مدير الصحة العامة في مديرية ماهلية بمحافظة مارب لـ" 26 سبتمبر ": مرتزقة تحالف العدوان نهبوا المرافق الصحية !!
الزيارات: 1953
أكد مدير الصحة العامة والسكان في مديرية ماهلية بمحافظة مأرب، الدكتور محمد علي أبو سنه، أن عدد المستفيدين من خدمات الرعاية الصحية والعلاجية تجاوز عددهم 12 شخص،
بحسب كشوفات المرافق الصحية خلال العام الماضي 1443هـ.
وأوضح أبو سنه أن المرافق الصحية "مستشفى ماهلية الريفي، ومركز قانية، ووحدتين صحيتين"، بحاجة ماسة للتأثيث والتجهيزات، ويحتاج بعضها للتأهيل والصيانة.
واستعرض ابو سنه الاحتياجات الهامة والضرورية من الأدوية والأجهزة الضرورية، في اطار اللقاء الآتي:
لقاء : محمد العلوي
* بداية حدثنا عن مستوى الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمواطنين في مديرية ماهلية؟
** تقتصر الخدمات الطبية والعلاجية لأبناء مديرية ماهلية في الرعاية الصحية الأولية التكاملية التي تستهدف صحة الأم والمواليد في التغذية، تحصين ورعاية الحوامل والأمهات المرضعات في مختلف المرافق الصحية، أو العيادات المتنقلة خارج الجدران، وكذلك عبر
فريق الاستجابة السريعة والطارئة للأمراض الوبائية، وتنفيذ مختلف الانشطة الايصالية حملات التطعيم، بالإضافة إلى معالجة الأمراض الشائعة بشكل متفاوت لعدم التزام المنظمات بتوفير الأدوية بصورة مستمرة.
العيادات المتنقلة
* ما الذي تم تنفيذه بعد تحرير ماهلية للتخفيف من معاناة أبنائها؟
** بعد تحرير مديرية ماهلية كانت أولوياتنا تهدف إلى تقديم الخدمة الصحية وايصالها للمواطنين بصورة عاجلة للتخفيف من معاناتهم جراء ما شهدته المديرية من مواجهات وغارات لطيران العدوان، ونفذنا مشروع العيادة المتنقلة إلى مختلف مناطق المديرية استفاد منها عدد ٥٦٨٣ شخص خلال 2021م، تلقى عدد 1785طفلا وطفلة خدمة علاج سوء التغذية بمختلف مستوياتها، وتلقى 1413 طفلا وطفلة خدمات المعالجة المختلفة، بالإضافة إلى معالجة 1012 من فئة الكبار بينهم 562 من الإناث.
كما استفادت من خدمة الصحة الإنجابية 312 امرأة حامل خلال الفترة ذاتها، بالإضافة إلى عدد431 من الأمهات المرضعات، و391 تنظيم الأسرة، وعدد 854 من فوليك أسيد، من العيادة المتنقلة.
وتم استئناف مشروع العيادة المتنقلة خلال العام الجاري 2022م، حيث بلغ إجمالي المستفيدين منها قرابة 21478 شخصاً، منهم 7543 حالة في مجال سوء التغذية بمختلف مستوياته وعدد 4124 في صحة الطفل، ومعالجة عدد 5022 من الكبار، واستفادة 1043 من برنامج التحصين، بالإضافة إلى عدد 3746 من النساء في برامج الصحة الإنجابية.
لم نكتف بذلك - بل تم استحداث نقاط صحية ثابتة مؤقتة في بعض العُزل والمناطق البعيدة لتقديم الخدمة والتخفيف من معاناة الأهالي ومشقة التنقل إلى المستشفى والمركز الصحي.
وسعينا جاهدين من أجل فتح المرافق الصحية التي كانت شبه مغلقة، والعمل على توفير ابسط الخدمات الصحية وتشغيلها لخدمة الأهالي.
4 مرافق صحية
* كم عدد المرافق الصحية والعاملين فيها؟
** في مديرية ماهلية لدينا عدد 4 مرافق صحية "مستشفى ماهلية الريفي، مركز قانية الصحي، ووحدتين صحيتين في منطقتي حتال، وحلاقة"، جميعها بحاجة ماسة للتأثيث والتجهيزات الفنية، يعمل فيها 26 عاملا صحيا، موزعين بعدد 8 في الوحدتين الصحيتين بمنطقتي حتال وحلاقة، وعدد 11عاملا صحيا وطبيب عام وقابلة في مركز قانية الصحي، بالإضافة إلى عدد11عاملا صحيا في مستشفى ماهلية الريفي، وأثنين أطباء وطبيبة نساء، تتوفر كمية قليلة من الأدوية لصحة الطفل، وجزء بسيط من الأدوية الخاصة بالأمراض الشائعة والمزمنة.
بحاجة للتجهيزات
*ما مستوى تجهيزات المرافق الصحية؟
** طبعا معظم المرافق الصحية تعرضت للنهب من قبل مرتزقة تحالف العدوان قبل عملية تحرير المديرية من الجيش واللجان الشعبية.. تجهيزات المرافق الصحية بالمديرية، شبه منعدمة، لعدم توفر الإمكانات والدعم المطلوب، حيث تفتقد الوحدات الصحية للأثاث من أسرة الرقود والكراسي والثلاجات لحفظ اللقاحات الضرورية، حتى أنها بحاجة للترميم وصيانة المباني، ويفتقد الكادر المتواجد فيها للحوافز المالية التي تشجعهم على البقاء في تقديم الخدمة.
بالنسبة للمركز الصحي في قانية تجهيزاته بسيطة قرابة 4 أسرة للرقود، وسرير واحد للولادة، وشبكة الصرف الصحي شبه معطلة بنسبة 50%.
أما مبنى مستشفى ماهلية الريفي، فهو قديم، وما تبقى من التجهيزات قديمة ومتهالكة، من ميكروسكوب وسنتر فيوج واشعة إكس، حتى أن المبنى ليس جاهز بالشكل المطلوب، وبحاجة ماسة للتأهيل والصيانة إلى سور المستشفى بفعل الاهمال طوال الفترة الماضية.
نهب المرافق الصحية
* هل هناك أضرار طالت بعض المرافق جراء المواجهات أو الغارات الجوية؟
**مديرية ماهلية مترامية الأطراف، تفتقر للمرافق الصحية في البنى التحتية، كغيرها من بقية مديريات مأرب كانت مهمشة ومستثناة من مختلف الخدمات، لذلك لم يسجل اعتداءات على المرافق الصحية، لأنها قليلة جدا مقارنة مع مساحة وسكان المديرية، تعرضت محتوياتها للنهب من قبل مرتزقة العدوان.
وتعرض أحد المرافق الصحية الخاصة في سوق قاني للاعتداء والنهب بتهمة أن مالكه "حوثي"، وهكذا طالت الأعمال الاجرامية المرافق الإنسانية التي تهتم بحياة البشر بذرائع مختلفة.
انتشار الأمراض
* ما حجم معاناة الاهالي الصحية بعد تحرير المديرية؟
** حقيقة عانى أهالي مديرية ماهلية الويلات وسط افتقارهم لأبسط الاحتياجات الصحية وانعدام مقومات الحياة أثناء تواجد مرتزقة تحالف العدوان.
بعد تحرير المديرية خلال عملية النصر المبين، رصدنا انتشار واسع لحالات سوء التغذية في صفوف الأطفال، التي زادت حينها عن 200 حالة سوء التغذية حادة وشديدة (SAM)، وأكثر من 260حالة سوء تغذية حادة متوسطة (MAM)، وانتشار للأوبئة والأمراض منها الحصبة والنكاف والجدري والملاريا وغيرها من الأمراض، استدعى الأمر تنفيذ الخدمات الإسعافية الطارئة بواسطة العيادات المتنقلة التي اسلفنا الحديث عنها، ولازالت مستمرة في تقديم الخدمات الصحية للأهالي.
12 ألف حالة
* ماذا عن تقديم تقديم الخدمات الطبية في المرافق الصحية؟
** سعينا خلال الأيام الأولى بعد تحرير المديرية على تطبيع الأوضاع الصحية واعادة فتح المرافق الصحية لتقديم خدمات الرعاية وفق الامكانات المتاحة.
حيث قدمت الخدمة لأكثر من 12 ألف حالة مرضية وفق سجلات العيادات المتنقلة والمرافق الصحية خلال العام الهجري الماضي 1443هـ.
انتشرت خلال الفترة الماضية بعض. الأمراض، منها الإسهالات المائية بحسب الفئات العمرية بين الأطفال بسبب تلوث المياه، وحالات سوء التغذية الحاد والوخيم التي تعود لنقص القيمة الغذائية وإعتماد الأهالي على مصادر غذائية محددة بسبب الفقر، واعتمادهم على المساعدات الإنسانية التي لا تفي بالغرض، وغيرها من الأمراض، بالإضافة إلى انتشار بعض الأمراض المزمنة لدى فئة كبار السن، منها السكري والضغط، إلى جانب هشاشة العظام وفقر الدم عند الأمهات الحوامل والمرضعات.
اسهامات محدودة
* ما اسهامات الجهات الرسمية في ذلك؟
** اسهامات الجهات الرسمية محدودة جدا لعدم توفير ما يتطلبه الوضع الصحي بالشكل المطلوب من الأدوية الخاصة بالأمراض الشائعه والمزمنة، ونحن نعمل وفق الامكانات المتاحة، شحة الموارد التي تعانيها الجهات الرسمية، واستمرار تحالف العدوان بنهب الموارد الطبيعية النفطية والغازية لأبناء الشعب اليمني.
احتياجات ومتطلبات
* ما نتائج زيارة وزير الصحة إلى المديرية؟
** زيارة الأخ وزير الصحة الدكتور طه المتوكل، إلى مديرية ماهلية بعد تحريرها جاءت استشعارا منه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، واطلع على احتياجات ومتطلبات الصحة بالمديرية وحجم المعاناة للأهالي الذي لم ينزح منهم الا القليل، رغم موقعها الخدمي للمديريات المجاورة في حريب وبيحان، وجزء كبير من مديرية رحبة، ومركز قانية الذي يخدم مناطق مجاورة في محافظة البيضاء، نتطلع كثيرا وكلنا على أمل بإيلاء ماهلية المزيد من الاهتمام في الخدمات الصحية التنموية، خلال المرحلة الراهنة، وفاء وعرفانا للتضحيات التي قدمها الشهداء العظماء من مجاهدي الجيش واللجان الشعبية في تحرير المديرية وبقية مديريات المحافظة من رجس مرتزقة التحالف.
الطوارئ التوليدية
* ما الاحتياجات الطارئة التي تحتاجها المرافق الصحية بالمديرية؟
** تكمن الاحتياجات الطارئة والضرورية في توفير الأدوية بصورة مستمرة لكافة الأمراض الشائعة والمزمنة منها والمعدية، ورفد المرافق بالاطباء المختصين، والنهوض بالطوارئ التوليدية للتخفيف من معاناة النساء الحوامل، وتوفير مركز "تي إف سي"، لمعالجة أمراض سوء التغذيه الحاد الوخيم، وتوفير أجهزة مخبرية "سي بي سي".
وتبرز الحاجة لإيجاد غرفة العناية المركزة في مستشفى ماهلية الريفي، وتأثيثه إلى جانب مركز قانية والوحدتين الصحيتين بالمديرية، وسكن الاطباء.
تدخلات محدودة
* ما حجم التدخلات الصحية للمنظمات الدولية في المديرية؟
** المنظمات الصحية تدخلاتها محدودة جدا وتقتصر على بعض التدخلات من منظمة اليونيسف، بالاضافة إلى منح 4 عاملين حوافز شهرية في مركز قانية الصحي من البنك الدولي، ودعم العيادة المتنقلة من اليونيسف عبر مكتب الصحة بالمحافظة، ودعم فريق الاستجابة السريعة والطارئة عبر الصحة العالمية بنصف راتب فقط، ومنظمة الاوتشا عبر المؤسسة الوطنية للاستجابة الانسانية، وحتى يونيو الماضي لم يتم توفير أي شيء سوى حافز العاملين وبعض أدوات النظافة، وجزء بسيط من الأدوية.
تعزيز الصمود
* أين يكمن دور السلطات المحلية في تعزيز الخدمات الطبية والعلاجية؟
** السلطات المحلية بالمديرية ليس بيدها شيء، تعاني من شحة الموارد والنفقات التشغيلية، الا أننا نبذل ما بوسعنا من جهودا لتقديم الرعاية الصحية للمرضى بقدر ما لدينا من امكانات يتم تقديمها عبر وزارة الصحة.
ولهذا نعول كثيرا على الله سبحانه وتعالى، وعلى قيادة وزارة الصحة ممثلة بمعالي الوزير الدكتور طه المتوكل، وقيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة باللواء علي محمد طعيمان، والأخ مدير عام مكتب الصحة بالمحافظة، الذي يسعى جاهدا لتحقيق خدمات صحية ملموسة تخدم المديرية وتعزز صمود ابنائها في وجه تحالف العدوان الجبان.
