كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (76)

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (76)

عندما أعلن الإمام يحيى حميد الدين السيادة على اليمن في عام  1906م  الموافق 1324هجرية بداية القرن الرابع عشر الإسلامي استشهد بحقيقة أن الأئمة الزيدية حكموا اليمن بأكمله أو جزء منه  لألف عام

وعلى الرغم من معارضة هذا الإدعاء من قبل البعض الذين يعتبرون أن الهوية التاريخية والوحدة السياسية لا تربطهما أي علاقة أبداً لكن الواقع والتاريخ كان دائما منحاز إلى فكرة اليمن التاريخي ووجود الأئمة الزيدية و خلال القرن العشرين كانت الفكرة تتابع من خلال نواة وبدايات الدولة الوطنية اليمنية وفي العقد الأخير من القرن أصبحت الفكرة حقيقة واقعة أخيراً تبين أن الدولة اليمنية لا تشبه الدول الأخرى حيث لا تزال هذه البلاد فريدة بين الدول المجاورة بتاريخها السياسي.
صدر ملحق إعلان حكومي في جريدة نيوزويك الأمريكية 19أكتوبر1998م بعنوان الاستعداد للنمو في الألفية القادمة وتضمن هذا الملحق وصف لليمن ويسلم خصوصيات الحياة اليمنية إلى المجال البصري للمناظر الطبيعية والهندسة المعمارية وهو ما يميز اليمن عن بقية البلدان وبالتالي يغطي عموميات الفترة القصيرة لليمن كدولة حديثة في مجال العمل السياسي  ومع ذلك لا تزال اليمن دولة ناعمة حسب الوصف التقني لعلماء السياسة  فالناس يعبرون عن آرائهم بحرية أكبر من معظم الدول العربية  والأهم من ذلك أن توقعات وهياكل الحياة اليومية تتخلل في مفاصل الدولة وغالبا ما يصعب قراءة الأحداث السياسية على سبيل المثال  مرت انتخابات عام 1997م بهدوء  لكن الاعتقالات والمضايقات في أغسطس من ذلك العام كانت معتدلة إلى حد ما وفقا لمعايير معظم الدول العربية  كانت في المقام الأول بين الأحزاب التي قاطعت الحدث لم يكن هناك أي منافس   خطير لحزب المؤتمر الشعبي العام ومع ذلك  يبدو أن رفض تأييد ظهور التعددية لم يكن موضع ترحيب  خوفا من أن يؤدي هذا الرفض إلى الإضرار بالعلاقات مع المانحين في العالم  ولا يزال أسلوب الإدارة السياسية هو أسلوب الوهم الساحر في كثير من الأحيان  والذي ناقشه اليمنيون كثيراً ولم يلاحظه الزوار العرضيون وفي الواقع  توصل اليمنيون إلى مصطلح جديد وهو استنساخ  لوصف الطريقة التي يتم بها تحييد الجماعات سياسيا من قبل الحكومة التي تخترع  جماعات تشبهها كثيرا وبولاء مغاير تماما إن إخبار أحدهما عن الآخر  الحقيقي وعن المزيف يكون صعبا و يتطلب معرفة تقريبا بتاريخ كل أفراد هذه المجموعة أو تلك في ذلك العام  كما في السنوات اللاحقة  انفجرت القنابل هنا وهناك في اليمن  ولا سيما فيما يُعرف الآن بـالمحافظات الجنوبية وألقت الحكومة باللوم على التدخل الأجنبي  وتطور هوس حقيقي مع مجموعة في المنفى يديرها عبد الرحمن الجفري وأطلق عليها اسم MAWJ اختصار عربي عكسي للرابطة الوطنية لتجمعات المعارضة
 أنشاء الجفري موج واستخدمه لشن حملة علاقات عامة متواصلة ضد نظام صالح في الولايات المتحدة وأوروبا  وخاصة بريطانيا العظمى في النصف الثاني من عام 1990م مع إبرام اتفاقية الحدود السعودية اليمنية في عام 2000م وضع السعوديون الجفري ومجموعة الموج على الرف بسرعة  ولم تعد لهم أي حاجة وبهدوء عاد الجفري إلى اليمن قبل فترة وجيزة من الانتخابات الرئاسية لعام 2006م بمباركة خصمه القديم  الرئيس علي عبد الله صالح  وأعلن عن خطط للعمل من أجل الإصلاحات السياسية وفي أغلب مشاكل اليمن تم الإلقاء باللوم على الاشتراكيين في حين قد يعلقها الكثيرون على الإسلاميين  أكثر من الاشتراكيين وكانت الحكومة تشجع على الإلقاء باللوم على أطراف أخرى بعيدا عنها وهي سياسة مُتبعة في أغلب بلدان العالم الثالث.
كان الإسلاميون أكثر إثارة للقلق بالنسبة للجانب الغربي أما بالنسبة للجانب العربي  بشكل أساسي فقد صور السعوديون والمصريون على وجه الخصوص اليمن نفسها على أنها بؤرة للتطرف المرتبط بالمؤامرات العالمية  لكن السعي وراء هذه الروابط  كان بعضها حقيقياً والبعض الأخر كان مُتخيلا  يعني الدخول في عالم من المؤامرات المجزأة التي أهتم بها الكثير من اليمنيين مُنذ فترة طويلة الانتقام الضائع هو مصدر قلق للحداثيين لكن بينما تخضع المواجهات في المدن للقانون القبلي  فإن الانقسامات القبلية في الريف متقاطعة ومليئة بمؤامرات الدولة التي تبدو بالنسبة للكثيرين من أعراض ضعف القبلية, لم تكن مناطق رجال الحكم في اليمن في أفضل حال وعلى سبيل المثال سنحان  قبيلة الرئيس  كانت بعيدة كل البعد عن الازدهار والتطور ولم يلتفت لها فحالها كحال بقية المناطق.
 كان خط الأنابيب الرئيسي الممتد من مأرب إلى البحر الأحمر يتعرض دائماً لهجمات منتظمة بالمتفجرات وكان خط الأنابيب يمر من خولان التي كانت على خلاف دائم مع سنحان حتى وإن كان قائد الحرس الجمهوري في فترة ما من خولان فإن القبائل دائما ما كانت ترسل برسائل تهديد للحكومة بطرق مختلفة وطوال التسعينيات  كانت القبائل تخطف الأجانب  وهي الطريقة السهلة للضغط على الحكومة ومع ذلك  حتى هذا في بعض الأحيان كان يبدو وكأنه عبارة عن تمثيلية أي عمليات الخطف من أجل الحصول على مطالب محددة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا