ملف الأسبوع

‎صور من مآسي الاستهداف الممنهج

‎صور من مآسي الاستهداف الممنهج

شرف علي محمد الكحلاني
تبعثرت أشلاء ودماء والدي ووالدتي والعديد من أفراد أسرتي من الأطفال والنساء والرجال! حسبنا الله ونعم الوكيل..

هذا ماكان يتبادر إلى ذهني في كل مرة يصلني خبر محاولة اغتيال أفراد عائلتي بالغارات الجوية التابعة لتحالف دول العدوان التي استهدفت منزلنا وبقية منازل وممتلكات أفراد عائلتنا لولا لطف الله ورعايته.
ففي الخامس عشر من رمضان 1436هـ الموافق 02 يوليو 2015م- تعرّض منزلنا لثلاث غارات جوية تابعة لتحالف دول العدوان السعودي الإماراتي مُحمّلة بعدد من القنابل أمريكية الصُنع؛
كانت هذه الجريمة هي الأولى من نوعها ولكنها لم تكن الأخيرة بحق عائلة جدّي الوالد العلّامة محمد يحيى الكُحلاني -رحمة الله عليه- وذويه الكِرام؛ حيث تلتها سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت العديد من منازل وممتلكات كافة أفراد العائلة نساءً ورجالاً بشكل متتالي ومُتعمد في محاولات جادّة لإبادة العائلة بأكملها لولا رعاية الله ولطفه؛ والتي نتج عنها للأسف الشديد استشهاد الطفلتين البريئتين شيماء وزينب بنات الخال عبدالرحمن أحمد مطهر الخاشب؛
فشيماء هي التي قالت قبل استشـ ـهادها بدقائق وهي تحت الأنقاض "فلينظر العالم مدى إجرام آل سعود"؛
أما زينب ذات التسع سنوات فهي التي استمرّت بالدعاء على آل سعود وهي تحت الأنقاض وهي تُردد "اللهم أهلك آل سعود" حتى اتخذها الله شـ ـهيدة هي الأخرى.
فهذا الاستهداف المُمنهج لاغتيال عائلتنا والإضرار بها وإرهابها ماهو إلّا وسام نعتز به أمام الله والقيادة والشعب والوطن وأطفالنا؛ وشهادة للتاريخ عن مدى عجز تحالف دول العدوان ووصمة العار التي ستُلاحق الخونة والمُرتزقة اليمنيين الذين جعلوا من قصف المنازل السكنية بمن فيها من أطفال ونساء محاولة رخيصة فاشلة للترهيب وإلحاق الضرر وإرضاء نفسياتهم المُتعفّنة المليئة بأمراض الحِقد والغِل والكراهية والدناءة والوضاعة على حدٍ سواء.
الأمر الذي ساعدني وأبهرني خلال السنوات الأولى للعدوان ومنحني رباطة الجأش وعزز ثقتي بنصر الله هو استشعاري للثقة التي كان يتحلّى بها والدي اللواء الرُكن علي محمد الكُحلاني حفظه الله في كُل مرّة كان يطمئننا فيها بعد كل عملية استهداف قائلاً لنا:
"سننتصر ياولدي، هذا وعد من الله، ولن ترهبنا طائراتهم ولا صواريخهم؛ فالطيران ياولدي لن يحسم المعركة ولن يحقق لهؤلاء المُعتدين أي انتصار. يا ولدي بعدالة قضيتنا وبدماء الشُهداء سيُحقق الله النصر للمجـ ـا هـ ـدين، وسيُهزم تحالف الطغيان حتماً فاطمئنوا ولا تحزنوا فثقتنا بالله قوية والحمدلله"؛
وبالفعل ها نحن في العام التاسع منذ أن بدأ تحالف دول العدوان عدوانهم والحمدلله تمكّن شعبنا الحُر الصامد من تحقيق النصر وهزم المُعتدين شر هزيمة وأحبط مخططاتهم وأفشل مساعيهم وأطماعهم وقزّم أحلامهم وتطلعاتهم الطامعة في اليمن والمُتكبّرة على شعب اليمن الحُر.
فالحمدلله الذي أنعم علينا بنعمة الطمأنينة والثقه المُطلقة منذ الوهلة الأولى لهذا العدوان بأن الله سبحانه وتعالى سيُلحق بتحالف دول العدوان ومُرتزقتهم الخزي والهزيمة؛ ولذلك لم ولن يحصد العدوان ومرتزقته إلا الحسرة في نفوسهم، ولم ولن ينالوا الشعور بالرضى طيلة حياتهم، ولم ولن يتمكنوا من إطفاء نار الكراهية التي تمكّنت منهم، فالخزي والعار حتماً سيلاحقهم طيلة حياتهم جرّاء ما ارتكبوه من جرائم بحق اليمن والشعب اليمني.
في الختام؛ نسأل الله الرحمة للشهـ ـداء الأبرار والشفاء للجرحى والافراج عن الأسرى وأن ينصرنا بنصره إنه سميع الدُعاء.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا