ملف الأسبوع

الحرب الناعمة.. الإستراتيجية الأمريكية للعدوان على اليمن

الحرب الناعمة.. الإستراتيجية الأمريكية للعدوان على اليمن

زين العابدين عثمان*
أمريكا منذ أنشأت مفهوم القوة الناعمة Soft War طبقتها واعتمدها في محاور استراتيجياتها العدوانية نحو الشرق الأوسط وبالتحديد ضد المجتمع العربي و الإسلامي،

فقد ركزت الادارات الامريكية المتعاقبة على أن تصنع مناخا جديدا في العالم الإسلامي يفضي إلى سلخ وتجويف هويته ومبادئه وتوجهاته وفق مايسمى " بالعولمة " وقد بدأ الإدراك والوعي الأمريكي لواقع المنطقة بالتحديد على " ضرورة التغيير من الداخل كعامل رئيسي لبسط النفوذ والهيمنة على البلدان " خصوصا منذ عام 2008 .
حيث ظهرت القوة الناعمة بالطابع الامريكي وتطورت الى مشاريع وخطط وبرامج عمل لضرب المجتمعات والشعوب من الداخل، وهذا ما تم ملاحظته في مختلف الدول الإسلامية فقد ظهر التأجيج الإعلامي الموجه والفوضى الخلاقة المغذية للتناحر المذهبي والعرقي والطبقي بين القوميات والمذاهب ودعم أطراف على حساب أطراف وجعل الكل يخوضون في صراعات بينية وداخلية طاحنة طويلة الأمد وتدفعهم وخصوصا الأنظمة والطبقات السياسية الحاكمة والعميلة إلى التمسك بأمريكا والارتماء اليها وتسليمها زمام الحكم وقيادة نظام وسيادة الدولة.

العدوان على اليمن
بالنسبة للعدوان والحرب على اليمن والتي يشنها تحالف أمريكا والسعودية والامارات منذ اكثر من8 سنوات فهي لا تتوقف عند الحرب العسكرية أو حتى الاقتصادية والاستخبارية والنفسية إنما اعتمد هذا التحالف على وسيلة (الحرب الناعمة) التي تمثل ثلاثة أرباع اهتمامه وأولوياته في إطار عدوانه ككل والتي اعتمدها منذ اليوم الأول الذي بدأ فيها عدوانه وحربه على اليمن، حيث اعتمدت الأدمغة الاستراتيجية الأمريكية والتي تقود العدوان وبإشراف مباشر على تفعيل ودمج القوة الناعمة وبرامج حروب الجيل الخامس مع القوة العسكرية وتعزيز الاولى بالتكنولوجيا والترسانات الإعلامية الضخمة المتعددة الوظائف بهدف تحقيق أكبر مستوى من التأثير في طمس هوية الشعب اليمني واتلاف قيمه ومبادئه ..حيث كان لوسائل الإعلام وبرامج التواصل الاجتماعي وكذلك المنظمات الدولية والخلايا النائمة (العملاء بالداخل) دور محوري ورئيسي في إطار هذه الحرب اللاعسكرية ،اذ كان من أبرز أهدافها ومساراتها:
1- تركيز وسائل الإعلام للخوض في القضايا الداخلية والطائفية والعرقية والقومية وإشعال الفتن والنعرات وإماتة الروح المقاومة والقضايا الاستراتيجية.
2- نشر الرذائل والمفاسد غير الأخلاقية ومحاولة الدفع بالمجتمعات اليمنية الى حالات من الفوضى والانفتاحية الدراماتيكية المتعارضة مع القيم والمبادئ.
3- زيادة تأثير مواقع التواصل الإلكترونية في صناعة وتوجيه الرأي العام وجرفها عبر نشر الداعيات والاشاعات نحو التوجهات الأمريكية وخططها وبرامجها التخريبية .
4- توجيه وتحفيز الإعلام بأشكاله المتعددة في التركيز على الأفكار السطحية وإماتة اليقظة والروح المعنوية و الجهادية و التعبئة العامة الموجهة لمقاومة العدوان..
5- ضرب وهدم المنظومة الامنية والجبهة الداخلية للشعب اليمني وكسر صموده وتماسكه الاستراتيجي بصورة عامة ومحاولة ضرب وتفريغ البيئات الشعبية المقاومة من وحدة الموقف الواحد والتحرك المقاوم ضد العدوان.
بالتالي كانت خطورةُ الحرب الناعمة وما تمثله من تداعيات وآثار تعتبر كارثية على واقع الشعب اليمني ومستقبله كشعب مسلم بالدرجة الأولى الذي يتميز بهُويَّته الإيمانية وَرصيده من القيم والمبادئ والأخلاق عن باقي الشعوب الإسلامية وكذلك كعشب مقاوم لحرب كونية عدوانية تشن عليه من قبل أمريكا وحلفائها.
وبفضل الله تعالى استطاع الشعب اليمني ان يحقق مواجهة متميزة ضد هذه الحرب الهجينة والخطيرة وافشالها بصورة كاملة فالوعي الراسخ والموجهات والبرامج الثقافية التي وضعتها قيادة الثروة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي للمواجهة كان لها التأثير الكبير في تعميق حالة الوعي والادراك لكل ابنا المجتمع اليمني تجاه مخاطر وكارثية هذه الحرب بكل انماطها ومساراتها.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا