أخبار وتقارير

في ذكرى مولد المبعوث رحمة للعالمين 1445هـ: خطاب كريم وحضور يماني عظيم

في ذكرى مولد المبعوث رحمة للعالمين 1445هـ: خطاب كريم وحضور يماني عظيم

العميد الركن / محمد زهرة /

بصورة استثنائية ومتميزة تجسد حب وشوق شعب الأنصار والحكمة والإيمان للرسول الكريم محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم من خلال احتشاده وحضوره العظيم

إلى ميادين وساحات الإحياء والاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف، مولد   أشرف المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد الرؤوف الرحيم عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.. وفي ساحة ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وبقية الساحات في محافظات الوطن المختلفة التي أقام فيها أحفاد الأنصار وأحباب المصطفى المختار، أبناء يمن الإيمان والحكمة واللين والرقة، وأهل المدد والنصرة، فعاليات الابتهاج بذكرى مولد النور والهدى
 تجلت شواهد ومشاهد الحب والارتباط اليماني العظيم بالرسول الكريم بأبهى صورها البديعة، المتفردة في الحسن والجمال والتعظيم والإجلال والمحبة والامتثال لأمر الله العلي المتعال في الفرح بفضله وبرحمته، وبذكرى مولد رسوله الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. مزيد من التفاصيل في السياق التالي:
رغم محاولات الأعداء الكثيرة والمتعددة صورها وأشكالها والهادفة إلى إفشال فعاليات الاحتفاء والابتهاج اليماني بذكرى المولد النبوي لا سيما في العاصمة صنعاء، تجلت أسنى وأسمى وأبهى صور
الحضور اليماني العظيم والمشرف والفاعل شعبياً ورسمياً، خلال فعاليات الاحتفاء المركزية بذكرى المولد النبوي الشريف في الـ 12 من شهر ربيع الأول  1445هـ.
وبزخم متصاعد شهدت ساحة ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء ومختلف الساحات في عواصم المحافظات لا سيما محافظات صعدة وتعز تدفق جموع المحبين ومواكب المحتفين، بذكرى مولد  الرسول الأعظم، قادمين من كل حدب وصوب، من قمم الجبال ومن بطون الأودية والحقول ومن التلال والسهول، ومن مختلف المدن والأحياء والحارات ومن كافة العزل والقرى والمديريات، معبرين عن مشاعر الفرح والابتهاج والتعظيم والارتباط برسولهم الكريم، معظمين محبين، أوفياء صادقين، صادحين بلبيك يا رسول الله، مدداً ونصرة، ومحبة وصلة، وولاء وانتماء، وتأسياً واقتداء بخاتم الأنبياء.
وخلال فعاليات الاحتفاء بالمناسبة هذا العام جسد الحضور اليماني العظيم والمشرف حقائق الارتباط والصدق في اتباع إمام الصادقين، وكانت تلك الصور البديعة للحشود والجموع الهائلة التي تموج في ساحات الاحتفاء موج البحور كفيلة بإثبات حقيقة عجز الأعداء وفشل كل مخططاتهم ومؤامراتهم الموجهة لإفشال المناسبة، حيث اكتظت ساحات الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، احتفاءً بمولده الشريف، بمواكب الحشود اليمانية المليونية وتبارى أهل الإيمان والحكمة في تعطير أجواء الزمان والمكان بصور التعبير عن مشاعر حبهم لرسولهم الكريم وتعظيمهم لذكرى مولده الشريف.
إلى ذلك تعددت الهتافات والشعارات التي رددتها الحشود المحمدية تعبيرا عن الحب اليماني منقطع النظير للبشير والنذير، وكذا هتافات وشعارات التعبير عن تجديد الولاء والتفويض للقيادة الثورية المتمثلة بعلم الهدى السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي خيم هدوء وسكون الاصغاء الواعي على ساحات الاحتفاء خلال إلقاء خطابه الزاكي والمتسامي بمناسبة ذكرى مولد سيد الخلق أجمعين محمد المبعوث رحمة للعالمين.
وتشنفت مسامع الحاضرين بذكر أوصاف وصفات الحبيب المصطفى وسيرته العطرة وكذلك شمائله وأخلاقه الكريمة والعظيمة، وما اشتمل عليه خطاب السيد القائد - يحفظه الله - من حديث عن أهمية إحياء هذه المناسبة الدينية المباركة، وبيان وتوضيح ما تحصده النفوس من ثمار إيمانية مترتبة عن استشعار عظمة المناسبة وتذوق لذة معاني الفرح والسرور بذكرى مولد الهدى والنور، وإجلال وتعظيم وتوقير صاحبها ذي القدر العظيم صفوة المرسلين وحبيب رب العالمين سيدنا محمد الصادق الأمين.
وبصورة عامة جاء خطاب علم الهدى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي- يحفظه الله - محملا بنسمات العبر والعظات والدروس العظيمة المعبرة عن الفهم والوعي والثقافة القرآنية والبصيرة النورانية، التي تزكي النفوس وتحيي القلوب وتنير للسامعين دروب الاستقامة والهداية والصلاح والعزة والكرامة والتمكين والنصر المبين على الأعداء في كل زمان ومكان ووقت وحين.
واشتمل الخطاب الكريم للسيد الكريم عبدالملك بدرالدين على إرشادات ممزوجة بالحكمة والموعظة الحسنة، تفيض بمعين الفهم والوعي القرآني الذي يملأ القلوب إيمانا ويقينا ووعيا وبصيرة بسبل الهداية والرشاد، ويجدد في النفوس الهمم والعزائم على امتثال وتجسيد حقائق الحب والتأسي بخاتم الأنبياء والمرسلين، والارتباط الكامل بمنهج المبعوث رحمة للعالمين، واستشعار المسؤولية في نصرة المستضعفين، والانتصار للحق والدين والتحلي بالبصيرة وبالروحية الجهادية والمضي بعزم وقوة في طريق العزة والكرامة والنهوض والتنمية وفي دروب الخير والعدل والسلام، ومحاربة أعداء الله وأعداء أمة الإسلام، والتصدي بشجاعة ووعي وعنفوان لاتباع الشيطان ودعاة الشر والبغي والعدوان.
ولعل ما تميز به الخطاب الكريم للسيد عبدالملك - يحفظه الله - في مناسبة المولد النبوي الشريف، هذا العام، هو ما حمله في طياته من توجيهات تصحيح وتغيير جذري وإعادة بناء صحيح وفق أسس صحيحة وجامعة لكل اليمنيين يؤمنون بها جميعا ومن شأنها أن تعزز الشراكة فيما بينهم، دون انحصار لصالح حزبٍ أو فئة، أو الدخول في حيّز المناطقية، والعنصرية، والفئوية، لا سيما في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها البلد، ويعاني فيها من احتلال أجزاء واسعة منه، ويسعى الأعداء إلى تمزيق نسيجه الاجتماعي  تحت كل العناوين: العنصرية، والمذهبية، والمناطقية، والسياسية.
وفي هذا السياق أوضح السيد القائد أنَّ ما يؤمن به الشعب اليمني في كل أرجاء الوطن، في شمال البلد وجنوبه، وشرقه وغربه، وفي كل محافظاته، وتجتمع كلمتهم على الإقرار به: هو القرآن الكريم، نور الله العظيم، وله الاعتبار فوق كل المقررات والقرارات، وهو الأساس الذي نعتمد عليه في مسار التغيير الجذري.
وأكد السيد القائد على أهمية التمسك بالشراكة الوطنية، والمفهوم الإسلامي للشورى، ووحدة الشعب اليمني، والمفهوم العام للمسؤولية، الذي تتكامل فيه الأدوار، مع الرفض وعدم القبول بالاستبداد، والتسلط الفردي، والحزبي، والفئوي.
وتجسيدا لمفهوم الشراكة الوطنية وتأكيدا لحقيقة البدء بالتغيير الجذري فقد توج السيد القائد عبدالملك بدرالدين خطابه الكريم بجملة من التوجيهات والنصائح والتأكيدات كان أبرزها :
- التأكيد على أنَّ المرحلة الأولى في التغيير الجذري: ستكون بإعادة تشكيل الحكومة بحكومة كفاءات، تجسد الشراكة الوطنية، ويتم فيها تحديث الهيكل المتضخم، وتغيير الآليات والإجراءات العقيمة والمعيقة، ويتم فيها تصحيح السياسات وأساليب العمل، بما يحقق الهدف في خدمة الشعب، ويساعد على التكامل الشعبي والرسمي في العمل على النهوض بالبلد، ومعالجة المشاكل الاقتصادية.
- التأكيد على أهمية العمل على تصحيح وضع القضاء، ومعالجة اختلالاته، ورفده بالكوادر المؤهلة من علماء الشرع الإسلامي، ومن الجامعيين المؤهلين، وفتح مسارٍ فعَّالٍ لإنجاز القضايا العالقة والمتعثِّرة ضمن المرحلة الأولى من التغيير الجذري ، المتمثلة بإعادة تشكيل الحكومة بحكومة كفاءات.
-  توجيه النصيحة لتحالف العدوان، بإنهاء عدوانهم على الشعب اليمني، وإنهاء الحصار، والكف عن حرمان الشعب اليمني من ثروته النفطية والغازية، التي هو في أمسِّ الحاجة إليها؛ للمرتبات، وللصحة والتعليم، والاحتياجات الإنسانية والخدمية والتنموية، وكذلك إنهاء الاحتلال، ومعالجة ملفات الحرب؛ بإنجاز تبادل الأسرى، وإعادة الإعمار، وإلَّا فإن الإصرار على مواصلة الحصار والعدوان والاحتلال ستكون عواقبه وخيمةً على التحالف، لا سيما وقد أصبح شعبنا العزيز يمتلك من عناصر القوة - والتي أولها: اعتماده على الله تعالى، وقيمه الإيمانية، وتمسكه بقضيته العادلة- ما يؤهله بمعونة الله تعالى للنصر والتنكيل بالأعداء، ولذلك فإن المصلحة الحقيقية لدول التحالف هي: الاستجابة لمساعي السلام، التي تقوم بها سلطنة عمان.
- التأكيد على أهمية ثبات الشعب اليمني في تمسُّكه بقضايا أمته الكبرى، وإدانته لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، ووقوفه المبدئي والديني والأخلاقي مع الشعب الفلسطيني، ومجاهديه الأبطال، ومقاومته الباسلة، مع أحرار الأمة، ومحور المقاومة، لتحرير فلسطين والمقدسات، وعلى رأسها الأقصى المبارك، والقدس الشريف.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا