كتابات | آراء

ثأر الأحرار

ثأر الأحرار

كعادتها  المقاومة الفلسطينية أطلقت  أسماء معبرة على المعارك التي تدور بينها وبين الكيان  الإسرائيلي وهي أسماء وصفات مستمدة من القرآن الكريم  كما هو الحال في اليمن

في حربنا ضد العدو حيث أطلق الأحرار من الجيش واللجان الشعبية على المعارك مسميات قرآنية كالبنيان المرصوص ووعد الآخرة وغيرها من هذه الأسماء المتميزة ومثلها في فلسطين كمعارك "الفرقان" و"حجارة السجيل"، و"العصف المأكول"، و"سيف القدس"، في مواجهة "الرصاص المصبوب"، و"عامود السحاب"، و"الجرف الصامد"، و"حارس الأسوار"،وبعد أن أغارت أكثر من أربعين طائرة حربية على ثلاثة أهدافٍ فلسطينية في جنوب وشمال قطاع غزة وقتلت ثلاثة عشر فلسطينياً منهم أربعة أطفال وخمسة نساء إضافةً إلى ثلاثة من كبار قادة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ودمرت بيوتهم ومساكنهم وبيوت جيرانهم وأهل منطقتهم الذين استشهد بعضهم وأصيب كثيرون آخرون منهم أخذت المقاومة الفلسطينية على عاتقها "ثأر الأحرار"  لتثأر  للأسرى الأحرار والشهداء الأبرار وأخيراً  للقادة الثلاثة الذين استشهدوا غدراً هم وأسرهم في غاراتٍ وحشية إسرائيلية على بيوتهم ومساكنهم ضمن عدوانه الأخير الذي اسماه بالسهم الواقي.
 واختارت المقاومة هذه التسمية رداً على "السهم الواقي" وكان رد المقاومة الفلسطينية حاضراً كالعادة ولم تدع جريمة العدو تمر دون عقابٍ وقررت أن تثأر منه بعد  الجريمة ولم تتردد في قصفه أو مواجهته لعلمها أنه يطغى ويتمادى ويمعن في الأذية وكان لابد من أن يرى رداً يردعه وعملاً يوجعه وألماً يزجره وقد استطاعت المقاومة بوعيها وجديتها ووحدتها وصدقها أن تفرض عليه معادلاتٍ جديدة وأن تلزمه باتفاقياتٍ لا ترضيه وتفاهماتٍ لا تفيده ولأنه فقد القوة والتفوق وخسر الردع والانتصار فقد بات ملزماً أن يخضع للمقاومة، وأن ينزل عند شروطها ويقبل بمحدداتها، ولعل قبوله الدائم بالتهدئة وسؤاله الوسطاء للتعجيل بها لهو أكبر دليلٍ على عجزه عن مواجهة المقاومة.
لم تكن  الجريمة النكراء التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق إخواننا الفلسطينيين أقل من جرائمهم السابقة حيث و قد سبق لهم أن اغتالوا قادةً كباراً، واستهدفوا نشطاء ومقاومين، وقصف مقاراً ومراكز.  
لهذا فإن رد المقاومة كان سريعاً و قوياً ومدوياً  وصادماً، ، وقد أسعد  الفلسطينيين و تألم منه العدو  وارتعب.
ونلاحظ  أهمية الدور  الأسطوري  لأحرار  دول محور المقاومة الذي غير من المعادلة، وأصبحت كفّة الأحرار المقاومون هي الأرجح، لأنهم يقاومون الظلم والجبروت بالرغم من عدم التكافؤ في الجانب العسكري من حيث العدة والعتاد إلا أن النصر حليف رجال الله الصادقين المتسلحين بالإيمان وفي فلسطين تتواتر الأحداث الأخيرة والكثيرة الشبه بالمشهد اليمني الذي خاض سنوات العدوان وأثبت المقاوم العربي الحر أنه ندا للعدو الغاصب من يتعدى حدوده ويعتدي دون أدنى حق وتؤكد الأحداث الأخيرة أن أهل غزة الأحرار قد أصبحوا أكثر قوة وأكثر حماساً وإصراراً على مواصلة الجهاد ضد أعداء الله الغاصبين والله أيدهم بنجاح عملياتهم بالرغم من وجود تلك القبة الحديدية الحمقاء التي لم تستطع الصمود أمام صواريخ الأبطال حيث أكدت صواريخ المقاومة  الفلسطينية العجز الكلي للقبة الحديدية في التصدي لصواريخها وقال عن ذلك  الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن المؤسسة العسكرية فتحت تحقيقاً للتأكد من أسباب عدم تعامل نظام "القبة الحديدية" بفاعلية مع الصواريخ التي أطلقتها المقاومة يوم الثلاثاء مطلع هذا الشهر وذكرت "القناة 13" العبرية: "أن القبة تصدت لــ24 صاروخاً من بين 104 صواريخ أطلقت دفعة واحدة خلال جولة القتال وكذلك اعترفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" بفشل القبة الحديدية، وقالت في خبرها الرئيسي، الأربعاء 03 أيار/مايو 2023 ، إن "نسبة الاعتراض المتدنية ينبغي أن تقلق جهاز الأمن" اليوم  جيش إسرائيل يمتلك أحدث أنواع الأسلحة و يتمتع بغطاء سياسي وإعلامي دولي وإقليمي أمام الملأ بالرغم من أن قضيته تعتبر خاسرة حيث وهو المعتدي لكنه أصبح كيان مهتز وهش رغم كل هذه المقومات التي يمتلكها.
  قطاعُ غزة تلك المساحة الصغيرة زلزلت الكيان الغاصب  رغم كل محاولاته من حصار مطبق على المساحة المفتوحة ومع ذلك استطاع الغزاويون أن يكبدوا العدو الهزائم النكراء وعجز  العدو عن إطفاء جذوة المقاومة أو إخماد حماسها المشتعل بل أكملت المقاومة وواصلت مسيرتها ثائرة ضد العدو الغاصب بكل الطرق الممكنة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا