كتابات | آراء

ومضات متناثرة: شوفينية الشيطان الأكبر!!

ومضات متناثرة: شوفينية الشيطان الأكبر!!

بعيداً عن تفاصيل الخطة.. فإنما يدور في دول المنطقة من أحداث ساخنة ومشاحنات محتدمة كلها راجع إلى هرطقة أجندة الشيطان الأكبر وعملائه في دول الخليج

فالأنظمة العربية المنبطحة تمارس سياسة الشوفينية الناعمة تجاه الشعوب والدول الغارقة في مستنقع الصراعات العرقية والمذهبية والسياسية لجرها إلى حظيرة الانبطاح والتطبيع والخضوع المذل.. هذا السيناريو المشحون بالتناقضات هو عبارة عن هجين سيؤثر سلباً على البنى الاجتماعية والثقافية وحتى الأنظمة السياسية والنخب المثقفة بكافة توجهاتها وأطيافها الفكرية والثقافية والحزبية داخل شعوب دول المنطقة.
وهذا ما يسعى إليه النظام العالمي الجديد بقيادة الشيطان الأكبر حيث يحاول تغيير جغرافية المنطقة ديموغرافياً وانثروبولوجياً ونقل الولاءات القومية إلى مجتمع سياسي أكبر من الدولة وتغذية العرقيات والنزعات الطائفية وتنمية الاتجاهات فوق القومية لإرباك المشهد السياسي العربي.. إضافة إلى الآثار السلبية والكارثية المتولدة من تلك الفسيفساء التي تعتبر خليطاً متعدد الأعراق والرؤى والأجناس والأديان لخلط الأوراق بين شعوب المنطقة..
لذا على الأنظمة العربية في دول المنطقة أن تعي خطورة المخطط الصهيو أمريكي البريطاني الذي سيكون آثاره الكارثية على شعوب ودول الخليج برمته.. بالرغم من آثار العمالة غير العربية الوافدة من شرق وغرب آسيا على النسيج الاجتماعي والثقافي والانثروبولوجي والديموغرافي والذي هو أخطر وأشد فتكاً بعقول وهوية الأمة هو التعليم المزدوج لتلك الجاليات الوافدة والعمالة المهاجرة في دول المنطقة وهنا تكمن الكارثة الكبرى عندما يتم تخريج جيل من الشباب مفخخ الفكر والثقافة والهوية، وهذا ما يسعى إليه النظام العالمي الجديد بقيادة الشيطان الأكبر أن الكثير من دول الغرب شهدت مراحل وتغيرات عديدة سياسياً واقتصاديا وتكنولوجيا وعسكريا وثورات عنيفة ثم بدأت تهدأ وتستقر لبناء مجتمعاتها ودولها عملياً وتكنولوجيا وحضاريا واقتصاديا وصناعيا في حين شعوب ودول العالم الثالث ما زالت تعيش في غياهب الجب والتخلف والصراعات السياسية والمشاحنات العرقية والمذهبية والطائفية والأثنية.. من هنا نقول إن منطق التاريخ ودورات الحياة تؤكد أن مصير الزعامات مهما علت وعانق صيتها عنان السماء لا بد لها من لحظة سقوط مريع، وان الزعامات التي ملأت شاشات التلفاز والفضائيات بأصواتها وخطاباتها وحضورها الفاعل لا بد لها من لحظة اختفاء وانطفاء وسوف يُسدل الستار عاجلا أم آجلاً وتطفأ الأنوار ويتلاشى زمن النجوم اللامعة.. فالشيطان الأكبر مهما تمادى في غيه وضلاله وشيطنته سيرحل عاجلا أم آجلا وعلى الجميع أن يدرك أن دورات التاريخ والحياة لم ولن تعود إلى الوراء.
• صفوة القول:
علينا أن ندرك أن الشيطان الأكبر لن يهدأ إلا بتنفيذ خارطة الشرق أوسطية الجديدة وهذا حلم دويلة الكيان الصهيوني الكل يريد السلام المشرف وليس الاستسلام المذل سلاما قائماً على العدل والمساواة الكل يريد أن يرى دول المنطقة حرة مزدهر زاهرة والعالم العربي من المحيط إلى الخليج موحدا قوياً وشامخا، ولكن ليس على حساب سيادة الأوطان ونهب ثرواتها وخيراتها واحتلالها.
فالقارئ والمراقب للتاريخ يجد نفسه أمام عدة حقائق وأحداث ومراحل متعاقبة ومتناقضة خاصة حقب المستعمر تجاه توزيع إرث الإمبراطورية العثمانية في العالم العربي.. فالعالم العربي شهد أوضاعاً دامية وأثارها مازالت جاثمة في الصراع القائم اليوم بين الفلسطينيين والكيان الإسرائيلي، وهذا ما عكس نفسه على الأوضاع الراهنة في دول المنطقة فالذين راهنوا على قوى الشيطان الأكبر هم الخاسرون.. فالقادم سيكون أسوأ وأفظع.
• كلمات مضيئة:
"رأيتهم من عرق الجياع
ومن دم الكادحين يبنون لهم قلاع
أعلى من السحاب..
حتى إذا ما طلع الفجر
رأيت هذه الضفادع العمياء..
على كراسي الحكم في رياء.
تغازل الجياع..
وتفرش الأرض لهم بالورود هباء..
يا سيدي في هذه الأزمان..
ما أتعس الإنسان.."
الشاعر/ عبدالوهاب البياتي

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا