المنزلة الصوفية في تهامة

26سبتمبرنت: منصور الانسي : رغم مظاهر التطور الحاصلة في كل شيء والتوسع العمراني واختلاف التركيبة السكانية للمدن والقرى اليمنية نتيجة الهجرة والنزوح التي ادت الى انحسار واندثار العديد من العادات والتقاليد اليمنية التي لم تسطيع الصمود امام ثورة التكنلوجيا والانترنت ، وكذلك الغزو الفكري الذي استهدف اليمن وغيب العديد من اهم العادات والتقاليد اليمنية الاسلامية ، الا ان بعض المناطق اليمنية استطاعة رغم هذا كله الحفاظ على موروثها وطقوسها وعاداتها القديمة ومن هذه المناطق منطقة تهامة التي لاتزال فيها المنازل الصوفية قائمة تؤدي دورها الاسلامي والمجتمعي على حداً سواء .

في مدينة بيت الفقيه التاريخية حافظت بعض الاسر الصوفية العريقة على استمرارية " المنزلة" التي هي عبارة عن مجلس بالطراز التهامي القديم تقوم الاسر الصوفية على خدمة هذه المنازل وخدمة مرتاديها حيث تقام فيها الطقوس الدينية المختلفة كقراءة الموالد النبوية واحياء ليلة النصف من شعبان ما يسمى ب"البهجة " او الشعبانية ، وقراءة البخاري بعد عيد عرفة وختم القرآن الكريم خمس مرات في شهر رمضان ، اضافة الى دور هذا المنازل في جمع الناس وحل العديد من القضايا والمشاكل الاجتماعية .
وتسمى "منزلة" لان طلبة العلم والمسافرين كانوا في الماضي ينزلون فيها لعدم وجود الفنان او وسائل السفر والنقل الحديثة كما انها كانت الطريق لكل من يبحث عن الفتوى الصوفية ونشأة في مدينة بيت الفقيه التاريخية منذ بداية ونشأة الفكر الصوفي في مدينة بيت الفقيه عن طريق مؤسس المدينة العلامة احمد بن موسى العجيل الذي عاش خلال الفترة من 608 حتى 690 هجرية .
ومن اهم الاسر العلمية الصوفية التي لاتزال لديها منزلة تقوم برعايتها وخدمتها هي اسرة العيدروس والعطاس والمشارعة وبنى رزق العلوي والدباش والصوفي والعياني والحلبي والبحر .