ملف الأسبوع

معسكر الشر الأمريكي.. الانكماش و السقوط

معسكر الشر الأمريكي.. الانكماش و السقوط

تحليل: زين العابدين عثمان
بات يعيش معسكر الشر الأمريكي الغربي واقعاً متزعزعاً ومتهالكاً على المستوى العسكري والاستراتيجي والاقتصادي، فحجم الهزائم والانتكاسات التي تلقاها أمام الخصوم في الشرق أو الدول المضادة كروسيا، الصين،

كوريا الشمالية " وإقليمياً "إيران دول محور الممانعة اليمن، سوريا، لبنان، والعراق" جعلته يفقد التوازن ويدخل في حالة انهيار دراماتيكي كبير.
ففي حرب أوكرانيا وروسيا لم تستطع أمريكا والغرب مجتمعة أن تحتوي الهجوم الروسي أو تستنزفه رغم ما تم تقديمه من الإنفاق العسكري الهائل للنظام الأوكراني والترسانات الكبرى من المعدات الحربية المتطورة, كما أنها لم تستطع أن تحتوي روسيا اقتصاديا أو تضعفها بسيل العقوبات وحظر صادرات النفط الروسي , فإلى اليوم لم تُؤت كل محاولات أمريكا وحلفاؤها أي نتائج مفترضة عدا الاصتدام بتداعيات الحرب التي ارتدت عكسيا بخروج روسيا بانجازات منها ضم أربع مقاطعات من أراضي أوكرانيا للجغرافيا الروسية في حين دخل الاقتصاد الأمريكي والغربي في جوف أسوأ أزمة للطاقة التي ما تزال تمثل تهديدا كارثيا عليها .
في الملف الصيني أيضاً فشلت أمريكا في احتواء الصين واحتواء قوتها الاقتصادية التي اكتسحت العالم من الشرق إلى الغرب وأصبحت قوة اقتصادية يمكنها المنافسة والإطاحة بالاقتصاد الأمريكي, وفي الملف الكوري الشمالي فشلت أمريكا كليا في مساعيها الاحتوائية لكبح جماح النهوض العسكري الكوري فلم تحقق مخططاتها وحصارها الاقتصادي أي انجاز طيلة العقود الماضية عدا أن كوريا الشمالية اليوم أصبحت تمتلك القدرة النووية الرادعة التي يمكنها توجيه ضربات نووية استباقية في العمق الأمريكي.
وفي ملف إيران أخفقت أمريكا في إسقاط إيران اقتصاديا وفشلت في احتواء قدراتها الصاروخية والنووية كما أنها فشلت مؤخرا في إضعاف إيران من الداخل, حيث أصبح الوضع مختلفاً وتحول إيران اليوم إلى قوة ضاربة في الشرق الأوسط مدرعة بإمكانات حربية غير مسبوقة سيما في برنامجها الصاروخي الذي وصلت تقنياته إلى مستوى ما تصنعه الدول العظمى كالصواريخ الفضائية والصواريخ الفرط صوتية لذلك فقد اجتازت بعون الله وفضله الكثير من مراحل القوة التي باتت تخولها تحقيق توازنات ردع استراتيجية جديدة لايمكن لأمريكا والغرب وكيان العدو الإسرائيلي تجاوزها.
في الشرق الأوسط تحطمت كل مشاريع أمريكا من اليمن إلى سوريا والعراق ولبنان وفقدت السيطرة على الأوضاع بشكل شبه كلي عسكريا اقتصاديا سياسيا.
فاليمن الذي تعرض لأكبر عدوان قادته أمريكا وأدواتها بالمنطقة السعودية والإمارات بهدف تطويعه والسيطرة على ثرواته أصبح اليوم بفضل الله تعالى وبعد 8 أعوام قوة استراتيجية صاعدة على مستوى المنطقة ورقماً صعباً يمتلك من القوة ما تخوله الدفاع عن نفسه وحماية ثرواته وتحقيق توازن الردع.
لذلك فأمريكا اليوم في حالة سقوط وانكماش استراتيجي وهذه هي الحقيقة ، وخصومها الآسيويون روسيا الصين كوريا الشمالية إيران ومحور الممانعة "اليمن سوريا العراق لبنان أكثر قوة واقتدار ليس فقط لردع أمريكا وحلفائها وأدواتها بل الإطاحة بهيمنتها وهيمنة الدولار وحكم القطب الواحد التي أصبحت حاليا واقعاً فعلياً وتشكل توازنات قوى وعالم جديد متعدد الأقطاب دون هيمنة أمريكا.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا