعتبر السيد القائد  أن جريمة حرق المصحف الشريف استهدافٌ كبير للمسلمين وحرب عليهم واستهداف لأقدس المقدسات، وتصرف عدائي وإجرامي ومسيء لكل الكتب الإلهية، مشيراً إلى أن سكوت الكثير من المسلمين عن حرق القرآن الكريم جرم كبير وتقصير عظيم وتفريط رهيب وتنصل تام عن المسؤولية.
وحذر قائلاً: "إذا سكت المجتمع الإسلامي عن استهداف أقدس مقدساته، فلن يتحرك تجاه أي قضية أخرى، ولن يقف الموقف المشرف تجاه أي استهداف"، متسائلاً بقوله: "إذا لم يكن لنا موقف من استهداف القرآن فما هي المسألة أو الموضوع أو الاعتداء الذي يمكن أن يكون لنا موقف تجاهه؟".
موقف النظام السعودي
 وأضاف السيد القائد : " من الأمثلة البسيطة على ذلك: هو موقف النظام السعودي، عندما صدرت تصريحات من المسؤولين في كندا باتهامه بانتهاك حقوق الإنسان، فالنظام السعودي تحرَّك أمام هذا الاتهام، أمام هذه المقولة، أنهم قالوا عنه: أنه ينتهك حقوق الإنسان، وكان لهم تحرك تحت هذا العنوان، تحرك سياسي معين، انزعج النظام السعودي كثيراً، واتخذ إجراءات تتعلق بعلاقته مع كندا؛ ليعبِّر بذلك عن رفضه لما قالوه عنه، إلى هذا المستوى، قد يغضبون على دولة معينة- حتى في الواقع الداخلي للعرب والمسلمين- أن ذلك المسؤول تكلم على ذلك الزعيم، أو أنه قال كذا عن ذلك الأمير، أو أنه انتقد تصرفاً معيناً من تصرفاتهم، يبنون على ذلك إجراءات عقابية، إجراءات اقتصادية أحياناً، إجراءات قطع للعلاقات السياسية والدبلوماسية... وهكذا يتخذون إجراءات معينة"

مقاطعة المنتجات
كما دعا السيد القائد  إلى مقاطعة بضائع ومنتجات البلدان التي تتبنى رسمياً فتح المجال أمام التصرفات العدائية المسيئة للقرآن الكريم والإسلام والمسلمين، مشيراً إلى أن السوق الكبيرة لمنتجات الدول الغربية هي العالم الإسلامي.

اجراء دبلوماسي واقتصادي موحد
وعبّر عن أسفه بأن "يصل واقع المسلمين لأن يكون هناك 50 دولة إسلامية لا تستطيع الاجتماع على إجراء موحد دبلوماسيا أو اقتصاديا لقضية بحجم إحراق القرآن الكريم"، معتبراً أن حركة النفاق داخل الأمة تكبلها من الداخل كي لا يكون لها موقف بالشكل المطلوب أو بالحد الأدنى حتى على مستوى الشعوب.
وشدد بأنه ينبغي على المسلمين أن يوحدوا صفهم للضغط على البلدان التي تفتح المجال للاستهدافات العدائية للإسلام.
كما شدد أن أحرار الأمة والشعوب الحية معنية بالتحرر من قيود حركة النفاق التي تسعى لتجريدها من قيمها ومواقفها الإيمانية، مشيراً أن من أبرز قوى النفاق المعاصرة في أوساط المسلمين هم التكفيريون، ومعهم الأنظمة الموالية لأمريكا وإسرائيل واللوبي الصهيوني اليهودي.

المستوى المتدني
 وتساءل قائد الثورة : " لماذا هذه الأمة مخلخلة إلى هذا المستوى؟ لماذا هي مكبلة؟ ما هي القيود التي قُيِّدت بها، حتى فقدت فاعليتها، وأصبحت إلى هذا المستوى المتدني من الخنوع، والضعف، والشتات، والتنصل عن المسؤولية، والجمود، أمام كل المخاطر التي تهددها، وأمام كل الإجراءات المعادية لها من جانب أعدائها؟ هناك شغل خطير جداً، لحركة النفاق في داخل الأمة، تكبلها من الداخل عن أن يكون لها موقف بالشكل المطلوب، أو بالحد الأدنى حتى على مستوى الشعوب، هذا شيءٌ معروفٌ وواضح "
وأشاد بكل الذين تحركوا وكان لهم موقف واضح وشجاع، بدءا من شعبنا العزيز الذي خرج في مسيرات غاضبة وعبر بكل قوة عن موقفه المناصر للقرآن الكريم، لافتاً بالقول: "لو كان لنا أي علاقة دبلوماسية أو سفير سويدي لكنا طردناه، وكان لنا موقف أكبر من ذلك على المستوى العملي".

الهوية الايمانية
وتابع السيد بالقول : " من الحقائق المهمة، التي يجب أن نعيها، وأن نسعى بشكلٍ عام كأمةٍ إسلامية، وأن نسعى في بلدنا وشعبنا إلى ترسيخ الهوية الإيمانية، والانتماء الإيماني، الذي يحصننا أمام الحرب الشيطانية المفسدة، التي يسمونها بالحرب الناعمة، ويتحرك فيها الأعداء بالتثقيف على المستوى الفكري والثقافي والتعليمي، والأنشطة التضليلية المتنوعة جداً، يستخدمون فيها وسائل وتقنيات العصر، للوصول إلى أكبر مستوى من الأمة الإسلامية، إلى أكبر شريحة من الأمة الإسلامية، في محاولةٍ منهم لاستهداف الجميع: فكرياً، ثقافياً، بالإغواء، وبالإضلال، وأيضاً بالإفساد، وأيضاً أمام الحرب الصلبة، أمام كل أشكال الاستهداف المعادية "

الأنظمة الموالية لأمريكا
وأكد السيد القائد بالقول : "  من أبرز قوى النفاق المعاصرة، المخربة في أوساط المسلمين، المنحرفة، والمحرفة للانتماء الإيماني عن اتجاهه الصحيح، وعن أصالته، وعن حقيقته، هم: التكفيريون يلعبون دوراً تخريبياً وسيئاً جداً في ذلك، ومشوهاً للإسلام والمسلمين، ومعهم إلى جانبٍ آخر: الأنظمة الموالية لأمريكا وإسرائيل واللوبي الصهيوني اليهودي، والساعية لإفساد المسلمين، وضرب انتمائهم الإيماني، وإعاقة أي تحرك من داخل الأمة الإسلامية، للتصدي لهجمات الأعداء ومساعيهم ومؤامراتهم في استهداف الأمة الإسلامية في دينها، وفي كل شؤون حياتها، وهذا أمرٌ واضحٌ جداً، هم أداة، وارتباطهم بالأعداء ارتباط واضح جداً، وتحالفاتهم مع الأعداء مكشوفة وواضحة، ويجب أن يرتقي وعي الأمة ووعي الشعوب للحذر منهم، والانتباه من شرهم "

تجسيد الاخوة الايمانية
وشدد السيد القائد على أهمية  العناية  بالأنشطة ذات الصلة بمناسبة جمعة رجب، وترسيخ انتمائه الإيماني وهويته الإيمانية وتوجهه الإيماني التحرري الذي أقلق الأعداء  الى جانب الاهتمام بقضايا الأمة، وتجسيد الأخوة الإيمانية في واقعه الداخلي، ليفشل كل مشاريع الأعداء لإثارة الفتن داخلياً.

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا