الأخبار |

صراع بين الحق في البقاء والاصرار على الفناء

التاريخ سيتوقف طويلاً أمام ماقامت به المقاومة الإسلامية في محور المقاومة.. وسيظل يتساءل طويلاً عن مكامن القوة والثبات ورسوخ الايمان وثبات الموقف.

صراع بين الحق في البقاء والاصرار على الفناء

التاريخ سيتوقف طويلاً أمام ماقامت به المقاومة الإسلامية في محور المقاومة.. وسيظل يتساءل طويلاً عن مكامن القوة والثبات ورسوخ الايمان وثبات الموقف.

 لاسيما وان المقاومة الاسلامية قد قدمت نموذجاً في البطولة والتضحية والفداء وهنا تكمن المعاني العظيمة لهذا التاريخ البطولي والمواجهة التاريخية وسيقف التاريخ أمام ما قامت به المقاومة الفلسطينية في غزة وعن التضحيات الجسام والصمود والتحدي الذي أظهره أبناء غزة على وجه الخصوص والأحرار من الشعب الفلسطيني بشكل عام على طريق تحرير الوطن المغتصب ودفاعاً عن أقدس مقدسات الأمة العربية والاسلامية دفاعاً عن القدس والأقصى المستهدف من غلاة الصهاينة وانبرى لها الأفذاذ من ابطال المقاومة الإسلامية لخوض مواجهة تاريخية مع التحدي الوجودي واكدوا للعالم أن هناك حقاً ولا مفر من استعادته .

 إن أعظم الافكار تظل حبيسة في رؤوس اصحابها ولكنها لا تنطلق إلا إّذا انتقلت منهم إلى قناعات  الرجال الأقوياء الذين يستطيعون تحويل الدراسات إلى سياسات والتصورات إلى قرارات.

 وهذا تجسد قولاً وعملاً على المقاومة الإسلامية في غزة .. وقد ثبت من الصراع المحتدم إن السلام مع الصهاينة مربوط رباطاً لا ينفصم بالقوة وبالسلاح وحسن استخدامه لأنه لا فائدة من أي قوة مهما كان حجمها و قوة تسليحها لا يعززها الإيمان والارادة السياسية تتحول القوة إلى مخزن سلاح أما حينما يقترن الايمان مع الارادة السياسية يتحول إلى قوة فاعلة ومؤثرة  ولذ لك لابد ان تدع خصمك يرى حجم إرادتك قبل أن يرى حجم قوتك وهذه سياسة محور المقاومة والحقيقة إن رجل المرحلة يحتاج الى عنصر الإلهام  ان رجل هذا العصر والمرحلة يجد نفسه في الوضع الصعب فهو يرى المستقبل ويشعر به في كيانه وهذا حال قادة محور المقاومة فخر الأمة وذراعها الطويلة وسيفها ودرعها الصلب .

 أما بالنسبة لنا في اليمن لن نترك ثأرنا بعد تطاول العدو الاسرائيلي بضرب الحديدة .. ولن نترك إخواننا في غزة ينفرد بهم العدو الصهيوني الفاشي لكننا بعون الله قادرون بعد العدوان على أرض اليمن وبعد التحذير بالرد أن نوجه الضربة الانتقامية ولسوف تحدد  قيادتنا المجاهدة متى وأين وكيف وحجم هذه الضربة ..

 جانب من سياسة الغدر الذي تمارسه أمريكا وكيف تلعب على الدقون حين تمثل دور الوسيط ..  يقول بلينكن وزير خارجية أمريكا إن أكبر نجاح للدبلوماسية الأمريكية الذي  احرزته هو الطريقة التي أدارت بها الأزمة بعد 7 أكتوبر وكيف حيدت الدول العربية والإسلامية عن الدخول في معركة تناصر حماس في غزة .. أما الرئيس بايدن حينما سُئل هل أنت صهيوني؟  فقال نعم أنا صهيوني, ويقول بلينكن  أيضاً في اجتماع مع الحكومة الاسرائيلية المصغرة عند أول زيارة بعد 7 أكتوبر أنا يهودي أمريكي وولائي لشعبي اليهودي عميق ..

وقد اتضح للمتابع الحصيف بأن أمريكا تخدر الجماهير العربية والاسلامية وتظهر غير ما تُبطن في تحركاتها وانشطتها ومواقفها المشبوهة لا لتوقف حرب الإبادة في غزة وتفرض السلام العادل وتوقف نهر الدم لكنها في الحقيقة تعمل على استمرار الحرب لكسب الوقت متبنيه وجهة نظر نتنياهو وحكومته الفاشية . .

بالنسبة للتناقض بين ما تقوله أمريكا ظاهرياً بانها تتفهم قلق  الشعوب العربية والاسلامية ولديها الحق في بعض ما تشعر به من اثار ما تقوم به إسرائيل في عملياتها في غزة وقتل القيادات وفي مقدمتهم اسماعيل هنية وفؤاد شكر .. لكن هذه الشعوب ليس لديها الحق في أن تميل في علاقاتها ناحية محور روسيا إيران .. لأنها بذلك تدخل بالعبة أكبر من قدرتها وأوسع من طاقتها لذا فان الولايات المتحدة  تسعى بكل مكر إلى ان تعطي نفسها حرية في الحركة تمنع هذه الشعوب  مهما كان ما تشعر به من عدالة مطالبها أو ما تراه حقاً لها " من اللعب " في ميدان الكبار أو قرب ساحتهم وتستطيع الولايات المتحدة أن تتصرف بما يبدو انه الجنون في سبيل أن تمنع محور روسيا – الصين – ايران .. من الحصول على ميزات العالم العربي وتترك لنفسها إذا شاءت خوض حرب الدمار المخيف (الشامل)  في قضايا لا يصل التهديد فيها إلى قلب أمريكا واقتصادها.. (يقصد البيع بغير الدولار) وهو يرى أن محور روسيا سيتراجع قبل حافة الهاوية وليس أمامه غير أن يتراجع وبناء عليه فقد حركت أمريكا اساطيلها وحاملات الطائرات للمناورة والتخويف واستعراض العضلات لكي تستفرد إسرائيل بوليمتها المتوحشة والاجرامية في غزة .

وبالنسبة لمن يفكر بالنزعة الاستقلالية من بعض دول الشرق الأوسط يمكن احتوائها بالغواية وبالتخويف كما يمكن ضربها بالحروب المحدودة حتى بغير اشتراك الولايات المتحدة وعلى الولايات المتحدة أن تتأكد انه يوجد لها في كل منطقة في الشرق الاوسط " صميل " مستعد في أي لحظة أن يهوى على أي ظهر يحاول أن يرفع راسه بعد حد معين وهذا مهمة تقوم بها إسرائيل والاصدقاء ..

بحسب الكواليس من أجندة زيارة نتنياهو السرية التي ناقشها مع اصدقاء إسرائيل  من الحزبين الجمهوري والديمقراطي واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية في ايام أقامته في العاصمة الأمريكية لغرض كسب التأييد السياسي والعسكري لاستراتيجيته للحرب والسلام وكسب الدعم المطلوب من السلاح النوعي والذخائر والمواقف والترتيبات العملية لما يسمى اليوم التالي . . والاتفاق على الوسائل والاهداف المستقبلية ونوع السلام الذي يريده المجرم نتنياهو مع الفلسطينيين والطريقة المناسبة لكبح جماح محور المقاومة وداعميه وقد تعزز بالدعم الهائل الذي تحصل عليه مجرم الحرب نتنياهو من كبار المسؤولين الأمريكان وفي مقدمتهم الرئيس بايدن والمرشح الجمهوري ومرشحة الرئاسة المنافسة الديمقراطية  وقيادات المنظمات واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة و بعد خطابه في الكونجرس .. والحصول على الدعم في سيناريو الحرب والحصول على المعلومات الهامة والدقيقة والضوء الاخضر لاستراتيجية حكومة المجرم نتنياهو وخططه المستقبلية .

*العميد القاضي حسن حسين الرصابي

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا