الأخبار |

الأخطبوط الصهيوني والاستسلام العربي

منذ مئات السنين وعتاة الصهاينة يعدون لماهم مقدمون عليه في هذه المرحلة من توسع ومن فرض سيطرة احتلالية على مناطق عربية واسلامية عديدة .

الأخطبوط الصهيوني والاستسلام العربي

منذ مئات السنين وعتاة الصهاينة يعدون لماهم مقدمون عليه في هذه المرحلة من توسع ومن فرض سيطرة احتلالية على مناطق عربية واسلامية عديدة .

ولهذا فان التوسع الصهيوني في الشرق الاوسط شكل شبه طوق على الوطن العربي مستغلاً الموت السريري لدول وبلدان الوطن العربي وفي ظل تماهي عربي تام استطاعت الصهيونية أن توسع علاقاتها السياسية والدبلوماسية مع دول العالم وعلى وجه الخصوص دول آسيا وافريقيا وامريكا الجنوبية والدول المستقلة من الاتحاد السوفيتي ومع أنه في عقد الخمسينيات من القرن الماضي كانت إسرائيل لا تعترف بها سوى القليل من الدول وفي مقدمتها بريطانيا وأمريكا.

 لكن مع فشل الدبلوماسية العربية استطاع اليهود أن يطوروا علاقاتهم مع الكثير من الدول وخلال خمسين عاماً اصبحت معظم دول العالم تعترف بإسرائيل , بل أصبح لإسرائيل وجود وقواعد عسكرية في دول الجوار الجغرافي وعلاقات متينة وتبادل تجاري وعسكري وأمني ومصالح مشتركة قوية وأخيراً استطاعة الدبلوماسية الصهيونية من ربط اتفاقات تعاون وعلاقات مع دول عربية رئيسية بدءاً باتفاقية كامب ديفيد في عام 1977م توجها الرئيس المصري انور السادات بزيارة للكيان الاسرائيلي وخطابه التاريخي في الكنيست الاسرائيلي , ثم تلتها اتفاقية وادي عربة مع الاردن وتبعها سلسلة من اتفاقات تعاون من تحت الطاولة وفتح مكاتب تجارية حتى تطورت في القرن 21 إلى  تطبيع العلاقات وفتح سفارات وقنصليات وعلاقات حميمة وحتى تنصل العرب من القضية المركزية الأولى للعرب " تحرير"  فلسطين المجني عليها والتي قدمتها الدول العربية قرباناً للعدو الصهيوني أو قل عربون صداقة دون أي مقابل وحتى جاء طوفان الاقصى وما أحدث من تطورات اعادة للعالم القضية الفلسطينية المنسية منذ ثمانية عقود إلى الواجهة كمظلومية انسانية بالغة الحساسية والاهمية وتعاطف معها العالم وشاهدنا ألكثير من دول العالم الغربي من يتعاطف مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقامت المظاهرات العارمة لطلا ب الجامعات والاحرار في هذه الشعوب حتى في موطن الصهيونية  ومركز ثقل اللوبي الصهيوني حتى شاهدنا من المتضامنين مع الحق الفلسطيني من يحرق نفسه ويقدم حياته وهو يهتف فلسطين حرة .

 وتقدمت جنوب افريقيا بحيثيات القضية الفلسطينية إلى محكمة العدل الدولية وأثبتت في مرافعاتها بأن إسرائيل دولة احتلال مسؤولة عن جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين والاطفال والنساء وأن إسرائيل حولت غزة إلى جحيم على الأرض وكارثة من صنع إسرائيل .. وضمنت في مرافعاتها ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات لحقوق الانسان ومن جرائم ومجازر واعتقال واغتصاب وحصار وتجويع وتهجير وغلق المعابر ومنع الغذاء  والافراط في استخدام الأسلحة الفتاكة المدمرة  والقنابل والصواريخ شديدة الانفجار والفاعلية في بلد مكتظ بالسكان المدنيين وكلها ترقى إلى جرائم حرب ضد الانسانية ..

وفي هذ ا الخضم سمعنا من العرب من يؤيد سياسة المجرم نتنياهو ومن يدعمه ويساوي بين الجاني والضحية  وهناك من قدم التسهيلات والدعم  اللوجستي والجسر البري والتغطية على جرائم العدو والغريب في الأمر أو كما يقال المضحك المبكي من يتكلم عن التطبيع والتقارب في هذا الوقت بعد أكثر من 140 الف شهيد ومفقود وجريح وبعد اصدار احكام محكمة الجنايات , والتقرير الاستشاري لمحكمة العدل الدولية .. ومع هذا كله نجد ان العلاقات الدبلوماسية والاتفاقات الإسرائيلية المبرمة مع الدول العربية المطبعة تمضي بصورة طبيعية  مثل مصر والاردن والمغرب ودول مجلس التعاون الخليجي وخاصة البحرين والأمارات العربية التي يوجد بها تمثيل على مستوى السفراء.

 وفي الأمارات تطور التعاون العسكري والامني الاستخباري والتجاري والسياسي إلى مستوى عال جداً فالتعاون الاستخباراتي موجود في الأمارات والبحرين للتجسس على جمهورية إيران الاسلامية ولقد تطور هذا الوجود العسكري والاستخباري في أرخبيل سقطرى حيث تشير المعلومات بأن إسرائيل وبغطاء إماراتي تقوم بإنشاء قاعدة ومطار في جزيرة عبد الكوري على مدخل المحيط الهندي بغطاء إماراتي وتشير المعلومات بأن عناصر المخابرات الاسرائيلية تتواجد حيث تتواجد الإمارات وميليشياتها وحيث توجد إسرائيل توجد أمريكا والعكس صحيح.

بقي ان نشير في هذه العجالة ان  العدوان على بلادنا اليمن مغامرة استعراضية دعائية لرفع معنويات الداخل والحلفاء والمطبعين بعد الصفعات التي مني بها الكيان من المقاومة الاسلامية واختراق الطائرة المسيرة اليمنية يافا .. وبغية استعادة هيبة مهدورة ونزعة شريرة ومكابرة من رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو قبل زيارته الى امريكا وخطابه المزمع في الكونجرس .. والحقيقة بأن الصهيونية لها مخططاتها الآنية والمرحلية والمستقبلية وما احداث غزة وحرب الابادة الجماعية واهلاك الحرث والنسل القائمة إلا وجهاً من أوجه الصهيونية الفاشية التوسعية قد تأت لخدمة قناة بن جوريون المزمع أنشائها أو التوجه نحو الجنوب اللبناني وخلق حالة مضطربة في لبنان بعد ان تكون قد اخذت الضوء الامريكي الاوروبي .. ومازال العالم ينتظر الكثير من جعبة الصهاينة من المؤامرات ومن فوضى ومن اعمال تخدم توسعهم الجغرافي في المنطقة العربية.

*القاضي حسن حسين الرصابي

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا