الأخبار |

أوضاع عربية مزرية وضياع الهوية العربية

نحتاج إلى قراءة معمقة وتجاوز التحديات .. المتآمرون لن يترددوا عن استهداف الأمة ومقدراتها .

أوضاع عربية مزرية وضياع الهوية العربية

نحتاج إلى قراءة معمقة وتجاوز التحديات .. المتآمرون لن يترددوا عن استهداف الأمة ومقدراتها .

فيما الشباب الامريكي والشباب الأوروبي يعلن موقفاً مشرفاً رافضاً للهيمنة الصهيونية واسناداً لمظلومية غزة وابنائها .. يضرب الشباب العربي أسوأ موقف متخاذل وابعد ما يكون من المنطق إذ انشغلوا بترهات الأمور واحتجبوا عن أي موقف ملتزم من قضايا الأمة المصيرية والوجودية ..

وطغى على واقع العرب واهتماماتهم مباريات كرة القدم وانماط الرياضة الاخرى إضافة إلى ايلاء الغاية الكاملة والمريضة لفوضى الفن والغناء والطرب والانشغال بها كواحد من المعطيات الاساسية للحياة ..

في حين دفعت الفعاليات الاقتصادية والاستثمارية الى تغليب الانماط الاستهلاكية التي لا تقيم قاعدة صناعة أو تنمية استثمارية تعود بالنفع على كل المكونات الاقتصادية في طول البلاد وعرضه..

وأكتفى الاعراب واشياعهم ومن يدور في فلكهم أن يهتموا بالقشور وأن يسيروا في انماط استهلاكية وتبعية لا توحي بائي نهوض حقيقي .. إذ من المهم لديهم أن يتم الحفاظ على العروش وعلى سلطات الحكم والإدارة والسلطة ..

 وما نشهده وما سوف تشهده أوضاعنا العربية من حالات موات أو ما يجعل منها حالات مشلولة سوف تنعكس على الاجيال الحاضرة وعلى أجيال المستقبل إذ من المتوقع أن تنشأ أجيال ضائعة وتائهة لا تدرك حقيقة تواجدها وأثرها , بل أنها سوف تدفع إلى زوايا غير مجدية سواء من الصراعات التي سوف تفتعل أومن خلال إعداد جيل مستهتر لا يهتم حتى بشؤونه الخاصة وسوف نرى تسطيحاً في المفاهيم وفي القناعات التي ستكون ثمار مرحلة الصمت الرهيب واللامبالية المترفة التي يعيشها هذا الجيل وتحديداً القوى المسيطرة على أنماط الحكم والادارة ونعني الادارات كلها تبدأ من الادارة السياسية والادارة الاقتصادية والادارة الثقافية ..

نحن اليوم امام أكثر من امتحان شديد القسوة وعظيم الخطورة إذ لا يقف عند حدود الاستفراد الصهيوني بغزة والمقاومة الاسلامية في غزة وما يقوم به النازيون الصهاينة وبإسناد كامل من امريكا وبريطانيا وفرنسا وكل منظومة التآمر العربي , بل سوف يمتد إلى مسائل وجودية للعرب اجمعين حتى وان اغفلوا مثل هذا التحدي واهالوا عليه التراب حتى لا يتم قراءته أو الاشارة اليه ..

ولقد اصبح حال الامة حالاً مزرياً لا يبشر بأمل ولا يجسد عملاً يهدف إلى الخروج من اهوال الحالة القائمة .. وصدق فينا قول الشاعر :

يا أمة الحق ان الجرح متسعٌ  *  فهل تُرى من نزيف الجرح نعتبر

ما ذا سوى عودة لله صادقة   * عسى تغير هذه الحال والصور

ولعمري ان حال الامة اليوم لا يسر صديقاً ولا عدو فلقد بلغ الضعف في الأمة إلى درجة أن جعلت النازي الصهيوني المسمى نتنياهو يستأسد وينفش ريشه على كل العرب والمسلمين ويتمادى في عدوانه ووحشيته الى حد لا يطاق , وصار يعبث في غزة الى درجة لا يمكن لحر احتمالها..

واذا عدنا لقراءة خارطة العرب المتشظية سوف تصل إليك قناعة ان العرب مطالبون بشدة الى قراءة الحاضر والمستقبل بناء على ما هو مشاهد ومعايش من تطورات المواقف ومن اهتزازات طغت على واقع الأمة ..

وهذه القراءة لا تكون قراءة عابرة أو اسقاط واجب , وانما قراءة معمقة مشفوعة بتدابير واجراءات عن مستقبل هذه الامة لا سيما وان المنطقة والعالم يعيد ترتيب أو راقه , ومن المهم ان يسارع العرب الى ان يكونوا رقماً مهماً ومؤثراً في النظام الدولي والاقليمي الذي يتشكل من منطلق ان العرب يملكون موقعاً جيوستراتيجياً وجيو سياسياً وموارد متجددة وثروات طبيعية تشكل عصب الاقتصادات العالمية وكما يؤكد أحد الباحثين العرب بان على العرب ان يكونوا فصلاً كبيراً داخل الطبعة الجديدة من هذه النتائج التي تتشكل مما يحتم على العرب الإدراك ان " ماكنة " العالم الجديد تدور بسرعتها القصوى وباتت حروبها تقوم على الذكاء الاصطناعي وعلى الرقمنة واساليب الحرب السيبرانية أو ما تسمى الحروب الهجينة ولهذا فان المفكرين العرب المنصفين يعملون ما هو كائن الواقع العربي بعلاته , ولكنهم يعتبرونه أمراً مصيرياً ونهائياً يجب أن تقام على اساسه الآمال والطموحات , لذلك يجب تجاوز ما هو كائن فكرياً أولاً ولا مناص من الانطلاق في آفاق خير "ما يجب أن يكون " من وجهة نظر موضوعية مقدرة بإيجابية ما نحن عليه من احوال واوضاع . وحال الشعر فانه يجسد روح المأساة للأوضاع العربية والاسلامية .. ومن هنا اخترنا هذه الا بيات الشعرية المعبرة عن واقع حالنا الاعرابية :

مع كل مذبحة تجد          *     ولا جواب سوى العويل

مع كل جرح في جوانح    *    أمتي أبداً يسيل

مع كل تشريد وتمزيق     *   لشعب أو قبيل

يأتي يساؤلني صدق      *    من بلادي ما السبيل

كيف السبيل إلى كرامتنا *    إلى المجد الأثيل

فرمقت وجه محدثي     *      وهتفت من قلب عليل

قلبي مليء بالأسى      *       وحديث مأساتي يطول

اسمعته آيات قرآني     *      بترتيل جميل

حدثته عن قصت التحرير   *    جيلاً بعد جيل

ووقفت في حطين أقطف     *    زهرة الأمل النبيل

ورأيت في جالوت ماء     *    النيل يبتلع المغول

بل وحدة الفكر القويم       *    ووحدة الهدف النبيل

وبناء جيل مؤمن       *    وهو الصواعق والفتيل

بكتائب الإيمان جنب   *    المصحف الهادي الدليل

تمضي كتائبنا مع      *    الفجر المجلجل بالصهيل

هذا السبيل ولا سبيل   *   سواه ان تبغى الوصول 

القاضي د\ حسن حسين الرصابي

 

تقييمات
(1)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا