كتابات | آراء

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد « 11 »

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد « 11 »

يتكون رجال الدين من طبقتين منفصلتين: القضاة الذين يتميزون نظرياً عن رجال القبائل فقط بالتعلم  والسادة  الذين يتميزون عن كليهما بنسبهم من النبي ويمتاز السادة والقضاة معاً بلباسهم التقليدي

حيث يرتدي رجال القبائل وشيوخهم المعوز أو الثوب الطويل وغطاء الرأس أو العمامة الفضفاضة ويلبس رجال الدين قميصا طويلا يصل حاشيته إلى نصف الساق تقريبا وتصل أكمامه إلى الحاشية لو لم تكن مربوطة خلف الأكتاف وبدلاً من العمامة يرتدون قبعة من القش تسمى  القاوق ملفوفة بقطعة قماش بيضاء لتشكيل العمامة أو غطاء الرأس وهناك نوعان من القاوق في اليمن النوع الأول تتم صناعته من قماش قطني محشو بالقطن و يستخدم هذا القاوق كقاعدة للعمامة.والنوع الثاني المنتشر بصورة اكبر في جنوب شرق آسيا ويتم تزيينه بالنقوش أو الآيات القرآنية ولا يزال الإسماعيليون والبهرة اليمنيون يستخدمون أنواعاً منه ويطلقون عليها أسماء مختلفة ويرتدي القضاة خناجرهم بشكل مختلف عن البقية حيث يتم وضع الخنجر أو الجنبية بشكل غير مباشر وتكون مائلة إلى اليمين مع الغمد المميز في حزام أعرض بكثير من ذلك الذي يرتديه معظم رجال القبائل.
من الناحية النظرية يمكن لأي رجل قبيلة أن يصبح قاضياً من خلال دراسة الشريعة الإسلامية ومن الناحية العملية فإن الوضع وراثي إلى حد كبير وقد لعبت بعض عائلات القضاة الكبرى لعدة قرون دوراً واضحاً في تاريخ اليمن منذ الثورة فقد شغل العديد منهم مناصب عليا في الحكومات الجمهورية القاضي عبد الرحمن الإرياني على سبيل المثال كان أول رئيس بعد الحرب.
الفروع الأصغر من هذه العائلات والعائلات المنفصلة ذات المكانة الأقل لا تحصل دائماً على مناصب مهمة في الدولة ولكنهم في الأغلب يحملون لقب القاضي ويكون متوارثاً حتى للأشخاص غير المتعلمين ومنهم أميون ويحملون لقب قاضي دون النظر للقدرات التي يشير إليها هذا اللقب بشكل مثالي، معظم هؤلاء يتم الاعتراف بهم على أنهم هجرة وهم عادة أولئك الذين يحتفظون بلقب القاضي في الواقع قد يكونوا أميين تماماً ومع ذلك فإن تلك الأسر قد تكون فرع معين من عائلة القاضي هاجرو إلى قبيلة أخرى وهذه القبيلة تكون مسؤولة عن حمايتهم  والمكان الذي يعيشون فيه محمي بشكل عام أيضاً على سبيل المثال بيت الرضي هم من خريف وكان مقرهم في هجرة خريف أو هجرة الصياد والتي كانت حولها مواقع السوق القديمة للقبيلة ومن ناحية أخرى قد يكون لدى الأسرة المتعلمة فروع في مكان آخر على سبيل المثال لا يوجد بيت حنش في خمر فحسب بل تعيش فروع أخرى من العائلة في صنعاء وفي ذبين وفي الشطيب في سفيان حيث كانوا ذات يوم من كبار ملاك الأراضي وتزعم العائلة بأكملها أنها جاءت من الهادي جنوب صنعاء وأنهم كانوا سلاطين في زمن الإمام عبد الله بن حمزة وانتقل البعض إلى مقر عبد الله في ظفار ذبين ومن هناك ربما قبل ثلاثمائة عام انتقل البعض إلى خمر ومرة أخرى يزعم بيت العلفي ومقره الرئيسي في هجرة القحال في ليال سريب أنهم  من الأمويين الذين انتقلوا إلى وادي العلف قرب صعدة في العصر العباسي القرن التاسع الميلادي وانتشروا من هناك جنوباً إلى اليمن وكانوا أقوياء في عهد الإمام المهدي عباس واستولوا على مساحات كبيرة من الأراضي في قاع البون وهو السهل بين الجبال حيث تقع القحال وريدة كما توجد فروع منفصلة للعائلة في الخريف في الكلبيين والصياد وفي أرباب وفي اليمن السفلي بالقرب من إب وفي صنعاء وبعضهم الآن موظفون حكوميون ولا يزال بعضهم رجالاً متعلمين في القبائل التي يعيشون فيها وقد ضاع أحد الفروع في منطقة جوب في ليال يزيد على الرغم من أن العديد من رجال القبائل ما زالوا يطلقون عليهم اسم القاضي وعلى مدى ثلاثة أجيال على الأقل عاشوا كخياطين  لذا فإن وضعهم ليس ثابتاً بأي حال من الأحوال في شمال شرق اليمن كان هناك عدد من عائلات القاضي ذات الصلة التي تنحدر جميعها من القاسم العنسي.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا