كتابات | آراء

فأتوا بآية مثله

فأتوا بآية مثله

لا شك أن لله ربنا الأعلى في أرضه وسمائه وفي أنفسنا ما لا يُحصى من الآيات البينات ، فجعل في السماء أبراجاً ، وجعل فيها سراجاً وهاجاً ،

وأنزل من المعصرات ماءً ثجاجاً، فأخرج به حباً ونباتاً، وجنَّاتٍ ألفافاً، وجعل أنبياءه ورسله وورثتهم من أوليائه وأصفيائه وخاصته من عباده المخلصين كبرى هذه الآيات المحكمات..
 ولا ريب أن الإمام علياً والحسن والحسين والزين وزيد - عليهم سلام الله جميعاً - ومن سار بسيرتهم ونهج نهجهم واقتفى أثرهم ، وجعل القرآن نصب عينيه عاملاً بعمله هادياً إلى طريق الحق ، متبعاً لما جاء به محمدٌ خاتم النبيين وسيد المرسلين صلوات ربي عليهم أجمعين ..
 ولعلِّي لا أبالغ في يقيني على أن من أبرز ورثة القرآن أعلام الهدى وآيات الله  الذين اصطفاهم الله لهذا الشأن في هذا الزمان  " روح الله وآية الله الإمام الخميني، وأعلام الهدى من بعده " فهؤلاء هم المحكم من آيات الله البينات الظاهرات .. وفيما أُنزِل من الذكر في آيات القرآن ذكر لنا المولى تعالى ما أنعم به علينا من هذه الآيات التي حذَّرنا من تناسيها والجحود بها و الغفلة عنها ، وما لها من دلالات ساطعات ، متوعداً جاحديها والمتعامين عنها والمتعمدين لها بالنسيان ممن كذبوا بها كذاباً ألاَّ يزيدهم الله في الجحيم المقيم إلا عذاباً ، ويوم القيامة سوف يُحشر المكذبون عمياناً مصداقاً لقوله تعالى :[ قَالَ رَبِّ لِـمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا *  قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى]  صدق الله العظيم.
فأيُّ حمقى هؤلاء الذين تجلَّت أمامهم آيات الله سبحانه وتعالى بحقائقها وبيِّناتها، فتعاموا عنها وجحدوا بها ؟!..
وأيُّ أغبياء هؤلاء الذين ألقوا بأنفسهم إلى الهلاك وإلى الجحيم الذي ليس بعده نجاة لهم ؟!.. وأيُّ بلهاء هؤلاء الذين تجلَّت لهم الآيات بشواهدها ومشاهدها ، بشخوصها وعلاماتها ، وبدلالاتها على أصفياء الله الذين جعلهم مخرجاً للأمة ومستنقذين لها ؟!..
فالله هو الذي اصطفاهم وجعلهم ورثة كتابه، وأذهب عنهم الرجس لئلا تغلب عليهم أنانيتهم وأهواؤهم وأطماعهم حباً لأنفسهم ؛ فجعلهم لأهل الأرض أماناً في دنياهم وأخراهم.
فإذا ما كان هؤلاء الأغبياء الكفار قد تناسوا وجحدوا وكفروا بآيات الله الكبرى التي جاءتهم في زمن رسول الله خاتم النبيين وسيد المرسلين - صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين - وقد كان أن ضرب الله على الأمة التيه  لقرونٍ من الزمان ، كما ضرب الله التيه ببني إسرائيل بعد أن عصوا أمر ربهم ولم يستجيبوا لموسى لما دعاهم إليه .
فكيف بنا ونحن اليوم تتجلى في واقعنا بعض آيات الله ؟!.. فما لهؤلاء القوم عن الذكر معرضون ، وبآيات الله يجحدون ؟!..
ألم يروا  كيف أن الإمام الخميني - روح الله وآيته -  أعاد للدين هيبته، وللإسلام قوته ، وللقرآن الكريم فعاليته ، ولكل مسلم من المسلمين في العالم عزته ومكانته ، ورفع للجهاد رايته ، وللشعب الإيراني -بعد ثورته على المستبدين به وإزالتهم - عزته وكرامته؟!..
ألم يروا  كيف كان الإمام الخميني مقتدياً برسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله في تواضعه ورحمته متبعاً لملته وسنته ، وكعليٍ – أمير المؤمنين – في زهده وكمال علمه وبيانه وفصاحته وكالحسين السبط في ثورته وكزين العابدين في عبادته؟!..
ألم يروا كيف خصَّ الله مولانا الإمام الخميني بالإعداد وأمدَّه الله بالنصر والعون والتوفيق والسداد ، والهدى والإرشاد ، داعياً أبناء الأُمة إلى الوحدة والإتحاد ، ورفد المقاومة الفلسطينية بالدعم والإسناد ليتشكل بفضل الله محور الجهاد ؟!..
 ألم يروا  كيف أعاد مولانا الإمام الخميني - قدَّس الله سره الشريف - القضية الفلسطينية إلى الواجهة ودعا كل حرٍّ كريم لتكون فلسطين هي أولويته ؟!.. ألم يروا  كيف نهض بإيران الإسلام والثورة إلى ما هي عليه اليوم من فخر وشموخ وعزة وقوة وكرامة ، وما تلك إلا واحدة من بركات ثورته ؟!..
ألم يروا كيف أن مولانا الإمام الخميني - رضوان الله عليه - زلزل عروش الطغاة "أمريكا وإسرائيل" وأدواتهم بصرخته معلناً لهم أمام العالم أجمع عداوته وشدته وغلظته ، وأن لله مخافته ؟!..
ألم يروا كيف أن أمريكا باتت اليوم تلفظ أنفاسها الأخيرة، وأن إسرائيل أمست تحصي الساعات لزوالها، وبالمقاومة والجهاد كسره للكيان الغاصب شوكته ؟!..
ألم يروا كيف أن روح الله الإمام الخميني لا يزال حيَّاً في قلب كل حر ثائر، وفي كل طلقة ورصاصة وصاروخ وطائرة مسيَّرة تطلق في صدر كل ظالم مستكبر باغٍ متجبر ، تقترب بحكم الجهاد والمقاومة نهايته ؟!..
ألم يعوا أن حزب الله والمقاومة في فلسطين ما هي إلا نتاجٌ طيبٌ مباركٌ لبذرته ؟!.. ألم يدركوا أن الحسين بن بدر الدين وأخاه عبد الملك بن بدر الدين وكل حرٍ من أحرار اليمن ما هم إلا من شيعته ؟!.. فما لهؤلاء القوم لا يزالون في طغيانهم يعمهون ، وإذا قرئ عليهم القرآن لا يفقهون ؟!..
[ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْـمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَـمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ] .. والحمد لله رب العالمين.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا