ملف الأسبوع

14 اكتوبر ثورة الأحرار ضد الإحتلال

14 اكتوبر ثورة الأحرار ضد الإحتلال

اللواء: عبدالرزاق المؤيد*/

لقد واجهت بلادنا اليمن على مدى التاريخ القديم والمعاصر العديد من المؤامرات والأطماع الاستعمارية الأجنبية نظراً لموقعها الجغرافي الاستراتيجي ومسطحاتها المائية الواقعة على ممر التجارة العالمية الرابط بين الشرق والغرب والشمال والجنوب

العالمي واشرافها على اهم مضيق مائي باب المندب بالاضافة الى طبيعتها الجغرافية ومناخاتها المتنوعة وما تحمله من مخزون نفطي وثروات زراعية ومعدنية مثلت جميعها محل اطماع للغزو والاحتلال للامبراطوريات القديمة والحديثة وبذلك يرى المتابع للتاريخ ما شهدته هذه الرقعة الجغرافية من صراعات ونزاعات وأطماع خارجية ومخططات احتلالية هدفها نهب خيراتها وثرواتها الطبيعية والصناعية وغيرها..
الاحتلال البريطاني لجنوب الوطن والذي دام لقرابة 129 عاماً جاثماً بهذا الزمن الطويل على صدور اليمنيين وحريتهم وكرامتهم ونهب ممنهج لكل خيراتهم ومثلت مستعمرة للمملكة العظمى التي لا تغيب عنها الشمس وما زرعته من سياسات استعمارية احتلالية بين ابناء الجسد الواحد منها سياسة "فرق تسد" وانشاء السلطنات وبث الكراهية والحقد بين الأخوة والقبائل اليمنية وإنشاء الصراعات المناطقية والعنصرية حتى وصل الحال الى الاقتتال والتناحر بين ابناء تلك المناطق تحت سيطرة المحتل الأجنبي.. لم يهدأ بال الأحرار والشرفاء في مناطق سيطرة المحتل البريطاني وكان التواصل قائماً بين الثوار الأبطال في الجنوب مع اخوانهم الأحرار في الشمال وهو ما يعني لنا جلياً ان عروق الوحدة والإخاء كانت متجذرة إبان تلك الحقبة الزمنية المطالبة بالتحرر من الاستعمار والاستبداد في ربوع اليمن وجرى التنسيق بين الثوار حتى اعلن الثوار في الشمال قيام ثورة الـ26 من سبتمبر وتلاها بعد عام انطلاق شرارة ثور الـ 14 من اكتوبر من جبال ردفان ويافع بقيادة الشهيد البطل الثائر قاسم راجح لبوزة ليتحرك بعدها الأبطال معلنين الكفاح المسلح ضد المحتل الأجنبي وتوافد الثوار من كل حدب وصوب ومن المناطق الشمالية كانت الهبة الشعبية الى جانب اخوانهم الأحرار في الجنوب ليشكلوا سياجاً قوياً لطرد المحتل الغازي ونيل الحرية والاستقلال والخروج من عباءة المستعمر ووصايته وهيمنته ونهبه لخيرات الوطن وثرواته.
وما يعنينا اليوم كيمنيين احرار وثوار ومدافعين عن ارضنا وعرضنا من المحتل الجديد - الذي يعتبر امتداداً استعمارياً حاقداً مع اختلاف التسميات وتغير في العمالة والارتزاق لمن ارتموا في احضان المستعمر وقبضوا ثمن حرية ابناء الشعب وكرامته وعزته ووحدة الوطن واستقلاله وعلى وجه الخصوص شرفاء وأحرار اخواننا في المناطق الجنوبية المحتلة من قبل دول تحالف العدوان على اليمن - رد الاعتبار لنضالات وكفاح ثوار   الـ14 من اكتوبر المجيدة والوقوف صفاً واحداً لمواجهة المحتل الإماراتي والسعودي والأمريكي الذين يعيثون في مناطقنا المحتلة فساداً ونهباً وامتهاناً لكرامة اليمنيين واستقلالهم وحريتهم وعزتهم.. ولا نامت اعين الجبناء.
*قائد فرق نزع الألغام بدائرة الهندسة العسكرية

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا