كتابات | آراء

سيناريوهات المفاوضات بين صنعاء والرياض

سيناريوهات المفاوضات بين صنعاء والرياض

المفاوضات الماكوكية التي جرت بين حكومة صنعاء والرياض مازال يشوبها الكثير من الغموض والإبهام.. وهذه طبيعة المفاوضات التي تزيح الفرقاء على حساب مصالحها الآنية، والماورائية..

هناك حلقات مفقودة والرياض تكتفي بالانزواء.. وكف الخطاب الى أجل غير مسمى.. هي تٌدرك خٌطورة النتائج، ولكنها تتجاهل الأطراف الأخرى في الأزمة اليمنية، وتعمل كوسيط ليس إلا.. الرياض تٌحاول اليوم خلط الأوراق اليمنية، بعدما فشلت في حربها على اليمن، وتتسيد الموقف خوفاً على أمنها ومنشآتها الحيوية، تسع سنوات عجاف حافلة بالكثير من الجرائم الشنعاء بحق اليمن أرضاً وشعباً.. والمتآمرون من الفر قاء والعملاء يلوذون بالصمت العميق.. كل هذا لتأزيم الأزمة بين الفرقاء وخروج الرياض من الأزمة بماء الوجه كأنها وسيط، لكنها نسيت أو تناست أنها رأس الأفعى في الحرب، ولكن رغم هذا أو ذاك ستظل الأزمة اليمنية- اليمنية بين الفرقاء قائمة.. وقد تنحوا الى حرب أهلية شعواء قد يطول أمدها، ويدفع ثمنها الشعب اليمني قاطبة، وتقف الرياض موقف المتفرج والشامت.. رغم هذا وذاك مازال الكثير من السيناريوهات مبهمة، فالرياض تٌحاول الخروج من الأزمة اليمنية غير مكترثة بعواقب النتائج الكارثية التي ستؤول على الأطراف الأخرى..
وهنا تظل الكثير من الأسئلة بدون إجابة في غياب الأطراف الأخرى ودخول أطراف إقليمية ودولية وأممية مما سيؤدي الى تأجيج الأزمة بل الى حرب أهلية شعواء بين أبناء الوطن الواحد، وهذا ما تسعى إليه الرياض.. ولذلك مازال الموقف هشاً وغير فاعل بين كافة الفرقاء والأطراف..
* المؤسف المشين: أن الرياض تتباكى على اللبن المسكوب على أرضها.. وهي تٌدرك أن موقفها من الحرب بات هشاً، ولكن هناك ورقة في يدها تٌحاول اللعب عليها "الشرعية المنتهية" التي أسستها للضغط أو الاعتراف الدولي بها.. تظل الأزمة اليمنية قائمة، والعملاء الذين باعوا الوطن من أجل المال المدنس، يتلاعبون بثروات وخيرات البلاد دون حياء أو استحياء.. لذلك على دول العدوان أن تُدرك أن دماء الشهداء والجرائم التي ارتكبت بحق الشعب اليمني لم ولن تذهب سٌدى، بل ستظل في ذاكرة الأجيال جيلاً بعد جيل، لتطلق زفراتها العاصفة المدوية مدى الزمن للانتقام والثأر.. لهذا أو ذاك لابد من ربط أحداث ووقائع التاريخ لأخذ الدروس والعبر كي نسير وفق رؤى متوحدة ومتناغمة، تتحرك في خط سير واحد واصطفاف واحد، بحذر شديد، ورأي سديد، لبناء يمن واحد، ومستقبل واحد، لتفويت الفرصة على الأعداء، اليوم نريد خطاب التحرير والتنوير.. لاخطاب التهديد والترهيب.. خطاب الوعي والاستنارة بعيداً عن ارهاصات الذات، أما النخب التي تغلفت بغلالة المدح ورفع الشعارات الزائفة لا تبني الأوطان، ولاترتقي بشعوبها.. فالشرفاء دوماً في كل زمانٍ ومكان، عٌملة نادرة، يعملون في صمتٍ، وهمة عالية، لا يرجون من أحد جزاءً ولا شكوراً، لأنهم يدركون أن مصلحة الوطن هي الأغلى والأسمى والأبقى.

صفوة القول:
الماضي مهما رحل فهو وليد الحاضر، وجذور المستقبل.. ويظل راسخاً في ذاكرة الشعوب يطرق أبواب المجهول لاستكشاف أسرار دينامية الحياة المستقبلية برؤى معاصرة لمواكبة روح العصر الحديث.. فاليراعُ سلاح ذو حدين.. قد يبني أوطاناً وقد يدمرها إن لم يكن في أيدٍ أمينة وفكرٍ سديد، وقلبٍ مخموم، لذا لابد أن نخاطب الجانب المضيء في الإنسان قبل أي شيء لأنه هو الذي يقود الى البناء والإعمار متناسين الشحناء والبغضاء وتحريك المياه عكس الزمن، فالأوطان لم ولن تٌبنى إلا بسواعد أبنائها الشرفاء البررة، يكفي خلافاً واختلافاً من أجل يمن آمن مستقر، وشعب انهكه جور العملاء، وطمع الفرقاء فلجأوا الى التقوقع الذاتي والانكفاء النفسي هروباً من المساءلة القانونية بحق خيانة أوطانهم وشعوبهم.. ولكن التأريخ لم ولن يرحم أولئك الذين خانوا الأمانة.. وغدروا بشعوبهم.. فالله يمهل ولا يهمل..!!

كلمات مضيئة:
(فالتجدد لا يقهر الموت، انه يقهر الحياة ذات الامتداد الزمني، ولكنها لا تقهر التجدد، بل تمده بوسائل البقاء، مادام ذلك التجدد اكتمالاً وتجدداً في الطريق الأكثر استقامة)..
 الأديب الشاعر/ عبدالوهاب البياتي

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا